وأكدت الدراسة التي نفذتها جمعية "تمكين" للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين أوضاع العاملات ودعمهُنّ لمواجهة الآثار السلبية للتغيّرات المناخية.

وأوضحت الدراسة التي اعتمدت على منهج المسح الكمي والكيفي، أن تأثيرات التغيّر المناخي تشمل ارتفاع درجات الحرارة، وتغير جداول هطول الأمطار، ما يعمّق من هشاشة القطاع الزراعي الذي يعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية، حيث لاحظت 91.9 بالمئة من العاملات ارتفاع درجات الحرارة، وأفادت 73.9 بالمئة منهن بتغيرات في أنماط الأمطار.

وبينت النتائج أن 88.3 بالمئة من العاملات في الزراعة يعانين من انخفاض إنتاج المحاصيل نتيجة لهذه التغيرات، كما كشفت الدراسة أن أكثر من نصف العاملات 53.4 بالمئة لا يعرفن التقنيات الحديثة التي يمكن أن تساعدهن في مواجهة التحديات المناخية، ما يعكس حاجة ملحة للتدريب والتعليم في هذا المجال.

كما أظهرت الدراسة أن العاملات يواجهن صعوبات كبيرة في الحصول على الدعم المادي والتقني، حيث أفادت 97.7 بالمئة منهن بعدم تلقي أي دعم مالي أو تقني لمساعدتهن في التكيف مع التغيرات المناخية، كما أن 75.7 بالمئة من العاملات لا يشعرن بالدعم الاجتماعي الكافي من المجتمع المحلي أو الجمعيات الزراعية.

وسلطت الدراسة الضوء على أثر تغيّر المناخ على الدخل، حيث أفاد 57.2 بالمئة من العاملات بتأثيره المباشر على دخلهن الزراعي، وفي سبيل التكيف مع انخفاض الإيرادات، لجأت العديد من العاملات إلى البحث عن أعمال إضافية، وهو ما أكده 75.2 بالمئة منهن.

وأكدت ضرورة تعزيز الوعي بالتغيّرات المناخية بين العاملات من خلال برامج توعية ودورات تدريبية، والاستثمار في تحسين تقنيات الري، وتوفير الدعم المالي والفني لمساعدة النساء على التكيف مع هذه التحديات.

وركزت توصيات الدراسة على ضرورة تطوير سياسات حكومية تدعم قطاع الزراعة في مواجهة التغيّر المناخي، وتقديم برامج تدريبية لتحسين مهارات العاملات، إضافة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهن في التكيف مع الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يواجهنها.

وقالت مديرة المشاريع في "تمكين" رانيا الصرايرة، إن الدراسة تهدف إلى فهم تأثير التغير المناخي على العاملات في الزراعة بالأردن، خصوصًا في المناطق الأكثر تأثرًا مثل الأغوار، حيث أظهرت أن غالبية العاملات يعتمدن على خبراتهن العملية كمصدر رئيسي للمعلومات حول التغير المناخي، بينما تقتصر معرفتهن بتأثيراته على الزراعة على الأساسيات.

وأضافت أن الدراسة تأمل في تعزيز استدامة القطاع الزراعي، وضمان مرونة أكبر للنساء العاملات في هذا القطاع الحيوي، ما يسهم في تقليل الآثار السلبية للتغيرات المناخية، مشيرة إلى أن المنظمة تقدم حلولا واستراتيجيات تدعم التكيف مع هذه التغيرات من خلال نشر الوعي وتعزيز المعرفة بين العاملات.