facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الفحص اليدوي في اكتشاف سرطان الثدي

دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الفحص اليدوي في اكتشاف سرطان الثدي
القبة نيوز-  لطالما كان استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن السرطان محل جدل ونقاش واسع بين الأوساط الطبية والعلمية. ومع ذلك، قدمت دراسة حديثة، تعد الأكبر من نوعها حتى الآن، أدلة قوية على قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين معدلات اكتشاف سرطان الثدي بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى تخفيف عبء العمل على الأطباء.

تفاصيل الدراسة:
قاد الدكتور ألكسندر كاتالينيك من جامعة لوبيك في ألمانيا، بالتعاون مع حوالي 200 أخصائي أشعة، دراسة تهدف إلى تقييم فعالية نظام ذكاء اصطناعي مدرب على تحليل صور الأشعة للثدي (الماموجرام) للكشف عن علامات سرطان الثدي.

شملت الدراسة تحليل صور أشعة لـ461,818 امرأة في 12 مركزًا لفحص سرطان الثدي في ألمانيا، بين يوليو 2021 وفبراير 2023. تميزت الدراسة بتصميم فريد أتاح لأخصائيي الأشعة حرية اختيار استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة أو الاعتماد على التقييم البشري فقط.
تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين:

خضعت 260,739 مريضة لفحص مزدوج من قبل أخصائي الأشعة ونظام الذكاء الاصطناعي.
خضعت 201,079 مريضة لفحص تقليدي باستخدام التقييم البشري فقط.
هذا التصميم سمح بإجراء مقارنة مباشرة بين أداء أخصائيي الأشعة بمساعدة الذكاء الاصطناعي ودونها.

نتائج الدراسة:
أظهرت النتائج تفوقًا ملحوظًا للذكاء الاصطناعي في الكشف عن سرطان الثدي. بلغ معدل اكتشاف سرطان الثدي لدى أخصائيي الأشعة الذين استعانوا بالذكاء الاصطناعي 6.7 حالات لكل 1000 فحص، بزيادة قدرها 17.6% مقارنة بالمجموعة التي اعتمدت على التقييم البشري فقط، والتي حققت معدل 5.7 حالات لكل 1000 فحص.

علاوة على ذلك، أظهرت نتائج الخزعات تحسنًا في دقة التشخيص، حيث زادت احتمالية العثور على خلايا سرطانية في المجموعة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي إلى 64.5% مقارنة بـ59.2% للمجموعة الأخرى.

صرح الدكتور كاتالينيك:
"لقد تجاوز مستوى التحسن الذي أظهره الذكاء الاصطناعي توقعاتنا، مما يثبت قدرته على تحسين معدلات اكتشاف سرطان الثدي بشكل كبير."

من جانبه، قال ستيفان بونك، ممثل شركة Vara للذكاء الاصطناعي المشاركة في الدراسة:
"كان هدفنا الأول هو إثبات أن الذكاء الاصطناعي لا يقل كفاءة عن أخصائيي الأشعة، لكننا فوجئنا بإثبات تفوقه."

تحديات ومخاوف:
رغم النتائج الواعدة، أثار استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي بعض المخاوف، منها:

إمكانية تفويت علامات دقيقة: قد تؤدي المراحل الأولى من تطبيق الذكاء الاصطناعي إلى إغفال بعض العلامات التي يلاحظها الأطباء ذوو الخبرة، خاصة في الحالات النادرة أو المعقدة.
ظهور تفاوت في نظم الرعاية الصحية: قد يؤدي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى إنشاء نظامين للرعاية؛ أحدهما يعتمد على التكنولوجيا ويوفر رعاية منخفضة التكلفة، والآخر يركز على التفاعل البشري المباشر وقد يصبح حكرًا على المقتدرين ماديًا.
أشارت الدراسة إلى أن أخصائيي الأشعة قضوا وقتًا أقل في مراجعة الصور التي صنفها الذكاء الاصطناعي على أنها طبيعية، حيث بلغ متوسط المراجعة 16 ثانية مقارنة بـ30 ثانية للصور التي لم يصنفها النظام بشكل قاطع، مما يثير تساؤلات حول احتمالية تفويت بعض الحالات.

وجهات نظر الخبراء:
رغم المخاوف، لاقت الدراسة ترحيبًا كبيرًا من قبل المتخصصين.
صرح بن جلوكر من إمبريال كوليدج لندن:
"تُظهر هذه الدراسة أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في فحوصات سرطان الثدي، ويجب أن تكون دعوة لصنّاع القرار لتسريع تبني هذه التقنية. نحن بحاجة إلى سياسات تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعّال."

كما أثنى على تصميم الدراسة الذي أتاح للأطباء مرونة في استخدام التقنية، مشيرًا إلى أهمية التعلم من التجارب الواقعية بدلًا من الاعتماد على المحاكاة.

الخلاصة:
تمثل هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، خصوصًا في الكشف عن سرطان الثدي. ومع وجود تنظيم مناسب ومراقبة دقيقة، يمكن أن تساهم هذه التقنية في تحسين كفاءة التشخيص وتقليل الأخطاء البشرية، مع ضمان بقاء الطبيب البشري المرجع النهائي في العملية التشخيصية.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير