facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

مختصون: إدراج مناهج التربية الإعلامية في الجامعات يحصن الفكر الشبابي

مختصون: إدراج مناهج التربية الإعلامية في الجامعات يحصن الفكر الشبابي
القبة نيوز - قال مختصون أكاديميون وتربويون، إن الوسائل الإعلامية والاتصالية أصبحت أبرز المظاهر الحياتية المعاصرة، وتشكّل الحيز الأكبر من اهتمامات البشر بشكل عام والشباب على وجه الخصوص، وتؤثر في قناعاتهم وتعمل على توجيههم وقيادتهم بشكل أو بآخر.
وأضافوا في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أنه ونتيجة لهذا الدور الكبير لوسائل الإعلام والاتصال، بات من الضروري إدراج مقررات خاصة بالتربية والدراية الإعلامية لتحقيق الكفايات والقدرات والمهارات لدى الطلبة في كيفية التعامل مع هذه الوسائل واستقبال الرسائل الموجهة اليهم وفقًا للدراية والمعرفة وتعريضها للنقد والتمحيص لبيان دقتها وغرضها والتعامل معها على هذا الأساس.
وبينوا، أن وجود مناهج مختصة تستند للبناء المنهجي يمكنها وقاية الشباب من الأفكار المتطرفة وزيادة نسبة الوعي لديهم بخطورة الاستخدام غير السليم لهذه الوسائل وتزيد قدرتهم على التعامل مع التحديات والمتغيرات.
وزير التربية والتعليم والتعليم العالي السابق ورئيس لجنة التربية والتعليم الحالي في مجلس الأعيان العين الدكتور وجيه عويس، أكد أن الوسائل الإعلامية باتت قادرة على تشكيل القيم والمعتقدات لدى الفئات الشبابية والتأثير على هويتهم وثقافتهم وشخصيتهم؛ مما يبرز قدرتها أيضًا على تحديد اتجاهاتهم وفقًا لغايات وحجم المحتوى الذي تقدمة على شكل رسائل مختلفة ومتنوعة تستهوي حاجاتهم وتناسب قدراتهم ويجدون فيها ملاذًا لتعبئة أوقات فراغهم.
وأضاف عويس، أن وجود مئات الآلاف من الطلبة على مقاعد الدراسة الجامعية وكليات المجتمع يتطلب استهدافهم بالدراية والمعرفة الإعلامية عن طريق مقررات خاصة تبين لهم ثأثير وسائل الإعلام من الجوانب الفكرية والاجتماعية والجسدية وتمكنهم من التعامل مع المعلومات المشوهة وغير الموثوقة التي من الممكن أن تؤثر سلبا على العقل الشبابي الأردني وبالتالي على سلوكياته ودوافعه.
وأكد عويس، أن فئة الشباب هي رأس المال البشري الثمين الذي يجب الحفاظ وإعداده للمستقبل بشكل سليم ومتوازن وفي هذا الجانب تنشأ ضرورة التربية والدراية الإعلامية التي تتيح لدى الطلبة بيئة تفاعلية تمكنهم من تقييم الخطابات الإعلامية الموجهة اليهم ونقدها والإجابة على تساؤلاتهم وتوعيتهم من مخاطر الانقياد وراء الشائعات التي من الممكن أن تستهدف مجتمعاتهم وعقولهم ووحدتهم الوطنية وامنهم واستقراراهم.
بدورها، قالت عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب النائب الدكتور تمارا ناصر الدين، إن وسائل الإعلام المختلفة تمتلك من الأساليب والمضامين ما يمكنها من التأثير في المجتمعات، وتغيير نظرتهم إلى العالم المحيط بهم وأحيانًا تصل إلى قدرة التأثير إلى تغيير السلوك ودرجات التفكير والاتجاهات وتنقلهم إلى حالة من الانعزال أو الصراع وعدم الرضا وتقودهم تصرفات وسلوكيات هي بالأصل مرفوضة اجتماعيًا ودينيًا وتزرع في الشباب تحديدًا أفكارًا قد تصل إلى محاولة تفكيك منظومتهم الاجتماعية واثارة الفتنة ورفض الأخر وانتهاج خطاب الكراهية.
وبينت ناصر الدين، "أننا اليوم نواجه هذا الغزو المنظم الذي يستهدف وحدتنا الداخلية واستهداف الشباب من خلال نشر الإشاعات المغرضة التي تأتي من الداخل والخارج في سبيل تحقيق أغراض معينة هدفها زعزعة أمن هذا البلد عن طريق اختراق مصدر قوته المتمثلة بوحدته الداخلية والمستوى الإدراكي لدى شعبه الذي يثبت كل يوم اكثر وفاءً للأرض والقيادة وثقته بمؤسساته خاصة الأمنية منها".
واعتبرت، أن وجود مواد دراسية تُعنى بالتربية الإعلامية باتت ضرورة وطنية ويجب إعدادها استنادًا لأسس علمية تراعي حاجات الشباب ورغباتهم وتحدياتهم بحيث تستطيع هذه المواد الدراسية التأثير وتترك اثرًا مستدامًا وتقدم مهارات ومعلومات منظمة يتسطيع الممستقبل من خلالها التعامل بكفاءة مع التدفق الهائل والمتنوع للمعلومات للرسائل الإعلامية، عن طريق التفكير النقدي التحليل لكل المواد التي يتناولوها كانت ممكتوبة أو مرئية، الأمر الأمر الذي يحصنهم ضد مخاطر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة المنتشرة في الفضاء الرقمي.
وبين عضو مجلس أمناء صندوق الملك عبد الله الثاني ونائب رئيس جامعة جرش الدكتور أحمد الحوامدة، أن التربية الإعلامية تحقق قيمًا تربوية واجتماعية نبيلة، تتمثل بتوجيه الطاقات والميولات لدى المجتمعات، والشباب تحديدًا، نحو احترام وفهم وتطبيق القوانين، وتنظيم وضبط أفكارهم ومشاعرهم وفهم الأحداث التي تدور في العالم ومحيطهم بشكل أكثر دقة وإدراك.
وأكد، أن الشباب الأردني بات أحوج ما يكون في هذا العصر إلى مخاطبة أفكاره وإشراكه بصنع القرارات وتوجيهه بشكل يتناسب مع خصائصه وديناميكيته وحيوتيه، ومن هذا المنطلق أصبح، لا بد من وجود منهج متخصص يعالج الخلل في عدم القدرة على التمييز والحکم على مصداقية الأخبار الموجهة من الإعلام الداخلي والخارجي، وفهم التأثيرات الإعلامية وغاياتها ومعرفة كيفية تقييم المحتوى والرسائل الإعلامية.
وأشار الحوامدة إلى أن الجامعات تلعب دورًا محوريًا ورئيسيًا في بناء الإنسان المتوازن فكريًا وتكوين العقائدية والإيديولوجية السليمة لديه وتأهيله لخدمة وطنه وأرضه ودينه عن طريق البرامج والأنشطة الموجهة والمدروسة الساعية لهذه الغايات، مؤكدًا أن مفهوم التربية الإعلامية يجب ترجمته على شكل مناهج ومقررات، تضعها الجامعات ضمن خططها الدراسية؛ لما لها من أهمية كبيرة خاصة في هذا العصر الذي بات الإعلام هو أبرز أدواته التي تحرك وتأثر في التفكير الجمعي.

بترا 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير