إن توفير شوارع آمنة وهادئة لأطفالنا ليس مجرد حلم، بل هو ضرورة حتمية وحق أساسي لكل طفل. هذا المفهوم يتجاوز مجرد خلو الطرق من المركبات؛ إنه يعني إتاحة مساحات حيوية تمكّن الأطفال من المشي والتنقل بحرية وأمان، سواء بمفردهم (ضمن إشراف مناسب) أو برفقة عائلاتهم. هذه المساحات هي الركيزة الأساسية لمجتمعات صديقة للطفل، حيث يمكن للصغار اللعب والاستكشاف وتنمية مهاراتهم الحركية والاجتماعية دون القلق من مخاطر الطريق.

مركز زها الثقافي يتألق في مبادرة "تهدئة الشوارع"

يُعدّ مركز زها الثقافي في الأردن منارةً تُضيء طريق التنمية المجتمعية، وقد برهن على التزامه الراسخ بدعم الطفولة من خلال مشاركته الفاعلة في مبادرة "تهدئة الشوارع". هذه المبادرة، التي تدعمها منظمة Van Leer العريقة وبالتعاون مع The Orenda Tribe، تهدف إلى تحقيق هذا الهدف النبيل بتوفير حلول عملية ومستدامة. 

مؤخراً، شهدنا إطلاق المرحلة الثانية من هذه المبادرة الهامة في مركز زها الثقافي العقبة. يأتي هذا التوسع ضمن مبادئ مبادرة Urban95 العالمية، التي تسعى لتصميم المدن من منظور طفل بطول 95 سم (متوسط طول الطفل بعمر 3 سنوات)، لضمان أن تلبي المساحات الحضرية احتياجات صغارنا.

نجاح يُبنى عليه لمستقبل مشرق

لم يأتِ هذا التوسع من فراغ، بل هو ثمرة للنجاح الباهر الذي حققته المرحلة الأولى من المبادرة في مركز زها الرئيسي. لقد أثبتت التجربة أن تحويل شوارعنا إلى مساحات آمنة هو واقع قابل للتحقيق عندما تتضافر الجهود وتتحد الرؤى. البيئة الآمنة تُعزز من صحة وسعادة الأطفال، ففيها يشعرون بالأمان، ويكونون أكثر قدرة على اللعب النشط والتفاعل مع أقرانهم والاستكشاف، مما يدعم نموهم البدني والعقلي والاجتماعي.

نتطلع أن تكون مبادرة "تهدئة الشوارع"، بفضل دور مركز زها الثقافي الريادي، نموذجاً يُحتذى به في جميع أنحاء المملكة. هدفنا هو بناء مستقبل أفضل لأطفالنا، مستقبل تكون فيه شوارعنا ليست مجرد طرق للمرور، بل مساحات للحياة، واللعب، والنمو.

شكر وتقدير لجهود مركز زها

وختاماً، لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر وعظيم التقدير لجميع القائمين على مركز زها الثقافي، وعلى رأسهم سعادة المديرة العامة رانيا أصبيح، على جهودهم الدؤوبة والمثمرة في تحقيق هذه الرؤية النبيلة. إن التزامهم الثابت برعاية الطفولة وبناء مجتمعات آمنة يعكس الإيمان الراسخ والرؤية السامية التي يتبناها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في توفير أفضل الظروف لأجيالنا القادمة. 

فبفضل هذه الجهود المخلصة، نرى رؤى القيادة تتحقق على أرض الواقع، ليكون أطفالنا هم محور التنمية ومستقبل الأردن المشرق.

حفظ الله الاردن والهاشمين