facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

اشهار كتاب "السرطان من المسافة صفر" للدكتور عاصم منصور

اشهار كتاب السرطان من المسافة صفر للدكتور عاصم منصور
القبة نيوز- أشهر مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور، مساء أمس الاثنين، في منتدى عبد الحميد شومان، كتابه "السرطان من المسافة صفر.. عندما تخون الخلايا".
وشارك في احتفالية إشهار الكتاب، مساعد مدير عام مركز الحسين للسرطان لشؤون المرضى ومدير قسم الطوارئ، الدكتور منذر الحوارات، وعميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد عبد الحميد القضاة، وأدارها الكاتب الزميل علي سعادة.
ويقع الكتاب في 23 فصلاً، على امتداد 677 صفحة من القطع المتوسط، ويعتبر سرداً نصياً يجمع الأدب والعلم معاً، يروي فيه منصور قصته مع مرض السرطان الذي سمع عنه للمرة الأولى بعد إصابة جده به، وكيف تدرج في حياته المهنية حتى وصل لمنصبه الحالي، مستشهداً بالعديد من القصص الإنسانية التي عاشها مع مرضى من جنسيات مختلفة وبأعمار متفاوتة.
وبين منصور في حديثه، أن كتاب "السرطان من المسافة صفر.. عندما تخون الخلايا"، ليس مشروعاً علمياً بحتاً ولا عملاً أدبياً خالصاً، بل حصيلة رحلة شخصية وإنسانية عميقة، بدأت ملامحها منذ اللحظة التي اختار فيها أن يكون طبيباً، واستمرت مع كل مريض التقياه، وكل قصة عاشها أو سمعها، وكل تحد واجهه في مسيرته الطبية والمهنية.

وقال: "على مدى العقدين ونيف الماضية، كنت شاهداً على نطاق واسع من المشاعر الإنسانية المتناقضة التي تعتري المريض وأهله، من الانتظار أمام غرف الفحص وممرات العمليات، ومحاولة قراءة وجوه الأطباء علها تشي بخبر منتظر، والأيدي المشدودة بقلق والوجوه التي أضاءها بصيص الأمل، والصمت الذي يجثم بثقل بين يدي سماع أخبار غير سارة! ومن خلال ملامح كل ابتسامة رسمت، وكل دمعة سفكت شهدت ممرات متعاكسة لأعلى وأدنى نقاط الحياة، ولذلك وددت توثيقها للناس".

وأكد منصور، أن كتابه هو محاولة جادة للاقتراب من هذا المرض الصعب، لا من منظار طبي بارد، بل من زاوية إنسانية وعلمية متوازنة، بحث فيه عن لحظة التحول الغادرة التي تقرر فيها الخلية أن تتمرد وتخون الجسد الذي منحها الحياة، وحاولت الإجابة عن السؤال الأبدي: من منهما خان الآخر.

بدوره، قال الدكتور الحوارات في مداخلته، أن الكتاب يقدم سرداً بانورامياً لمسيرة تطور وفهم وتشخيص وعلاج السرطان، لكنه لا يقتصر على العرض التاريخي أو الطبي، بل يُبنى على ثلاث ركائز أساسية، هي: الإحاطة العلمية الدقيقة بالتطورات الطبية – من المجهر إلى الذكاء الاصطناعي، بتسلسل منطقي ومبسط. والتوثيق الإنساني لمعارك المرضى مع الألم والأمل، من واقع العمل السريري في مركز الحسين للسرطان، من خلال شهادات حية لمرضى وأطباء. والطرح الفلسفي-الوجودي للمرض، كحالة تمرد بيولوجي وخيانة داخل الجسد وتحدٍ مجتمعي.

وأضاف: "الكتاب مرجع عربي نادر يجمع بين السرد السريري والتحليل العلمي. وهو وثيقة توعوية وحقوقية تدعو للوعي والكشف المبكر وتمكين المريض، فالكتاب يؤكد هنا إلى أن السرطان قضية مجتمع لا مجرد مرض يصيب جسداً معزولاً، واعتبره دعوة للتفكر في العلاقة بين الفرد وذاته ، بين المرض والإرادة، وأجده أكثر من كتاب طبي؛ إنه مرآة نرى فيها هشاشتنا البشرية، وإرادتنا في النجاة، يربط بين التجربة الشخصية والعلمية، بين المريض والطبيب، بين الخلية والمجتمع".

من جهته، أشار الدكتور القضاة، إلى أن الكتاب سيمس كل خلية من خلايا من عاش تجربة مرض السرطان، وسيجعله يعرف تماماً، معنى ان تخونه الحياة كما خانت الخلايا جسد صاحبها ،قائلا "أعتقد أن الكتاب يُقرأ مع مخزون عالٍ من الدموع، فهو قطعة انسانية تحفز كل مشاعرك التي تتكتم عليها لتنفجر في لحظة من لحظات القراءة، تستطيع و انت تقرأ اي فصل فيه ان تستذكر قصصا مشابهة مررت بها او مرّت بك، خاصة اذا كنت من العاملين في هذا المجال، فأنت ورغم قصص الشفاء الكثيرة إلا ان ما يعلق فيك اكثر هو عكسها".

وأضاف: "هذا الكتاب تحدث عن كلمة (لا) دون أن يقولها، ففي كثير من قصصه وخاصة عندما يصل الحال الى العلاج التلطيفي، أو عندما يتحول الأمل الى مطاردة للوهم، تكون اغلب الاجابات الطبية هي لا، لكن دون أن يقولها الطبيب المعالج".

وكان الزميل سعادة قد قدم حفل الإشهار، مبيناً أن كتاب "السرطان من المسافة صفر: عندما تخون الخلايا"، فيه حكايات حقيقة، شخصوها هم أبطال بكل معنى الكلمة، أبطال في الصمود والتحدي، لذلك سمحوا لنا عبر هذا الكتاب، ملامسة تجربتهم والاقتراب أكثر من مشاعرهم، وهم يواجهون هذا المرض وتعقيدات التعايش معه.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير