"خالدة جرار" رمز النضال الفلسطيني وحقوق الإنسان.. تفاصيل
القبة نيوز - خالدة جرار من مواليد 9 فبراير 1963 في نابلس، هي واحدة من أبرز الشخصيات السياسية والنسوية في فلسطين، عُرفت بدفاعها القوي عن حقوق الإنسان، وخاصة حقوق الأسرى الفلسطينيين، مما جعلها شخصية بارزة على المستوى الوطني والدولي.
خالدة خريجة جامعة بيرزيت، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني منذ عام 2006، حيث مثلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كما ترأست مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ولعبت دورًا رئيسيًا في الترويج لترشح فلسطين لعضوية المحكمة الجنائية الدولية.
تعليمها ونشأتها
ولدت خالدة جرار في نابلس وقضت طفولتها تحت الاحتلال الإسرائيلي، الذي شكل وعيها السياسي ونضالها منذ الصغر. أكملت دراستها الأكاديمية في جامعة بيرزيت، حيث انخرطت في العمل الطلابي والوطني، وبدأت تتخذ خطوات واضحة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
مسيرتها السياسية والحقوقية
العمل السياسي والحقوقي
خالدة جرار ليست سياسية فحسب، بل ناشطة بارزة في مجال حقوق الإنسان. بين عامي 1993 و2005، كانت مديرة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى دعم الأسرى الفلسطينيين والدفاع عن حقوق الإنسان. ولا تزال عضوًا في مجلس إدارتها حتى اليوم، وهو ما يعد شهادة على التزامها المستمر بقضية الأسرى.
كما عملت كممثلة فلسطينية لدى مجلس أوروبا وترأست لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني. ومن خلال هذه الأدوار، عملت خالدة على إيصال أصوات الأسرى الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، مما جعلها هدفًا مباشرًا للسلطات الإسرائيلية.
محاربة الاحتلال
اعتقلت خالدة جرار عدة مرات طوال حياتها. اعتقلت لأول مرة في 8 مارس 1989، بعد مشاركتها في مظاهرة بمناسبة يوم المرأة العالمي. ومنذ ذلك الحين، أصبحت مستهدفة بالاعتقال الإداري من قبل السلطات الإسرائيلية بشكل منتظم، دون تهم واضحة.
في عام 2015، اعتقلت خالدة بتهمة الانتماء إلى منظمة غير قانونية والتحريض على الكراهية، وحكم عليها بالسجن لمدة 15 شهرًا. كما تعرضت للاعتقال الإداري عدة مرات بين عامي 2017 و2025. وعلى الرغم من الظروف القاسية داخل السجون، ظلت خالدة رمزًا للمثابرة ولم تتخلى عن مبادئها.
رفض الإبعاد
في أغسطس 2014، أصدرت السلطات الإسرائيلية أمرًا بإبعادها من منزلها في رام الله إلى أريحا بدعوى أنها تشكل تهديدًا أمنيًا. ومع ذلك، رفضت الامتثال للأمر قائلة: "المحتل هو الذي يجب أن يغادر وطننا". يعكس هذا الموقف الجريء شخصيتها القوية وعزيمتها في مواجهة الاحتلال.
أفرج عنها في صفقة تبادل أسرى
في 19 يناير 2025، أُطلق سراح خالدة جرار كجزء من اتفاقية تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس. وكان هذا الحدث انتصارًا للنضال الفلسطيني ورمزًا للإصرار الذي تمثله خالدة.
الصحة والتحديات
عانت خالدة جرار من مشاكل صحية خطيرة أثناء اعتقالها، بما في ذلك نوبات من جلطة الأوردة العميقة. وعلى الرغم من حاجتها إلى رعاية طبية محددة، تجاهلت السلطات الإسرائيلية طلباتها المتكررة للعلاج. وفي إحدى المرات، مُنعت من السفر إلى الأردن لإجراء فحوصات طبية عاجلة، مما أثار إدانة واسعة النطاق من قبل منظمات حقوق الإنسان.
دورها كصوت نسوي ووطني
خالدة جرار ليست ناشطة سياسية فحسب، بل هي أيضًا صوت نسوي يدافع عن حقوق المرأة الفلسطينية. لقد ساهمت بشكل كبير في تمكين المرأة الفلسطينية وكانت دائمًا حاضرة في الخطوط الأمامية للدفاع عن حقوقها.
إرثها وتأثيرها
خالدة جرار رمز للنضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة. مسيرتها مليئة بالتضحيات والنضالات التي جعلتها واحدة من أبرز النساء والقيادات السياسية في فلسطين. ورغم كل محاولات الاحتلال لإسكات صوتها، ظلت خالدة جريئة ومصممة، تحمل رسالة الأسرى الفلسطينيين إلى العالم.
خالدة جرار ليست سياسية أو ناشطة حقوقية فحسب، بل هي رمز للتصميم والنضال الفلسطيني. قصتها تلهم الأجيال القادمة لمواصلة الدفاع عن حقوق الإنسان ومقاومة الاحتلال، مهما كانت التحديات.