facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

عندما يجلس الملك بين جنوده: رسالة ولاء وانتماء تتجاوز الحدود

عندما يجلس الملك بين جنوده: رسالة ولاء وانتماء تتجاوز الحدود
القبة نيوز - في مشهد يتكرر في الأردن، ويحمل في طياته أعمق معاني القيادة والتلاحم، نرى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يجلس بين جنوده البواسل، يشاركهم طعامهم وشرابهم، ويستمع إليهم كفرد منهم. هذا المشهد ليس مجرد لقطة عابرة، بل هو تجسيد حي لعلاقة فريدة تتجاوز البروتوكولات الرسمية، وترسخ مفهوم القيادة الحقة التي تنبع من قلب الميدان.
إن هذا التواضع الملكي، والتفاعل المباشر مع الجنود في ثكناتهم ومواقعهم، هو سمة مميزة للعلاقة بين القيادة الهاشمية والجيش العربي الأردني. إنه يؤكد على أن الملك ليس فقط القائد الأعلى، بل هو الأب والأخ والصديق الذي يدرك تماماً ظروف أبنائه في القوات المسلحة، ويتفهم تحدياتهم وتضحياتهم. هذه اللحظات العفوية تبني جسوراً من الثقة والمحبة، وتزرع في نفوس الجنود شعوراً عميقاً بالانتماء والفخر بقيادتهم.
هذه العلاقة المتينة ليست وليدة اليوم، بل هي إرث تاريخي متجذر في الوجدان الأردني، يعود إلى نشأة الدولة، حيث كان الهاشميون دائماً في طليعة المدافعين عن الأمة، يشاركون جنودهم كل التفاصيل، من أصعب المهام إلى أبسط اللحظات اليومية. هذا التلاحم يمنح الجيش الأردني صلابة معنوية لا تضاهيها قوة عسكرية فحسب، بل هي نابعة من لحمة وطنية قوية.
صحيح أننا قد نرى في بعض الجيوش حول العالم محاولات لتقريب القيادة من الأفراد، ولكن ما يميز المشهد في الأردن هو طابعه الفطري والعفوي، الذي يعكس علاقة أصيلة وغير مصطنعة. إنها ليست لقطة إعلامية بحتة، بل هي جزء من نسيج العلاقة اليومية بين الملك وجنوده، الذين يقدرون هذا القرب والتواضع.
عندما يتناول الملك طعامه مع جندي، فإنه يرسل رسالة واضحة مفادها أن كل فرد في هذا الجيش مهم، وأن تضحياته مقدرة، وأن القيادة تدرك قيمة كل جندي يدافع عن تراب الوطن. إنها رسالة تعزز الولاء والانتماء، وتزيد من عزيمة الأفراد على أداء واجبهم بكل شجاعة وإخلاص. هذا النوع من القيادة يُلهم ويعزز الروح المعنوية، ويجعل من المؤسسة العسكرية الأردنية نموذجاً للتماسك والتفاني.
في عالم تزداد فيه التعقيدات والتحديات، يبقى هذا المشهد البسيط والعميق، شاهداً على قوة العلاقة بين القيادة والجيش في الأردن، وعمق هذا الترابط الذي لا يمكن أن تجده بالضرورة في كل مكان. إنه نموذج يحتذى به في القيادة الملهمة، التي تبني قوتها ليس على الهيبة والمظاهر، بل على المحبة والثقة المتبادلة.
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير