الزرقاء: مشاريع استراتيجية ترسي دعائم المستقبل وتعزز مسيرة التنمية الشاملة قي المحافظة
القبة نيوز- تعكس حزمة المشاريع التنموية التي أعلنت الحكومة تنفيذها في محافظة الزرقاء خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدتها في الزرقاء، أمس الثلاثاء، اهتماما كبيرا بالمحافظة والاحتياجات التنموية لأبنائها.
وتعد الزرقاء واحدة من أكثر محافظات المملكة اكتظاظًا بالسكان، ويزيد عدد سكانها عن مليون ونصف المليون نسمة، وتشكل مركزًا صناعيًا وتجاريًا رئيسيًا، إذ تضم أكثر من 52 بالمئة من الصناعات الوطنية، وتشمل أبرز مناطقها الحضرية والصناعية مدينة الزرقاء ومدينة الرصيفة، وتضم محافظة الزرقاء ثلاثة ألوية وأربعة أقضية، وتبلغ مساحتها 4761 كيلومترًا مربعًا.
وأكد متحدثون أن المشاريع التي جرى الإعلان عن تنفيذها في محافظة الزرقاء تؤشر لمرحلة جديدة من التنمية الشاملة والمستدامة في المحافظة، وتعكس التزام الحكومة بتمكين المحافظة اقتصاديًا وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وقال رئيس مجلس محافظة الزرقاء، فيصل الزواهرة، إن المبنى الجديد لمجلس محافظة الزرقاء الذي جرى وضع حجر الأساس له، يهدف إلى تحسين كفاءة عمل المجالس المحلية وتوفير بنية تحتية متطورة، مبينا أن المقر الجديد للمجلس في منطقة جبل طارق يعكس حرص الحكومة على توزيع مكتسبات التنمية في جميع أنحاء المحافظة.
وبين أن المشروع يمتد على أرض مساحتها 1200 متر مربع، فيما تبلغ مساحة البناء نحو 900 مترا مربعا، ويضم مرافق متطورة تعزز الكفاءة الإدارية، ويمثل نواة لمجالس مستقبلية أكثر تنظيمًا وفعالية.
وقال مدير صحة الزرقاء، الدكتور خالد عبد الفتاح، إن المشاريع الصحية التي أعلنتها الحكومة تهدف إلى الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لأبناء الزرقاء وتعزيز شموليتها، والتخفيف على المواطنين من خلال توفير خدمات صحية متكاملة تليق بأهمية المحافظة والاحتياجات المتزايدة لأبنائها.
وبين أن المشاريع تشمل استثمار موقع مستشفى الزرقاء الحكومي القديم في منطقة الحاووز بمساحة 8 دونمات لإنشاء مبنى جديد لمديرية الصحة ومركز صحي نموذجي وشامل، إضافة الى إنشاء مركز صحي آخر في حوض جريبا واستحداث أقسام جديدة في مستشفى الزرقاء الحكومي.
من جانبه، أوضح مدير مستشفى الأمير فيصل في الرصيفة، الدكتور ناصر حسين، عن توسعة مرتقبة للمستشفى بقيمة 9 ملايين دينار، تشمل صيانة المبنى القديم البالغ مساحته 2300 متر مربع، ما يسهم في تحسين الخدمة الصحية في المستشفى.
وقال إن المستشفى الحالي، الذي يضم 169 سريرًا ويعمل فيه 870 موظفًا من الأطباء والممرضين والفنيين ذوي الخبرة والكفاءة العالية، يستقبل شهريًا حوالي 20 ألف مراجع في قسم الإسعاف والطوارئ و15 ألفًا في العيادات الخارجية، إلى جانب إجراء نحو 400 عملية جراحية.
وأضاف أن المستشفى سيشهد أيضا تركيب جهاز "الماموغرام" خلال الأيام المقبلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، موضحًا أن التوسعة الجديد، التي تبلغ مساحتها 5850 مترًا مربعًا، ستشمل أقسامًا متطورة للإسعاف والطوارئ والعناية الحثيثة وغرف العمليات.
وفي قطاع التعليم، أكد مدير تربية الزرقاء الأولى، الدكتور أسامة شديفات، أهمية المشاريع التربية التي أعلنت الحكومة تنفيذها في محافظة وتشمل إنشاء مدارس الجديدة، مبينا أنها ستسهم في التخلص من المباني المستأجرة وتحسين جودة التعليم في المحافظة.
وتشمل المشاريع التربوية المزمع إنشاؤها في المحافظة، إنشاء خمس مدارس أساسية، ومدرسة مهنية ومدرستين ثانويتين خلال السنوات الثلاث المقبلة، بالإضافة إلى صيانة المدارس القائمة وإضافة غرف صفية للحد من الاكتظاظ.
بدوره، قال رئيس غرفة صناعة الزرقاء، المهندس فارس حمودة، إن المدينة الصناعية في الزرقاء، تشكل فرصة مهمة لتوسيع حجم القطاع الصناعي في الزرقاء، إذ تعتبر، إلى جانب الصناعات القائمة، رافعة أساسية للاقتصاد الوطني من خلال جذب استثمارات صناعية نوعية تولّد فرص عمل لأبناء المحافظة والمناطق المجاورة.
وأكد حمودة أن إطلاق المدينة الصناعية في آب الماضي، بالشراكة مع شركة المدن الصناعية، شهد اهتمامًا ملحوظًا من المستثمرين بفضل الحوافز المقدمة، مما سيجعلها من أكبر المدن الصناعية في المملكة على مستوى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى توجيه رئيس الوزراء للوزارات المعنية بوضع خطة ترويجية تسهم في جذب استثمارات صناعية ذات قيمة مضافة.
وقال حمودة إن محطة القياس والتخفيض للغاز الطبيعي التي جرى افتتاحها في منطقة الهاشمية، ستسهم في تخفيض كلف الانتاج في المحافظة بنسبة 60 بالمئة، ما يعزز تنافسيتها ويجذب مزيدًا من المصانع، وبالتالي خلق فرص عمل أكبر.
وفي مجال الثقافة، أكد مدير ثقافة الزرقاء، محمد الزعبي، أنه تمت الموافقة على إنشاء حديقة مركز الأميرة سلمى للطفولة بتمويل مشترك مع مجلس المحافظة بقيمة 73 ألف دينار.
ومن المقرر الانتهاء من المشروع مطلع العام المقبل، لتوفير متنفس للأطفال، كما تعمل الوزارة على مشاريع ثقافية نوعية، أبرزها إنشاء متحف في دارة الملك عبدالله الثاني لتعزيز الهوية الوطنية.
وعلى صعيد البيئة، ناقش رئيس بلدية الظليل، نضال العوضات، احتياجات المنطقة الملحة، مشيرًا إلى أهمية شمول الظليل بشبكة صرف صحي وإنشاء مركز صحي شامل تعمل على مدار الساعة.
وقد وعد وزير البيئة بدراسة مشروع الصرف الصحي وإيجاد تمويل له، بينما أكد وزير الصحة إدراج المركز الصحي ضمن أولويات الوزارة.
وأكد رئيس غرفة تجارة الزرقاء، حسين شريم، أهمية جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية لمدينة الزرقاء الصناعية والترويج لها على المستويين المحلي والدولي. وأوضح أن المدينة، التي ستضم قطاعات حيوية متنوعة تشمل الأغذية والأدوية والملابس، ستوفر فرص عمل كبيرة تسهم في تعزيز الحركة التجارية بالمحافظة ودعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
كما بين رئيس لجنة خدمات مخيم الزرقاء، المحامي محمد هشام البوريني، أن المشاريع الحكومية في قطاعات الصحة والتعليم والثقافة والبنية التحتية، تمثل جهودًا ملموسة لتحويل التحديات إلى فرص في محافظة الزرقاء، مؤكدًا أن هذه الجهود تعزز الثقة بين الحكومة وأبناء الزرقاء، وتفتح الباب أمام مزيد من المبادرات المستقبلية.