ما يجب أن تعرفه قبل البدء في تناول مضادات الاكتئاب
القبة نيوز- إذا كنت تعاني من شعور مستمر بالاكتئاب، فأنت لست وحدك، حيث يعاني حوالي 280 مليون شخص في العالم من الاكتئاب، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، والأرقام في ارتفاع.. فما أدوية الاكتئاب؟ وما الآثار الجانبية؟ ومتى يبدأ الشعور بالتحسن؟
ما الاكتئاب؟
يمر معظم الناس بفترات من الشعور بالحزن قد تستمر لبضعة أيام، ولكن عندما تصاب بالاكتئاب، فإنك تشعر بالحزن المستمر لأسابيع أو أشهر، ويعتبر الاكتئاب أحد الاضطرابات العقلية الشائعة، ويؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة ويمكن أن يسبب مجموعة واسعة من الأعراض.
وتتراوح هذه الأعراض من الشعور الدائم بالحزن واليأس، إلى فقدان الاهتمام بالأشياء التي كان الشخص يستمتع بها والشعور بالرغبة الشديدة في البكاء، ويعاني بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب أيضا من أعراض القلق.
ويمكن أن يسبب الاكتئاب أعراضا جسدية أيضا، مثل الشعور بالتعب المستمر، والنوم بشكل سيئ، وفقدان الشهية وفقا لموقع الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
يعتقد بعض الناس أن الاكتئاب أمر غير مهم وليس حالة صحية حقيقية. لكنهم مخطئون فهو مرض حقيقي له أعراض وعلاجات مختلفة.
ما مضادات الاكتئاب؟
مضادات الاكتئاب هي مجموعة من الأدوية المستخدمة لعلاج حالات مثل الاكتئاب والقلق. يقول كارمين باريانتي أستاذ الطب النفسي البيولوجي والمتحدث باسم الكلية الملكية للأطباء النفسيين لصحيفة التليغراف البريطانية: "مضاد الاكتئاب هو مصطلح يشمل عدة فئات من الأدوية، ولكن هناك أوجه تشابه في آلية عملها".
تعمل مضادات الاكتئاب على تقليل النشاط المفرط للمناطق في المخ المرتبطة بالحزن أو القلق، وتساعد هذه الأدوية على تقليل التفكير السلبي. وهناك عدة أنواع منها.
متى يتم وصف مضادات الاكتئاب؟
توضح الدكتورة بونام كريشان، الطبيبة العامة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، أنه يمكن وصف مضادات الاكتئاب لعلاج مجموعة من الحالات، وأكثرها شيوعا الاكتئاب واضطراب القلق العام وقضايا الصحة العقلية الأخرى.
وتضيف أنه يمكن استخدامها أيضا في بعض حالات الألم. وتعالج مضادات الاكتئاب الأعراض التي تستمر لأسابيع أو أشهر عديدة، ولها تأثير كبير على حياة المريض اليومية.
ما الآثار الجانبية الشائعة لمضادات الاكتئاب؟
تأتي مضادات الاكتئاب -مثل جميع الأدوية الأخرى- مع مجموعة من الآثار الجانبية المحتملة، وأكثرها شيوعا ما يلي:
أعراض الجهاز الهضمي، بما في ذلك عسر الهضم وآلام المعدة والغثيان والقيء والإمساك أو الإسهال وفقدان الشهية.
الشعور بالانفعال أو الارتعاش أو العصبية.
الدوخة.
الصداع.
جفاف الفم.
اضطرابات النوم، مثل الأرق أو النعاس.
مشاكل جنسية.
يجب أن تهدأ معظم الآثار الجانبية في غضون بضعة أيام أو أسابيع، كما تقول الدكتور كريشان. لكل مضاد للاكتئاب آثاره الجانبية الخاصة به والتي لا تصيب بالضرورة جميع المرضى.
من المهم أيضا ملاحظة -كما هو الحال مع أي دواء- أن الأفراد يستجيبون بدرجات مختلفة لأنواع مضادات الاكتئاب المختلفة.
تقول كريشان "إذا وجدت أن الآثار الجانبية لا تهدأ، اتصل بطبيبك، فقد يكون أحد مضادات الاكتئاب أو فئة معينة من مضادات الاكتئاب لا تناسبك. وسيتمكن طبيبك من التوصية بدواء آخر، ومن المهم أيضا الاتصال بطبيبك إذا تدهورت صحتك العقلية بعد بدء تناول مضادات الاكتئاب أو فكرت بأي أفكار خطرة".
نرى أحيانا تفاقما في أعراض القلق أو الاكتئاب مع بعض مضادات الاكتئاب، أو حتى أفكار الانتحار، في الأيام القليلة الأولى للعلاج. ويوضح باريانتي أنه على الرغم من ندرة حدوث ذلك، فإن هذا التأثير الجانبي يمكن أن يكون خطيرا، ومن المرجح أن يكون أكثر شيوعا لدى الشباب الصغار مما هو عليه لدى البالغين فوق سن الثلاثين.
كيف يتم تناول مضادات الاكتئاب؟
يقول باريانتي "إن جميع مضادات الاكتئاب تؤخذ يوميا، ومن المهم أن تكون منتظمة. لكن إذا فاتتك يوما أو يومين، فلن يكون هناك خلل كبير في عملها. وقد تعاني من آثار جانبية مثل الدوخة أو الغثيان أو الأرق، أو قد لا تلاحظ أي فرق على الإطلاق، استمر في تناول دوائك كالمعتاد، ولا تتناول أي جرعات إضافية لتعويض الجرعات التي فاتتك".
يوصي الأطباء بتناول الدواء في الوقت نفسه كل يوم. ويمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تسبب النعاس، لذا من الجيد تناول هذه الأنواع قبل النوم.
ماذا يمكنني أن أتوقع عندما أتناول مضادات الاكتئاب؟
يحتاج المرضى لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 4 أسابيع حتى يشعروا بتحسن، ويجب إعطاؤها فرصة لأسبوعين على الأقل قبل الحكم على فعاليتها. وتقول كريشان "أخبر المرضى دائما أن الأمر يستغرق عادة من أسبوعين إلى 4 أسابيع للشعور الكامل بما إذا كانت مضادات الاكتئاب فعالة. ويمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص استجابة مبكرة، لكن عليك إعطاؤها أسبوعين على الأقل".
ما الأدوية الأخرى التي يجب أن أتجنبها عند تناول مضادات الاكتئاب؟
عند البدء في تناول مضادات الاكتئاب، يجب على طبيبك أن يأخذ في الاعتبار أي أدوية أخرى تتناولها قبل تحديد الخيار الأفضل لك، وعليك أن تخبره عن جميع الأدوية التي تتناولها سواء كانت أدوية موصوفة من قبل أطباء آخرين أو تقوم بتناولها دون وصفة طبية. وقد تحتاج إلى توخي الحذر مع الأدوية التالية:
بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
بعض المكملات العشبية مثل عشبة سانت جون.
بعض أدوية القلب.
متى يكون من المناسب تغيير الجرعة؟
هناك إرشادات لوصف مضادات الاكتئاب، والتي تحدد الحد الأدنى والأقصى للجرعة الموصى بها. ويجب عند إجراء أي تغييرات على الجرعة يتم بالتشاور مع الطبيب، ويقوم الطبيب بزيادة الجرعة بالتدريج حتى الوصول للجرعة الفعالة التي تناسبك. وكذلك يقوم الطبيب بإيقاف الدواء بشكل تدريجي، وذلك لتقليل الأعراض التي قد ترافق التوقف عن تناول الدواء.
ما المدة التي أحتاجها لاستخدامها؟
يختلف هذا من شخص لآخر، ولكن كقاعدة عامة، يقول باريانتي إنه "في غضون شهرين إلى 3 أشهر من تناول مضادات الاكتئاب، يبدأ الناس عادة في الشعور بأنهم "طبيعيون" مرة أخرى. إذا كانت هذه هي نوبة الاكتئاب الأولى لديك، فيوصى بمواصلة تناولها لمدة 6 إلى 9 أشهر أخرى بعد ذلك".
يمكن خلال هذه الفترة اجراء تغيرات في العمل، أو العلاقات الاجتماعية، أو نمط الحياة، ولا ينبغي النظر إلى مضادات الاكتئاب على أنها وسيلة لتحسين المزاج، بل كوسيلة للسماح للناس بإجراء تغييرات سيكون لها تأثير طويل الأمد على صحتهم العقلية.
قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب حاد أو متكرر إلى تناول مضادات الاكتئاب على المدى الطويل. يقول باريانتي "إن الأمر يتعلق دائما بموازنة جودة الحياة بدون مضادات الاكتئاب، مقابل جودة الحياة مع مضادات الاكتئاب". (الجزيرة)
اقرأ أيضاً:
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ