يؤكد الدكتور إيفان يفريمكين، أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية، أن الروماتيزم لا يقتصر على المفاصل فقط، بل قد يتسبب في مضاعفات خطيرة تؤدي إلى تلف صمامات القلب وتطور عيوب قلبية. ويحدث هذا المرض نتيجة التهاب في الأنسجة الضامة بسبب الإصابة بالبكتيريا العقدية بيتا الانحلالية من النوع A، مما يؤدي إلى أمراض القلب الروماتيزمية والتهاب المفاصل واضطرابات في الجهاز العصبي، بسبب استجابة مناعية مفرطة تستهدف أنسجة الجسم.

تظهر أعراض المرض بعد 2-3 أسابيع من الإصابة بالبكتيريا، وتشمل الحمى، الضعف، التعرق، وآلام العضلات. كما يسبب التهاب المفاصل الروماتيزمي آلامًا وتورمًا في المفاصل الكبيرة، بينما قد يؤدي التهاب القلب الروماتيزمي إلى آلام في منطقة القلب، تسارع النبض، واضطرابات في عمل القلب. وتكمن أخطر المضاعفات في حدوث عيوب بالقلب تستلزم أحيانًا التدخل الجراحي.

يعتمد العلاج على تناول المضادات الحيوية من نوع البنسلين، بالإضافة إلى أدوية مضادة للالتهابات للحد من نشاط الجهاز المناعي والوقاية من المضاعفات، وذلك تحت إشراف الطبيب. ويعد الشباب الذين لديهم استعداد وراثي أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

يرجع ارتفاع معدلات الإصابة بين الشباب إلى التشخيص المتأخر والعلاج الذاتي، حيث إن عدم استكمال علاج العدوى العقدية، وتكرار الإصابة بنزلات البرد، وضعف المناعة، جميعها عوامل تزيد من خطر الإصابة. وفي حال إهمال العلاج، يزداد احتمال حدوث مضاعفات خطيرة تستدعي التدخل الجراحي.

يوصي الأطباء بضرورة مراجعة الطبيب عند الإصابة بالتهابات الحلق أو أي عدوى، كما يجب على المصابين بالروماتيزم تجنب التعرض للبرد، ممارسة نشاط بدني معتدل، تجنب الأعمال الشاقة، واتباع نظام غذائي متوازن للحفاظ على الصحة العامة.