زلزال كامتشاتكا الضخم يثير المخاوف دون أن يسبب تسونامي كارثي

القبة نيوز - ضرب زلزال قوي بقوة 8.8 درجة بمقياس ريختر، أمس الأربعاء عند الساعة 11:25 صباحًا بتوقيت شرق روسيا، شرق شبه جزيرة كامتشاتكا الواقعة في "حزام النار” بالمحيط الهادئ، مثيرًا موجة من المخاوف بين سكان المناطق الساحلية المطلة على المحيط الهادئ.
رغم قوته التي تصنف بين أعنف الزلازل المُسجلة عالميًا، لم يتسبب الزلزال في موجات تسونامي كارثية كما كان متوقعًا، وهو ما أراح ملايين السكان الذين تم إجلاؤهم تحسبًا لموجات عاتية، مستذكرين مأساة تسونامي 2004 في المحيط الهندي وزلزال اليابان عام 2011.
كيف نشأ الزلزال ولماذا لم تكن تداعيات التسونامي مدمرة؟
تقع شبه جزيرة كامتشاتكا ضمن "حزام النار” المعروف بانتشار البراكين والزلازل، حيث تتحرك صفيحة المحيط الهادئ بسرعة 8 سنتيمترات سنويًا نحو الشمال الغربي تحت صفيحة أوخوتسك الأصغر، وهو تداخل تكتوني يولد ضغوطًا هائلة تتراكم لآلاف السنين قبل أن تنطلق فجأة في زلزال هائل.
يوضح الدكتور ستيفن هيكس من كلية لندن الجامعية: "تمزق الصدع يمتد لمئات الكيلومترات، مما ينتج قوة زلزالية هائلة تقارب تلك التي شهدناها في زلازل تاريخية مثل تشيلي وألاسكا وسومطرة”.
لكن رغم عمق مركز الزلزال الضحل (حوالي 20.7 كيلومترًا)، لم يتجاوز ارتفاع موجات التسونامي في شرق روسيا أربعة أمتار فقط، بعيدًا عن الأمواج العاتية التي تخطت عشرات الأمتار في كوارث سابقة.
البروفيسورة ليزا ماكنيل من جامعة ساوثهامبتون تشرح: "ارتفاع التسونامي يتأثر بشكل كبير بتضاريس قاع البحر وساحل اليابسة، إضافة إلى كثافة السكان التي تحدد حجم الخسائر”.
أنظمة الإنذار المبكر… درع يحمي الأرواح
تلعب أنظمة الإنذار المبكر دورًا حاسمًا في تقليل الخسائر البشرية، حيث تمكنت الدول المطلة على المحيط الهادئ من تنفيذ خطط إخلاء سريعة بفضل مراكز مراقبة متقدمة، على عكس مأساة تسونامي 2004 التي خلفت أكثر من 230 ألف قتيل في 14 دولة لم تكن مجهزة بأنظمة تحذير فعالة.
قبل عشرة أيام من الزلزال، سجلت المنطقة هزة بقوة 7.4 درجة، يُعتقد أنها كانت إنذارًا مبكرًا، لكن العلماء يؤكدون عدم إمكانية التنبؤ الدقيق بموعد الزلزال.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الهزات الارتدادية خلال الشهر المقبل، تواصل الأكاديمية الروسية للعلوم مراقبة الوضع عن كثب.