هدنة غزة.. بين مماطلات نتنياهو وجهود الوسطاء
القبة نيوز- تتوالى مساعي الوسطاء بشأن إمكانية التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة، ما يفتح بحسب مراقبين، باب التكهنات حول مستقبل الاتفاق المنتظر منذ نحو عام، عبر جولات سابقة، عادة ما تعثرت في محطاتها الأخيرة.
ولم تسفر مفاوضات القاهرة التي عقدت مؤخرا، عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، إذ رفضت حركة المقاومة الإسلامية- حماس وكيان الاحتلال، حلولا عديدة طرحها وسطاء، وهذا بالتالي أثار شكوكا حول إمكانية تحقيق تقدم لمحاولات الولايات المتحدة الأميركية إنهاء الحرب المستمرة أكثر من 14 شهرا.
وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة، وساطة بين حماس والاحتلال للتوصل إلى هدنة في القطاع، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل حتى الآن، إذ أعلنت الدوحة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تعليق وساطتها لحين توافر الجدية من الطرفين في المفاوضات.
وفي هذا الإطار، قال الوزير الأسبق مجحم الخريشا، إن "حماس، تتحدث عن سعيها إلى اتفاق حقيقي، بعد تأكيد أميركي رسمي بأن هناك مؤشرات مشجعة للوصول إلى هدنة، إذ دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للإفراج عن الأسرى الصهاينة في 20 كانون الأول (يناير) المقبل، في وقت يترقب فيه الجميع بحذر، إمكانية التوصل إلى هدنة في ظل شروط الاحتلال، بشأن الأسرى الفلسطينيين، وعدم الانسحاب من القطاع، الذي قد يعرقل الاتفاق".
وأضاف، إن جهود مصر والولايات المتحدة للتوصل إلى الهدنة وتبادل الأسرى في غزة، تأتي وسط تأكيد مصري، على أهمية القيام بتحرك عاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتحقيق حل الدولتين، باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وبين أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، زار مصر وقطر، في مسعى منه لضمان سد ثغرات نهائية قبل التوصل إلى صفقة تبادل"، تمهيدا للتوصل لاتفاق هدنة يطلق سراح الأسرى، وهذا من شأنه زيادة المساعدات لغزة.
وبحسب وسائل أعلام عبرية، كشفت حكومة الاحتلال، عن عدم حدوث أي اختراق جدي لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس، مؤكدة وجود الكثير من الخلافات.
من جهته، رأى المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، بأن هنالك اختلافا تشهده المحادثات الحالية، بخاصة في ظل وجود مساع مكثفة من الوسطاء، وإصرار الإدارة الأميركية حاليا على الضغط على حماس والاحتلال، ليسجل بأن الصفقة أبرمت في عهد الرئيس جو بايدن، فضلا عن وجود مهلة من ترامب لإتمام الهدنة.
وتابع الحجاحجة "لكن هذا لا يمنع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، من المناورة في هذة الفترة للحصول على مكاسب أكبر، وقد يرفع وتيرة قصف القطاع أكثر مما هي عليه، ويمد عملية التفاوض حتى بداية العام المقبل، بحيث تدخل المرحلة الأولى من الهدنة قبل موعد تنصيب حليفه ترامب، وفق اشتراطاته السابقة.
وأضاف "إنه برغم الحديث عن صفقة وشيكة، فإن الولايات المتحدة، تحاول سد الثغرات النهائية لإبرام اتفاق الهدنة المطروح على طاولة مفاوضات القاهرة، وفق تأكيدات رسمية منها، ترجح الوصول لوقف مؤقت لإطلاق النار في القطاع الشهر الحالي، ومطالبات للوسطاء بالضغط على حماس للقبول بالاتفاق".
بدوره، يقول الباحث السياسي د. علاء حمدان الخوالدة، إن المعلومات تشير إلى أن ملف اتفاق الهدنة في مراحله النهائية، مع تبقي عدة ملفات محل خلاف، أبرزها إدارة معبر رفح، مع تمسك مصر بالسلطة الفلسطينية وتمسك الاحتلال باستمرار بقائها، وكذلك بحث آلية الانسحاب التدريجي من محور فيلادلفيا، وأعداد الأسرى الفلسطينيين، بخاصة وأن حركة حماس قدمت كشفاً يتضمن 500 اسم لأسرى فلسطينيين، بينما يرفض الاحتلال هذه القائمة، وتضع قائمة بديلة تورد 100 اسم أسير فلسطيني فقط من ذوي الأحكام المرتفعة، وأعداد أخرى ليسوا من أصحاب القضايا الخطرة وفق سلطات الاحتلال، مع المطالبة بمنحها "فيتو" لرفض أي أسماء في ظل رفض حماس.
وبين حمدان، أن المؤشرات والتسريبات بشأن قرب التوصل لاتفاق هدنة في غزة كثيرة، وهناك عدة عوامل تقول إنها باتت قريبة، مستدركا بأنها لن تحدث خلال الأسبوع الحالي، بخاصة في ظل مناورة نتنياهو، إذ يمكن الوصول إلى العام الجديد، ونرى اتفاقا جزئيا قبل تنصيب الرئيس ترامب.
وجرى التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب على غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، استمرت أسبوعا، ما اتيح فيه إطلاق محتجزين في القطاع، مقابل أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الصهيوني.
ومنذ ذلك الوقت، قادت الولايات المتحدة مع قطر ومصر وساطة للتفاوض بين حماس والاحتلال، دون أن تسفر عن التوصل لأي حل.