ترامب يرفع العقوبات عن سوريا ويفتح الباب لعودة دمشق للنظام المالي العالمي

القبة نيوز - في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميًا، الإثنين، رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، مؤكدًا أن القرار يأتي ضمن مساعٍ لإعادة دمج البلاد في الاقتصاد الدولي، بعد سنوات من الحرب والعزلة.
وقال ترامب، خلال توقيعه أمرًا تنفيذيًا في البيت الأبيض، إنهى بموجبه "حالة الطوارئ الوطنية” المفروضة على سوريا منذ عام 2004، إن هذا التحول يعكس "تغيّر الظروف في دمشق”، مشيرًا إلى التغيرات التي طرأت على القيادة السورية، عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وتولي أحمد الشرع رئاسة البلاد.
وأكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم استقرار سوريا، قائلة: "إنها بداية جديدة لبلد مزقته الحرب”.
من جانبه، أوضح براد سميث، مسؤول العقوبات بوزارة الخزانة الأميركية، أن إنهاء العقوبات سيسمح بإعادة دمج سوريا في النظام المالي الدولي، ما سيسهل عمليات التجارة والاستثمار من دول الجوار، بما فيها الولايات المتحدة.
وفي السياق ذاته، عبّرت "إسرائيل” عن اهتمامها بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان، بعد تراجع النفوذ الإيراني في البلدين نتيجة ضربات جوية متواصلة. واعتبر السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوث ترامب إلى سوريا، توم باراك، أن هذا التحول يشكّل "فرصة تاريخية”، فتحتها الضربات المكثفة ضد طهران في يونيو الماضي.
لكن على الرغم من أجواء الانفراج، لا تزال التحديات قائمة، فقد شهدت دمشق في 22 حزيران/يونيو هجومًا دمويًا على كنيسة، أودى بحياة 25 شخصًا وأصاب العشرات، في عملية يُعتقد أن تنظيم "داعش” يقف خلفها.
وتواصل الولايات المتحدة تصنيف سوريا ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، ما يُبقي على بعض القيود المفروضة، خاصة على كبار مسؤولي النظام السابق، وعلى رأسهم الأسد، الذي فر إلى روسيا أواخر العام الماضي.
القرار الأميركي المفاجئ جاء بعد ضغوط من السعودية وتركيا، خصوصًا في أعقاب تفكك التحالفات المسلحة التي كانت تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، ما أفسح المجال لحكومة مركزية جديدة أكثر قبولًا إقليميًا ودوليًا.