facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أبو زيد: أطراف خارجية بدأت العبث بالمشهد السوري

أبو زيد: أطراف خارجية بدأت العبث بالمشهد السوري

القبة نيوز- قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن الاشتباكات التي وقعت ليلة الخميس / الجمعة في مناطق الساحل السوري تشير إلى أن هناك أطرافًا خارجية بدأت تعبث بالمشهد السوري.

ولفت أبو زيد إلى أن هذه الأطراف تستفيد من حالة الفوضى ولا تستفيد من حالة الاستقرار في سوريا، إلا أن هذه الفوضى إن حدثت ستنعكس ليس فقط على سوريا بل أيضًا على دول جوارها.

وأضاف أبو زيد أنه ومن خلال تفكيك المشهد السوري خلال الشهر الأخير من أحداث الساحل، يمكن الوصول إلى نتائج تشير إلى بروز أسماء مثل العميد غياث سليمان دلا، وهو قائد سابق للواء قوات خاصة التابع للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، كما ظهر اسم محمد محرز كأحد قيادات التمرد في الساحل، وكان قائد قوات صقور الصحراء التي كان يقودها العقيد محسن سعيد حسين، وهو ضابط في الحرس الجمهوري السابق.

وبرز اسم ياسر رمضان الحجل، الذي كان قائدًا ميدانيًا في مجموعات سهيل الحسن، بالإضافة إلى حسين همة، وهو أحد قادة قوات الغيث التابعة لغياث دلا والمرتبطة بالفرقة الرابعة.

وأشار أبو زيد إلى أنه وضمن التقاطعات السابقة، يمكن الاستدلال على أن جميع الأسماء الواردة تتقاطع باسمين رئيسيين، وهما سهيل الحسن وماهر الأسد، مما يشير إلى أن التخطيط والتمويل يتم من قبل ماهر الأسد، بينما التنفيذ يتم من قبل سهيل الحسن المعروف بولائه الشديد للنظام السوري، وتحديدًا لماهر الأسد.

وأضاف أبو زيد أن التزامن في العملية كان ملفتًا، حيث تزامنت التطورات في الساحل بعد ساعات من القبض على اللواء إبراهيم حويجة، مدير المخابرات الجوية السابق، ما يعني أن المجموعة كانت مرتبطة بحويجة، وأن القبض عليه سرّع عملية التمرد خوفًا من انكشاف تفاصيل الشبكة، ما جعل التمرد سريعًا وغير منظم وغير منضبط، الأمر الذي سهّل القضاء عليه من قبل الحكومة الانتقالية السورية.

وأشار أبو زيد إلى وجود دلالات مكانية للحادث، حيث انحصرت الاشتباكات المسلحة في منطقة الساحل، وتحديدًا في بلدة عانا، وهي مسقط رأس سهيل الحسن، وبلدة الدعتور، وهي منطقة شعبية كثيفة بالسكان ويصعب الدخول إليها بسبب ضيق شوارعها وأزقتها، بالإضافة إلى جبلة والقرداحة، معاقل ضباط الحرس الجمهوري وأجهزة المخابرات من الطائفة العلوية في نظام الأسد السابق.

ولفت أبو زيد إلى أنه ومن خلال تقاطعات الشخصيات والتزامن ودلالات المواقع التي حدثت فيها الاشتباكات، يمكن التوصل إلى استنتاجات مهمة، أبرزها أن المسؤول عن التخطيط والتمويل هو ماهر الأسد، والتنفيذ يتم عبر سهيل الحسن.

وتساءل أبو زيد: هل هناك دعم إقليمي لهذا التمرد؟ وحسب رأيه، فإن بعض المصادر أشارت إلى وجود ارتباطات بين هذه الأحداث وبين إيران وحزب الله، لكن أبو زيد يرى أن هذا الخيار ضعيف، لأن إيران الآن منشغلة بتمرير برنامجها النووي بأي ثمن، وحزب الله في أضعف حالاته وغير مستفيد أصلًا من تصعيد الأوضاع في سوريا.

ليبقى المستفيد من الاستثمار في الفوضى في الحالة السورية هو إسرائيل، وما يعزز ذلك من مؤشرات، حسب أبو زيد، هو ارتفاع حدة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي مؤخرًا حول انفصال الطائفة الدرزية والعلوية والأكراد.

وأضاف أبو زيد أن تصريحات القادة العسكريين، ومنهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، حول السيطرة على 15 كم جنوب غرب سوريا والهدف الوصول إلى 60 كم، تعني أن إسرائيل تخطط للوصول إلى السويداء، معقل الطائفة الدرزية.

وأشار أبو زيد إلى أن هناك اتجاهًا ملفتًا في شكل التوغل الإسرائيلي جنوب غرب سوريا، حيث نجد أنه من اتجاه التوغل شمالًا، يبدو أن إسرائيل تحاول الوصول إلى أقرب نقطة جغرافية مع الساحل السوري للتواصل مع معاقل ضباط النظام السابق من الطائفة العلوية، ومن التوغل غربًا، تحاول إسرائيل أيضًا الوصول إلى أقرب نقطة جغرافية تمكنها من التواصل مع الأقليات في جنوب سوريا.

وبين أبو زيد أنه ومن خلال المعطيات أعلاه والمؤشرات المرتبطة بها، يمكن الوصول إلى الاستنتاج التالي: أن ماهر الأسد، على ما يبدو، ينفذ مخططًا إسرائيليًا بأدواته السابقة، مثل سهيل الحسن وضباط الفرقة الرابعة، باللعب على الورقة الطائفية التي تريدها إسرائيل، والتي بدأت بالدروز والأكراد، والآن العلويين.

وأضاف أن استقرار سوريا لا يخدم إسرائيل، وأن الفوضى ستنعكس على جوار سوريا، حيث ستكون الأردن والعراق وتركيا أبرز المتأثرين.

ورغم سيطرة الحكومة الانتقالية على التمرد في الساحل، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء هذا الملف، الذي يبدو أنه سيتجه خلال الأيام القادمة إلى تصعيد درزي وتصعيد كردي، وهو ما يستوجب على الحكومة السورية الانتقالية الانتباه له وبحثه خلال الاجتماع الأمني المتوقع عقده في العاصمة عمّان غدًا الأحد.

 

 

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير