تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني
د. علي عبدالله الروضان
د. علي عبدالله الروضان
أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في مكافحة التهديدات السيبرانية التي تزداد تعقيداً وتنوعاً مع الوقت، حيث تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني على التعلم الآلي، التعلم العميق، الرؤية الحاسوبية، والبيانات الضخمة لتوفير حماية متطورة لأنظمة وشبكات المعلومات. في هذا المقال سأسلط الضوء على بعض التطبيقات العملية لهذه التقنيات في الأمن السيبراني مع دمج أمثلة واقعية تعكس أهميتها وفعاليتها.
الكشف الاستباقي عن التهديدات باستخدام خوارزميات التعلم الآلي: خوارزميات التعلم الآلي تقوم بتحليل بيانات الدخول على الشبكة العنكبوتية وتُحدد الأنشطة غير الطبيعية التي قد تُشير إلى محاولة اختراق، ويتم ذلك من خلال تدريب هذه الخوارزميات على أنماط البيانات الطبيعية والمشبوهة لتتمكن بعد ذلك من الكشف عن التهديدات بشكل دقيق. فعلى سبيل المثال، يمكن للدوائر الحكومية ملاحظة أي تغيير في نمط الدخول على الشبكة الداخلية من خلال هذه الخوارزميات التي تطلق إنذارا مبكراً بوجود نشاط غير طبيعي وتمنع تثبيت أي من برامج التجسس على الشبكة.
تحليل البرمجيات الخبيثة باستخدام التعلم العميق: التعلم العميق يُستخدم لتحليل الشيفرة البرمجية للملفات بهدف اكتشاف البرمجيات الخبيثة، حيث تعتمد هذه التقنية على الشبكات العصبية العميقة القادرة على التعرف على أنماط خفية وغير تقليدية. فعلى سبيل المثال، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المدعومة بالتعلم العميق من تحليل أي ملف مشبوه مرتبط بهجوم سيبراني وتحديد أي برامج خبيثة من خلال مقارنة الشيفرة مع أنماط مشبوهة واكتشاف نية البرمجة وبالتالي حظرها قبل انتشارها.
منع هجمات التصيد الاحتيالي باستخدام الرؤية الحاسوبية: تعتمد أنظمة الرؤية الحاسوبية على تحليل الصور والنصوص في رسائل البريد الإلكتروني وصفحات الويب لتحديد المواقع الزائفة والرسائل الاحتيالية. فعلى سبيل المثال، يمكن للمؤسسات المالية الكبرى من حماية أنظمتها التي قد تتعرض للهجمات السيبرانية من خلال رسائل بريد إلكتروني تدعي أنها من شركاء أو مؤسسات رسمية، حيث تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي المبنية على الرؤية الحاسوبية من تحليل النصوص والشعارات المستخدمة في الرسائل واكتشاف أنها مزيفة مما يؤدي إلى منع وصولها إلى العاملين وحماية الأنظمة من التعرض للاختراق أو سرقة البيانات.
في الختام، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً مهما في تعزيز الأمن السيبراني بفضل قدراته المتقدمة في الكشف عن التهديدات وتحليل الأنماط غير التقليدية، حيث إن هذه التقنيات لا تقتصر على رفع مستوى الحماية فحسب، بل تساهم أيضاً في تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة في مواجهة المخاطر المحتملة.