مصادر: مؤشرات إيجابية تلوح في أفق مفاوضات غزة.. والقاهرة تكثف ضغوطها لوقف العدوان

القبة نيوز - في منعطف يُنذر بتبدل محتمل في المشهد الفلسطيني، تتسارع التحركات السياسية والدبلوماسية بشأن غزة، وسط مؤشرات توصف بأنها «إيجابية»، في ظل جهود حثيثة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان المستمر منذ أشهر.
وكشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، السبت، عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى العاصمة المصرية القاهرة خلال الأيام المقبلة، في محاولة لإعادة تحريك مفاوضات التهدئة والتوصل إلى صفقة تبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية مصرية ترجيحات بأن الزيارة ستكون "محورية”، خصوصًا مع تصاعد ما وصفته بـ”مؤشرات التقدم”، تزامنًا مع لهجة إسرائيلية أكثر ليونة تُبدي مرونة في بعض الملفات الخلافية.
وأوضحت المصادر أن تل أبيب ما تزال تمتنع عن إرسال وفد رسمي للقاهرة، في خطوة يُنظر إليها كمناورة سياسية أو محاولة لكسب الوقت. إلا أن الحضور الشخصي للمبعوث الأمريكي قد يدفع الاحتلال إلى الانخراط الجدي في المفاوضات، خصوصًا في ظل قنوات تواصل مفتوحة مع وسطاء.
ووفقًا للمصادر، فإن مصر كثّفت خلال الأيام الماضية اتصالاتها رفيعة المستوى، مؤكدة أن استمرار العمليات العسكرية لن يبدل من معادلة الواقع، خصوصًا في ظل صعوبة الحسم العسكري ضد حماس، وفشل الطروحات القائمة على فرض حل أحادي الجانب.
وأشارت إلى أن الموقف المصري، المدعوم من قطر، يستند إلى قناعة بأن مكاسب المقاومة على الأرض فرضت واقعًا جديدًا، يتطلب من إسرائيل السير نحو تهدئة حقيقية، وليس مجرد هدنة مؤقتة بلا أفق سياسي واضح.
وترى القاهرة أن الزخم الأمريكي الأخير، والذي ساهم في تهدئة التوتر بين طهران وتل أبيب، قد أعاد ملف غزة إلى واجهة الاهتمام الدولي، وهو ما قد يمثل فرصة نادرة لإبرام اتفاق قبل الدخول في مرحلة انتخابات مبكرة محتملة داخل إسرائيل.
أما على صعيد موقف حماس، فبحسب المصادر، فإن الحركة أبدت استعدادًا أوليًا لقبول اتفاق تهدئة يمتد لشهرين، يتضمن إطلاق دفعة من الرهائن مقابل الدخول في مفاوضات أوسع برعاية وضمانات أمريكية، على أن تنتهي بانسحاب تدريجي وكامل لقوات الاحتلال وفق جدول زمني واضح.
في المقابل، تواصل مصر تنسيقها اليومي مع مختلف الأطراف، خصوصًا واشنطن والدوحة، وسط شكوك بأن بطء استجابة تل أبيب مردّه إما إلى الانقسامات داخل حكومة بنيامين نتنياهو، أو رغبتها في مراكمة أوراق ضغط ميدانية قبل التوصل إلى تسوية.
ورغم الحديث عن تقدم حذر، يبقى ملف "اليوم التالي” للعدوان عالقًا، وخصوصًا ما يتعلق بالترتيبات الأمنية والسياسية في قطاع غزة. إذ تصر إسرائيل على نزع سلاح حماس وخروج قياداتها من القطاع، في حين تقترح مصر صيغة وسطية تقوم على تشكيل إدارة انتقالية بإشراف دولي وعربي، تعمل على تمهيد الطريق أمام عودة السلطة الفلسطينية وتأجيل حسم ملف السلاح ضمن خطة بعيدة المدى ترتبط بمسار سياسي شامل.