الأردن يثبت مكانته كقوة إقليمية في صناعة الغذاء: صادرات بالمليارات و66 ألف عامل يدعمون الأمن الغذائي

القبة نيوز - وسط تحديات إقليمية وعالمية متسارعة، تثبت صناعة الغذاء الأردنية أنها ليست فقط دعامة أساسية للأمن الغذائي الوطني، بل محرك اقتصادي فعّال وواعد على خارطة الإنتاج الإقليمي والعالمي.
وأكد محمد الجيطان، ممثل قطاع الصناعات الغذائية والتموينية والثروة الحيوانية في غرفة صناعة الأردن، أن هذا القطاع يشهد طفرة نوعية في الإنتاج والاستثمار، حيث تجاوزت قدراته الإنتاجية حاجز 5 مليارات دينار سنويًا، مما يتيح له تغطية 62% من احتياجات السوق المحلية.
قطاع حيوي يشغل الآلاف ويضخ المليارات
ويضم القطاع ما يزيد عن 2600 منشأة غذائية برؤوس أموال مسجلة تقارب 950 مليون دولار، ويوفر فرص عمل يومية لأكثر من 66 ألف عامل – معظمهم من الأردنيين – في مختلف أنحاء المملكة.
وخلال عام 2024، حقق القطاع إنجازًا بارزًا بتسجيل صادرات غذائية بلغت قيمتها 823 مليون دينار، وهو ما يعكس مكانة الأردن كمصدر موثوق لمنتجات غذائية ذات جودة عالية في 115 سوقًا عالميًا، أبرزها الأسواق العربية والخليجية.
اكتفاء ذاتي وسلع استراتيجية بيد أردنية
وأشار الجيطان إلى أن العديد من السلع الغذائية التي ينتجها القطاع، مثل الألبان، الأجبان، اللحوم، الدواجن، بيض المائدة، المياه، المشروبات الغازية، البقوليات المعلبة، والحلويات، قد وصلت إلى مستوى الاكتفاء الذاتي، مما يعزز من قدرة المملكة على مواجهة الأزمات وتأمين سلاسل الإمداد دون انقطاع.
كما أوضح أن كل دينار يتم إنتاجه في هذا القطاع يضخ في الاقتصاد الوطني نحو 2.55 دينار، وذلك بفضل تشابكاته القوية مع باقي القطاعات الاقتصادية، ما يجعله رافعة اقتصادية حقيقية.
تميّز في زمن الأزمات
ورغم التحديات الإقليمية والعالمية، حافظت المنتجات الغذائية الأردنية على أسعار مستقرة مقارنة بالأسواق المجاورة، مدعومة بمخزون كافٍ من المواد الأولية ومرونة في تأمين مصادرها المتنوعة.
وأكد الجيطان أن هذه النتائج لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الملكية الاستراتيجية التي يواصل جلالة الملك عبد الله الثاني دعمها، ضمن خطط رؤية التحديث الاقتصادي، التي أولت اهتمامًا بالغًا بتمكين الصناعات ذات القيمة العالية، وفي مقدمتها الصناعات الغذائية.
فرص تصديرية ضخمة في الأفق
وبينما يواصل القطاع تثبيت أقدامه محليًا، تلوح في الأفق فرص تصديرية غير مستغلة تقدر بـ1.4 مليار دينار، خاصة في أسواق الشرق الأوسط التي تستحوذ على 70% من هذه الإمكانيات.
واختتم الجيطان، الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس غرفة صناعة الأردن، بالإشارة إلى أن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 6%، مؤكدًا أن دعم هذه الصناعة هو استثمار مباشر في أمن واستقرار الأردن الاقتصادي والغذائي.