facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

واشنطن وموسكو على صفيح نووي ساخن: ترامب يلوّح بالغواصات وميدفيديف يرد بالتحذير

غواصات نووية وشتائم دبلوماسية: هل يعيد ترامب وبوتين العالم إلى أجواء الحرب الباردة؟


القبة نيوز - مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تجددت الآمال في تقارب أميركي–روسي قد يُنهي الحرب في أوكرانيا. لكن ما حدث في الأيام الأخيرة قلب تلك التوقعات رأساً على عقب، ليدخل الطرفان في دوامة تصعيد لفظي وعسكري غير مسبوق، وسط مخاوف من انزلاق نحو مواجهة مباشرة.

في تصعيد خطير، أعلن ترامب نشر غواصتين نوويتين قرب المياه الروسية، رداً على تصريحات نارية لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، الذي قال إن "روسيا ليست إيران ولا إسرائيل”، محذراً من أن التهديدات الأميركية "قد تفضي إلى الحرب”.

ترامب وصف ميدفيديف بأنه "دخل منطقة خطيرة جداً”، وأكد أنه لا توجد حالياً علاقات مع روسيا، بل أن واشنطن "تحرص على إبقاء القطيعة”، في مؤشر على عمق الهوة بين الجانبين.

"توم وجيري نووي”.. أم عودة لأزمة كوبا؟

القرار الأميركي بتحريك الغواصات النووية أثار موجة من القلق، أعادت إلى الأذهان أجواء أزمة الصواريخ الكوبية في ستينيات القرن الماضي.
لكن الباحث في معهد الشرق الأوسط، الدكتور سمير التقي، اعتبر أن "الأمر لا يُنذر بحرب نووية بقدر ما يكشف عن تدهور غير مسبوق في العلاقات”، مشيراً إلى "خيبة ترامب من تصلب موسكو” في ملف أوكرانيا.

من جهته، وصف الباحث رولاند بيجاموب هذه التطورات بأنها "لعبة توم وجيري نووي”، محذراً من أن السوق الأميركية فقدت نحو 1.1 تريليون دولار جراء هذا التصعيد، ومؤكداً أن "الإعلان العلني عن تحريك غواصات أوهايو النووية خطوة غير معتادة وخطيرة”.

الكرملين يُراوغ… وميدفيديف يغرد

ورغم نبرة التهديد من ميدفيديف، أبدى الكرملين مرونة نسبية، مع إشارات من بوتين لانفتاحه على فكرة "منظومة أمنية أوروبية شاملة”، وعودة السفير الروسي إلى واشنطن.
لكن محللين يرون في لقاء ميدفيديف مع بوتين مؤخراً تنسيقاً محتملاً لموقف روسي أكثر تصعيداً، وسط حالة من الفوضى التعبيرية، حيث يتحول بعض المسؤولين إلى "مدونين سياسيين”، وفق وصف بيجاموب.

مواجهة أم إعادة ترتيب أوراق؟

التحركات الأميركية، بحسب التقي، تشير إلى محاولة لفرض معادلة ردع جديدة، مستفيدة من صعود الجناح الأمني داخل الحزب الجمهوري، وتأثير التيار الشعبوي المعروف بـ”الماجا الغاضبة”.
أما بيجاموب، فحذّر من أن النخبة الغربية باتت أمام خيارين أحلاهما مرّ: تصعيد قد يفتح باب الرد النووي، أو تراجع يُفسر على أنه رضوخ لموسكو.

الردع بالتهديد.. لا بالصواريخ

ورغم القلق المتصاعد، يتفق المحللان على أن الحرب النووية لا تزال مستبعدة، لكنها لم تعد فكرة "مستحيلة”، في ظل أجواء من الفوضى الدولية وغياب الثقة.

التقي قال: "نحن أمام توتر عالٍ، لكنه استعراض قوة أكثر منه نية للقتال”، فيما ختم بيجاموب: "نحن في مرحلة من الحرب النفسية النووية… تُستخدم فيها الغواصات والتغريدات لإعادة رسم قواعد اللعبة”.

فهل نحن أمام لحظة حقيقية من الخطر النووي؟ أم أنها مجرد صدمة جديدة في سباق الإرادات بين ترامب وبوتين؟
في الحالتين، يبدو أن العالم أقرب مما يظن كثيرون… إلى حافة الهاوية.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير