سباق الذهب: مزادات قياسية ترفع الأسعار لمستويات تاريخية

القبة نيوز-جاء الارتفاع القياسي الأخير في أسعار الذهب مدفوعاً بموجة شراء قوية خلال المزادات اليومية، في مؤشر على أن المستثمرين الكبار في السوق ما يزالوا يعززون حيازاتهم حتى في ظل هذه المستويات القياسية من الأسعار.
بلغ تسجيل عروض شراء أكثر من 400 ألف أونصة من الذهب في الجولة الافتتاحية لمزاد بعد الظهر أمس الأول، في أكبر حجم من نوعه منذ سبتمبر 2019، وفقاً لتحليل أجرته "بلومبرغ" لبيانات إدارة مؤشر "إنتركونتيننتال إكستشينج" (ICE Benchmark Administration)، وهي الجهة التي تدير هذه المزادات.
ساهم هذا النشاط الشرائي في دفع الأسعار إلى الأعلى، إذ ارتفع سعر الذهب من 3116.60 دولار للأونصة عند انطلاق المزاد في الساعة 3 عصراً بتوقيت لندن، إلى 3143.15 دولار عند اختتامه في الساعة 3:11 عصراً. وخلال ساعة واحدة فقط، سجل الذهب مستوى قياسياً جديداً، وهو الارتفاع الذي استمر أمس مع صعود الأسعار إلى 3244 دولاراً.
مشتريات الذهب
عادة ما يربط المتداولون والمحللون بين النشاط الشرائي أو البيعي الكبير في هذه المزادات والبنوك المركزية، التي كانت من أبرز المحركات لارتفاع الأسعار إلى ما فوق حاجز 3000 دولار للأونصة. ومع ذلك، فإن مجموعات أخرى من المستثمرين في السوق كانت أيضاً من كبار المشترين مؤخراً، حيث أضافت الصناديق المتداولة في البورصة 5.8 مليون أونصة من الذهب منذ بداية العام الحالي، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ".
كان نظام المزادات اليومية يُعرف سابقاً باسم "ذا فيكس" (the fix)، وكان يُعقد في غرفة مكسوة بألواح خشبية في مكاتب شركة "إن إم روتشيلد آند سونز" (N M Rothschild & Sons)، وظل هذا النظام الخاص بالمزادات اليومية يحدد الأسعار المرجعية للمعادن الثمينة لأكثر من قرن من الزمن.
أما اليوم، فيُدار المزاد إلكترونياً، وتراجعت أهميته بعدما عزفت البنوك الكبرى عن المشاركة في تحديد الأسعار المرجعية في أعقاب فضيحة التلاعب في سعر الليبور (الفائدة المعروض بين البنوك في لندن)، فضلاً عن تنامي السيولة في أجزاء أخرى من السوق. رغم ذلك، لا يزال المزاد يشكل مؤشراً مرجعياً مهماً يُستخدم في عقود الذهب حول العالم، كما يمثل فرصة جمع سيولة مرتفعة للراغبين في تنفيذ صفقات كبيرة الحجم.
سعر الذهب المرجعي
يقدم المتعاملون المشاركون في المزاد أوامر شراء أو بيع عند السعر المرجعي، ثم يتم تعديل السعر تدريجياً حتى تتساوى أحجام أوامر الشراء مع أوامر البيع.
وظهر أمس الأول، شهدت الجولة الأولى من المزاد أوامر شراء بلغت 408365 أونصة -بقيمة نحو 1.3 مليار دولار- مقابل أوامر بيع لم تتجاوز 73871 أونصة.
بعد 19 جولة من المزايدة وزيادة كبيرة في الأسعار، تساوت الكميات بين جانبي الشراء والبيع عند نحو 360 ألف أونصة لكل منهما بحلول الساعة 3:11 عصراً.
كثفت البنوك المركزية بشكل ملحوظ عمليات الشراء في سوق الذهب منذ فرض العقوبات على البنك المركزي الروسي خلال 2022. يتوقع المحللون أن تستمر وتيرة الشراء المرتفعة العام الجاري، في ظل الحرب التجارية التي أطلقها دونالد ترمب، والتي تدفع العديد من الدول إلى مواصلة مساعيها لتنويع احتياطياتها- وكالات