نضال المجالي يكتب: أفعال لا أقوال: الأردن شكر وتقدير للقوات المسلحة
القبة نيوز- في خضمّ الأحداث المتسارعة والتحديات التي يواجهها عالمنا اليوم، تبرز بعض المواقف لتؤكد معدن الأوطان وشهامة رجالها. بالأمس القريب، وفي مشهدٍ بعيدٍ عن أي ضجيج إعلامي أو بهرجة مصطنعة، هرع نشامى القوات المسلحة الأردنية الباسلة إلى منزل أحد المواطنين في منطقة أيدون بمحافظة إربد، والذي أصابته شظية طائشة. لم ينتظروا توجيهات، ولم يبحثوا عن كاميرات؛ بل باشروا على الفور وبكل همّة بصيانة وترميم المنزل، وإعادته أفضل مما كان عليه.
هذه ليست حادثة فردية، ولا هي مبادرة عابرة. إنها جزء لا يتجزأ من النسيج الأصيل الذي يميز هذا الوطن المعطاء. إنها تجسيد حيّ لقيم الولاء والانتماء، وروح التكافل والتكاتف التي تسري في عروق الأردنيين، من قيادتهم الهاشمية الحكيمة، ممثلة بسيد البلاد، إلى أصغر جندي في جيشنا الباسل، مروراً بأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمننا، وصولاً إلى شعبنا العظيم الذي يثبت كل يوم أنه السند والعون.
وإزاء هذا الموقف النبيل، يتوجّب علينا جميعاً أن نتقدّم بخالص الشكر والتقدير للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، التي أثبتت وما زالت تثبت أنها السند والعون، والدرع الحصين لهذا الوطن ومواطنيه. إن تضحياتهم وعطاءهم لا يقتصران على الدفاع عن الحدود، بل يمتدان ليشملوا كل جانب من جوانب الحياة في الأردن، مقدّمين نموذجاً يحتذى به في الخدمة والعطاء.
يحق لنا الفخر بهذا البلد. يحق لنا الفخر بقائده الذي يحمل همّ شعبه في قلبه، وبجيشه الذي يسطّر أروع قصص البطولة والفداء، وبأجهزته الأمنية التي لا تكلّ ولا تملّ في حفظ الأمن والاستقرار، وبشعبنا الذي يضرب أروع الأمثلة في الصبر والعزيمة والنخوة.
في أحيانٍ كثيرة، أتساءل بجدية: كيف يمكن لأي شخص أن يكره الأردن أو يحمل في قلبه حقداً عليه؟ هذا الوطن الذي يقف شامخاً في وجه التحديات، ويقدّم نموذجاً فريداً في التماسك والتآزر، لدرجة أن المرء قد يشعر أن حسد الحاسدين مبرر، لأنهم يرون وطناً يفعل ما لا تفعله دول أخرى، في زمن عزّ فيه العطاء الصادق.
حفظ الله الأردن والهاشميين.
بقلم: المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي
تابعوا القبة نيوز على 
