القبة نيوز - مع اقتراب شهر ذي الحجة المبارك، الذي يصاحبه أداء فريضة الحج، تزداد تساؤلات المسلمين حول فضل صيام الأيام العشر الأولى من هذا الشهر وأهميته في الإسلام.

وفي هذا السياق، أكدت دائرة الإفتاء الأردنية على عظيم الأجر والثواب المرتبط بصيام هذه الأيام، مستندة إلى الأدلة الشرعية وآراء العلماء.

وأوضحت الدائرة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شجع على الإكثار من الأعمال الصالحة خلال الأيام العشر من ذي الحجة، دون حصرها بنوع معين من العبادات، مشيرة إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟» فلما سُئل عن الجهاد قال: «ولا الجهاد إلا رجل خرج يُخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» (رواه البخاري).

ويشمل فضل هذه الأيام جميع أشكال الطاعات، مثل قراءة القرآن، الذكر، الصدقة، صلة الرحم، والصيام. وبيّن الإمام ابن حجر في «فتح الباري» أن تميز هذه الأيام يعود إلى اجتماع أهم العبادات فيها كالصلاة والصيام والصدقة والحج، وهو ما يندر في غيرها من الأيام.

كما أكدت دائرة الإفتاء أن صيام هذه الأيام يُعد من الأعمال المستحبة، مستدلة بحديث أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها التي قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر» (رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه).

ورغم وجود حديث لعائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم قالت فيه: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط»، فقد فسّر العلماء هذا الكلام بأن النبي قد يكون لم يصمها بسبب عارض صحي أو سفر، أو أن عائشة لم تراه يصومها، وليس بالضرورة أنه لم يصمها في الواقع.

وأشار الإمام النووي في شرحه إلى أن صيام هذه الأيام مستحب بشدة، خصوصاً يوم عرفة الذي له فضل خاص. وذكر ابن حجر العسقلاني احتمال أن النبي لم يصم هذه الأيام خشية أن تُفرض على أمته، رغم محبته لها.

في الختام، أكدت دائرة الإفتاء أن فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة موجود وقوي، وأن صيام هذه الأيام من الأعمال التي حث عليها الدين، وعليه تشجع الجميع على اغتنام هذه الفرصة، لما فيه من أجر مضاعف وفضل عظيم عند الله تعالى.