الفايز يلتقي في فرنسا رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا

القبة نيوز - التقى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز اليوم الجمعة، رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ثيودورس راسوبولس، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، الذي بدأت أعماله يوم أمس الخميس في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.
وتناول اللقاء مختلف محاور المؤتمر المتعلقة بالتنمية الديمقراطية وقضايا الحريات العامة وضرورة تضافر الجهود البرلمانية الدولية بالعمل على تعزيزها وتنميتها، وتفعيل التشريعات القانونية التي تحميها، وفقًا لما ورد في بيان لمجلس الأعيان.
كما تناولت المباحثات الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني لوقف العدوان الإسرائيلي ومساعي جلالته المتواصلة من أجل إرساء السلام العادل والشامل في المنطقة لتنعم شعوبها بالأمن والاستقرار.
وقال الفايز، إن منطقة الشرق الأوسط تعيش صراعات أمنية وسياسية أثرت على حياة المواطنين وأمنهم واستقرارهم، كان آخرها الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة.
وبيّن، أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية، من حرب إبادة، وجرائم حرب، وتطهير عرقي، وتدمير لسبل عيش الفلسطينيين والعمل بكل الطرق المتاحة لتهجيرهم قسرًا، أمر غير مقبول بأي معيار من المعايير، فقد تجاوزت دولة الاحتلال الإسرائيلي كافة القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية.
وأشار الفايز إلى ضرورة أن يؤمن المجتمع الدولي بأن السبب الرئيس للفوضى والدمار، الذي يجتاح منطقة الشرق الأوسط، هو إسرائيل، التي لا تؤمن بالسلام وترفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبكافة القوانين التي تحمي الحريات العامة وحقوق الشعوب وصون كرامتهم.
وأكد ضرورة اعتراف المجتمع الدولي وكافة البرلمانات بالدولة الفلسطينية، مضيفًا أنه من غير المقبول استمرار عدم وجود أي أفق سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، هذا الاحتلال الذي مضى عليه قرابة الثمانية عقود، فإسرائيل لا يمكن أن تنعم بالأمن ما لم ينعم به الفلسطينيون، وحصولهم على حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها
القدس الشرقية.
ولفت الفايز إلى أن الأردن يسعى باستمرار، نحو إرساء سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، إيمانًا منه بأن الشعوب لن تنعم بالأمن والاستقرار، في ظل الصراعات والنزاعات التي ارهقتهم، وخلفت مئات الآف من القتلى والمشردين واللاجئين.
وذكر، أن جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد باستمرار، أنه لا استقرار في المنطقة إلا بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا، وقد حذر جلالته من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، ومن أن أي انفجار للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ستكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة والعالم.
وأضاف الفايز، أن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني، فإلى متى تستمر الدول الداعمة لإسرائيل في السكوت على جرائم الحرب التي ترتكبها، وإلى متى ستستمر إسرائيل دولة عنصرية، تضرب بعرض الحائط كافة قرارات الشرعية الدولية"، مؤكدًا أنه لا يجوز استمرار الصمت على رفض إسرائيل الاستجابة للنداءات الدولية لوقف حربها البشعة.
من جانب آخر، التقى الفايز، رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.
وتناول اللقاء العلاقات الأردنية الأوكرانية وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، إضافة الأوضاع الراهنة في المنطقة وآخر التطورات والمستجدات على الساحة الدولية، خاصة ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وأشار الفايز إلى مواقف الأردن الثابتة والراسخة، التي تدعو إلى حل النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وضرورة التزام الجميع بقرارات الشرعية الدولية في إطار العمل لفض النزاعات .
وبخصوص الحرب الروسية الأوكرانية بين الفايز، أن الأردن ومنذ بداية الحرب قد دعا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي، ينهي الأزمة وتداعياتها الصعبة التي أثرت على العالم، مؤكدًا أن على جميع أطراف النزاع احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف "أن الأردن يؤكد على ضرورة تعزيز السلم والأمن الدوليين، لهذا صوت الأردن لصالح قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المتعلقة بتعزيز حل شامل وعادل للجميع، والوصول إلى السلام الدائم في أوكرانيا".
وبيّن الفايز، أن الأردن قد أعرب عن دعمه لاستضافة المملكة العربية السعودية محادثات ترمي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لافتًا إلى أن الأردن وفي إطار مساعدة الشعب الأوكراني، فقد سمح لأفراد العائلات الأوكرانية المقيمة في الأردن، بالدخول إلى الأردن بدون تأشيرة وعددهم بالآلاف.
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على الشعب
الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، دعا الفايز أوكرانيا إلى دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي، وأن يكون لأوكرانيا موقف واضح برفض تهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم، والتصويت لصالح قرارات الشرعية الدولية التي تدعو إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، ثمن رئيس البرلمان الأوكراني مواقف الأردن الداعمة لقرارات الشرعية الدولية، التي تدعو إلى إنهاء الحرب الروسية وسيادة أوكرانيا على أراضيها، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالنزاع الأوكراني الروسي.
وأشار إلى حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع الأردن بمختلف جوانبها وخاصة البرلمانية والاقتصادية وزيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين الصديقين.
وفي سياق مُتصل، التقى رئيس مجلس الأعيان بنائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي لويس هيرنر، وبحث معه أهمية تعزيز العلاقات الأردنية الفرنسية بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية.
ورحب الفايز بزيارة لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية الأردنية، التي ستقوم بزيارة إلى مجلس الأعيان الشهر المقبل في اطار العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، مؤكدًا أهمية الدور الكبير الذي يمكن أن تقوم به لجان الصداقة في المجلسين في البناء على العلاقات الأردنية الفرنسية وتطويرها بمختلف المجالات.
وأكد الفايز على عمق العلاقات التي تربط البلدين وتميزها على جميع المستويات، مثمنًا الدور الذي تقوم به فرنسا لدعم مسيرة التنمية في الأردن، لتمكينه من تحمل تبعات الأزمات الإقليمية وأثرها على اقتصادنا الوطني.
وقال، إن الشراكة الأردنية مع فرنسا عميقة ومؤثرة وفاعلة، والأردن يحرص على تطويرها، والعمل مع الجانب الفرنسي من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
بدوره، أشاد نائب هيرنر بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الفرنسية الأردنية، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقا متواصلا بين البلدين الصديقي، كان آخرها الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فرنسا يوم الأربعاء الماضي، وذلك حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة ما يتعلق منها في المصالح الثنائية وقضايا المنطقة.