facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أبل .. أزمة منتصف العمر في عالم التكنولوجيا

أبل .. أزمة منتصف العمر في عالم التكنولوجيا
القبة نيوز- عندما وقف رائد التكنولوجيا الراحل ستيف جوبز على المسرح في 9 يناير 2007، عارضاً شكل جديد وفكر متطور للهاتف الذكي المحمول، ذلك العرض التاريخي من شركة أبل الذي غير مسار عالم المحمول إلى الأبد، وأدخل مفهوماً جديداً سابقاً لعصره من الأجهزة المحمولة الذكية التي أطلق عليها «الساندوتش الزجاجي»، حتى أن الإعلام العالمي يقسم تاريخ الهواتف المحمولة إلى مرحلتين، ما قبل آيفون وما بعده.

ومنذ ذلك الحين تقفز أبل قفزات كبيرة في عالم التكنولوجيا، فكانت رائدة في تبني شكل الأجهزة اللوحية مع أجهزة آيباد، والذي لم يستطع أي نظام آخر من منافسته أو الاقتراب من مبيعاته أو إمكانياته في حجم الـ10 إنش، كذلك كانت أبل رائدة في تبني معمارية آرم في أجهزتها بدلاً من إنتل لتقفز بالإنتاجية والفاعلية لأجهزتها إلى بعد آخر.

ولكن مع استمرار مبيعات أبل في التصاعد، بدأت في السنوات الأخيرة تدخل مرحلة أزمة منتصف العمر، أو ربما رهاب الغرف المغلقة الـ« كلاوستروفوبيا» في إصابة الشركة وفي حرمان جماهيرها وجماهير التقنية في العالم من مواصلة الابتكارات والتجديد، فصارت أبل دائما تخشى ضيق الجدران، وتحاول بشتى الطرق أن تبقي على كل شيء في مكانه للاحتفاظ بالمبيعات في صعودها واستمرارية الأرباح كما هي، مدخرة التكنولوجيا، دون أي محاولة للمغامرة أو الابتكار.

حذر وتأنٍ
فمنذ رحيل جوبز والشركة تسير بحذر وتأنٍ مبالغ فيه بعملية التطوير والابتكار، وسنوياً تضيف خاصية أو ميزة، ربما غير ملحوظة أو غير مجدية، لمجرد الاحتفاظ بكل شيء على وضعه، وعندما حاولت أبل الخروج خارج أسوار الغرفة المغلقة التي وضعت نفسها فيها بصناعة سيارة كهربائية ذكية تحمل علامة أبل، أنفقت الشكرة مليار دولار سنوياً لأكثر من 5 سنوات على التطوير والتحسين دون أن تطلق رسمياً السيارة، وبعد نهاية السنوات والتطويرات، اكتشفت أبل أن التطوير لم يكن كافياُ، وأن المشروع لن ينجح، فأسدلت الستار عليه وألغته بالكامل العام الماضي.

والعام الماضي أيضاً كان نهاية مشروع رأى بصيص من نور، ولكن لم يُكتب له النجاح، ليس لكونه سيئاً ولكن لاتباع أبل العديد من الأخطاء التي أدت لوأد المشروع، ذلك المشروع كان نظارة الواقع الافتراضي المعزز «أبل فيجن»، الذي سار في طريق مسدود، بعدما اختارت أبل بشكل خاطئ للفئة المستهدفة، ولم تراعي في طرحها الكلفة العالية للمنتج الذي تجاوز الـ3000 دولار، الأمر الذي جعله غير قابل للتداول بين الأيدي، ولكونه مليء بالعيوب وكان لا يزال تجريبياً، لم يلقى استحساناً من الفئة التي استهدفتها أبل وهي فئة التقنيين المتخصصين، وبالتالي فقد فشل المنتج مع المستهدفين، لتسدل أبل الستار على مشروع تطويره وتحسينه بنهاية العام الماضي.

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، ولكن العام الماضي أعلنت أبل عن «ذكاء أبل»، وهو نسخة الشركة الأمريكية من الـAI، وكان الإعلان هو محور التسويق الأول لجهاز iPhone 16، وعائلته، ولكن رغم الإعلان، ورغم كونه نقطة المبيعات التي تعتمد عليها أبل في التسويق للمنتج، لم يصدر إلا بعد ما يقرب من نصف عام من إصدار الجهاز، وما يزال تجريبياً، ومليء بالثغرات وغير مستقر حتى الآن، مما جعله غير منافس لما تقدمه مايكروسوفت كوبايلوت أو جوجل جيميناي ناهيك عن ابتعاده كلياً عن شات جي بي تي.

ربما للآن لم تخس أبل معركة الذكاء الاصطناعي، ولكنه لم تكسبه، ولم تحقق أي انتصار على أرض التطوير في ذلك المجال، ولازالت معلقة تسعى للحاق بالركب.

سباق الأجهزة القابلة للطي
ومن خلال الأجهزة المتاحة سوقياً أبل رفضت دخول عالم الأجهزة القابلة للطي حتى لا يأكل من أسواق أجهزة آيباد، التي تعد الأكثر مبيعا في عالم الأجهزة اللوحية وحققت للشركة 26.7 مليار دولار في 2024.

خوف أبل على مبيعات آيباد أوصلها لرفض قاطع لإضافة اللمس لأجهزتها من الكمبيوتر المحمول خشية من تراجع مبيعات آيباد وأن يأكل الماك بوك أو الماك بوك إير من سوق الآيباد، وخافت أيضاً من إضافة القدرات لأجهزة الآيباد حتى البرو منها وظلت واضعة إياها في قفص النظام التشغيلي غير المكتمل Ipad OS، برغم قوة العتاد القادر على المهام المعقدة لو توفر له نظام تشغيل يستغل ذلك العتاد، وخوفها ذلك للحفاظ على مبيعات أجهزة ماك بوك برو وإير خشية من أن يتسبب آيباد في تراجع مبيعاتهم من أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي حققت مبيعات في 2024 بلغت 30 مليار دولار

أصبح رهاب الغرف الضيقة (كلاوستروفوبيا) ومنافسة النفس والآخرين خوف مسيطر على عملاق التكنولوجيا الأمريكي.. خوف يمنع الشركة من المواصلة قدماً في الابتكار

ذلك الخوف يضع لأبل حدوداً مع التطوير وحواجزاً أمام الابتكار خوفا من انحسار مبيعات أجهزتها وتراجع حصصها السوقية في سحابتها من التكنولوجيا

فإلى متى تعطل أبل عجلة التطوير خوفاً على أنظمتها القائمة، ومتى يُبعث جوبز جديد في كيان الشركة ليقود مسيرة ثورية جديدة في الابتكار؟!
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير