فعاليات إربدية .. يوم العلم تجسيدٌ للهوية الجامعة ورمزٌ للتضحية والإنجاز

القبة نيوز - يجسد الاحتفال بيوم العلم، الذي يصادف الأربعاء المقبل في السادس عشر من شهر نيسان، ذكرى تتجدد معها مشاعر الفخر والعزة في قلب كل أردني، ويومٌ يتسلل إلى الأرواح ويغرس بذور حب الوطن في قلوب الأجيال القادمة.
في هذا اليوم، لا يرتفع العلم الأردني مجرد قطعة قماش، بل يُرفع معه ملايين القلوب، حاملةً في طياتها تاريخًا من النضال، ومجموعة من التضحيات التي سطرها الأردنيون عبر عقود من الزمن ليبقى في وجدانهم عهدًا متجددًا.
وفي محافظة إربد، التي أخذت منذ أيام تتجمل وتزين بعلم الوطن وراياته الخفاقة، انطلاقًا لاحتفالاتها بيوم العلم امتدادًا لمشاعر الانتماء، ليس فقط في الشوارع والساحات، بل في الوجدان، حيث تمازجت مشاعر الوطنية بقيم الفخر والاعتزاز.
وقال محافظ إربد رضوان العتوم إنه منذ أيام تنبض إربد بالحياة الوطنية والمدينة كلها وكأنها تتوشح بعلمها، تتزين به على أسطح المنازل، وعلى واجهات المحال، وفي كل زاوية من شوارعها ويبدو أن الأرض نفسها في إربد كانت تحتفل، كما لو أن الرياح ترفرف برايات الوطن، تجوب الأزقة والأحياء، لتنقل للمارة رسالة صادقة: "نحن هنا، نرفع العلم، ونعتز به."
فمباني المدينة تزينت بألوان العلم، والشوارع امتلأت. وأضاف العتوم أن إربد، وهي ترفع راية الوطن، تجسد رمزًا أصبح جزءًا من الحياة اليومية ومن هوية الناس التي لا يمكن لأي قوة أن تمحوها.
وفي صباح اليوم، لم يكن المشهد في المدارس مجرد تحية للعلم، بل كان احتفالًا بمسيرة وطنية تتجدد في كل جيل. الطابور الصباحي في المدارس كان مشهدًا مهيبًا، حيث ترفع الأيادي الصغيرة رايات الأردن، ويعزف النشيد الوطني على مسامع الطلاب، ليكتمل المشهد بتوزيع الأعلام على الأطفال الذين يركضون في ساحات المدرسة.
وفي الجامعات، كانت التعبيرات عن المناسبة أكثر عمقًا، وتحولت إلى منابر حوارية تسائل الواقع، وتناقش الهوية الوطنية وأثر العلم في توحيد الشعب الأردني.
ويرى الطالب الجامعي هاني بني هاني أن العلم رمز يعبر عن تطلعات الشباب لمستقبلٍ يليق بهذا الوطن، لأنهم يرون فيه تعبيرًا حيًا عن الوحدة والاستقرار، ورسالة صادقة لكل من يرفعها، فحواها: "نحن هنا، ثابتون".
وتتسابق المدينة مع الريف والخيم لتجسيد معاني وقيم المناسبة في مشهد واحد يعبر عن وحدة الشعب الأردني وكأنهم يستحضرون سنوات مضت، كانت فيها الراية عنوانًا لصمود الدولة الأردنية.
وأشار المحافظ العتوم إلى أن الاحتفال بيوم العلم، الذي يصادف الأربعاء القادم، يحمل في طياته مسيرات كشفية، ومعارض فنية، وفعاليات موسيقية بهدف إضافة لمسات من الفن والإبداع للمناسبة، بما يجسد وحدة المشاعر في هذا اليوم الوطني العظيم.
وفي إربد، كما في باقي أنحاء الوطن، انطلقت المبادرات من شباب متحمسين يجوبون الأحياء لتوزيع الأعلام وتنظيف الساحات وتزيين الجدران برسومات وطنية تحمل بين خطوطها حب الوطن. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت حملة "علمي هويتي"، حيث نشر الآلاف صورهم مع العلم وكتبوا رسائل حب للوطن.
وقال رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد السالم إن التفاعل مع الاحتفال بيوم العلم شكل حالة غير مسبوقة بين أوساط الطلبة في الجامعة وكوادرها وأسرتها بمختلف مسمياتهم، وكان التفاعل الرقمي معبرًا عن نبض الشباب وقلوبهم، ما شكل فعلًا جماعيًا تتمازج فيه حالة الوعي الوطني مع مشاعر الفخر والاعتزاز برمزية العلم ودلالاته وعمق معانيه، فهو سيبقى نابضًا في القلوب مع وطنهم وقيادتهم ومؤسساتهم يلتفون حوله عملًا وإنجازًا.
وقال الوزير الأسبق المهندس أنمار الخصاونة إن الاحتفال بيوم العلم هو حالة من الاستعداد الدائم لحمل راية الوطن في كل المواقف، ودعوة للتمسك بالوحدة والعدالة والتكافل بين كافة أفراد المجتمع، مؤكدًا أن المناسبة لن تقتصر على جوانب الاحتفال الظاهرة، بل حفزت على البحث عن المعاني العميقة خلف الألوان الأربعة للعلم، وخلف هذا الرمز الذي لا يتوقف عن تذكيرهم بتاريخهم، وبالإنجازات التي لا بد أن تسير في نفس المسار، وكان العلم يقول: "أنا هنا منذ النشأة، وسأبقى ما دام في هذا الوطن من يحملني في قلبه قبل يده".
وأكد الفريق الأول الركن المتقاعد طلال الكوفحي أن الاحتفال بيوم العلم ليس مجرد مناسبة سنوية تطوى، بل هو رسالة تأكيد جديدة على أن الراية ستظل رمزًا للهوية الوطنية، وستبقى عالية خفاقة ما دام في هذا الوطن من يحمل الوطن عشقًا وانتماءً وولاءً وتفانيًا.
(المصدر : بترا)