السكتة الإقفارية، التي تُعدّ الشكل الأكثر شيوعًا للسكتة الدماغية، تؤدي إلى وفاة حوالي 95% من المصابين، بينما يواجه الناجون مشاكل صحية مزمنة مثل الضعف العام، الألم المستمر، والصرع. للأسف، لا يوجد حاليًا علاج يمكن تقديمه بعد مرور أسابيع أو أشهر من الإصابة لمنع هذه الاضطرابات الطويلة الأمد.

تحدث السكتة الإقفارية نتيجة انسداد تدفق الدم إلى منطقة معينة من الدماغ بسبب تجلط دموي أو تضيق في الأوعية الدموية، مما يسبب نقص الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لخلايا الدماغ. يؤدي ذلك إلى موت بعض الخلايا وحدوث تغييرات في نشاط خلايا أخرى.

أوضحت الباحثة جان باس، إحدى المشاركات في الدراسة، أن السكتة الدماغية تتسبب في فرط نشاط بعض الخلايا في المناطق المتضررة، ما يؤدي إلى إرسال إشارات مفرطة القوة أو متكررة إلى مناطق أخرى من الدماغ. هذه الحالة ترتبط بمشاكل حركية وتشنجات.

قام فريق البحث باختبار علاج يعتمد على خلايا جذعية بشرية معدلة طورتها شركة SanBio. تم حقن هذه الخلايا بالقرب من المناطق المصابة في أدمغة الفئران بعد مرور شهر على السكتة الدماغية. وأظهرت التجارب، التي استمرت لعدة أسابيع، قدرة العلاج على تقليل فرط النشاط واستعادة التوازن في الشبكات العصبية. كما لاحظ العلماء زيادة في كمية البروتينات والخلايا المهمة لوظائف الدماغ وتجديده.

رغم أن أقل من 1% من الخلايا الجذعية المحقونة بقيت في أدمغة الفئران بعد أسبوع، فإن تأثيرها كان ملحوظًا وطويل الأمد. وعلقت الباحثة باربرا كلاين بأن هذه الخلايا تحفز عمليات التعافي الذاتية للدماغ، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للعلاج حتى في المراحل المتأخرة بعد السكتة الدماغية.

علاوة على ذلك، أظهرت التحليلات أن العلاج بالخلايا الجذعية يؤدي إلى استعادة التوازن الطبيعي في جزيئات الدم المتأثرة بالسكتة الدماغية، مما عزز ثقة العلماء في فعالية هذه التقنية، ودفعهم لإعادة التجارب مرارًا للتأكد من النتائج.

على الرغم من النتائج الواعدة، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للتأكد من أن تخفيف فرط النشاط بالخلايا الجذعية سيؤدي بالفعل إلى تحسين الأعراض لدى البشر. نُشرت الدراسة في مجلة Medical Xpress.