وذكر الدكتور مالكوف أن أسباب الوذمة متعددة، وترتبط بعدة أمراض مثل قصور القلب، وأمراض الكلى، وردود الفعل التحسسية، ونقص البروتين في الدم. كما أشار إلى أن عدم تحمل الطعام المخفي يختلف عن الحساسية التقليدية المعروفة.

وأوضح قائلاً: "الحساسية هي استجابة مناعية تظهر بسرعة وغالبًا ما تتمثل في طفح جلدي، واحتقان الأنف، وعيون دامعة، وفي الحالات الشديدة قد تصل إلى الصدمة التأقية. وهذا النوع يُعرف بالحساسية الفورية، حيث تعتمد على إنتاج الأجسام المضادة IgE".

أما بالنسبة لعدم تحمل الطعام، فهو يتميز بمسار بطيء وغير واضح، حيث قد تظهر الأعراض بعد أيام أو أسابيع من تناول المادة المسببة للحساسية، مما يصعّب ربطها بالسبب المباشر، وبالتالي يؤدي إلى أخطاء في التشخيص والعلاج.

وأشار الدكتور مالكوف إلى أن التشخيص الدقيق لحالات عدم تحمل الطعام يتطلب اتباع نهج شامل، حيث لا يكفي إزالة بعض الأطعمة من النظام الغذائي. وأوصى باستخدام اختبارات الأجسام المضادة IgG كوسيلة أكثر دقة. وأضاف أن علاج هذه الحالة يتطلب القضاء على متلازمة "الأمعاء المتسربة"، التي تؤدي إلى التهابات مزمنة، وذمة، وأمراض مناعية ذاتية، واضطرابات تنكسية عصبية.

وبيّن أن الالتهاب في جدار الأمعاء الدقيقة يسبب فجوات تتسرب من خلالها محتويات الأمعاء إلى الدم، مما يؤدي إلى استجابة مناعية تتمثل في إنتاج أجسام مضادة من نوع IgG، وهو ما يفسر تأخر ظهور الأعراض.