متخصصون يناقشون الذكاء الاصطناعي ومناهج التعليم والتعلم
القبة نيوز - ناقش باحثون متخصصون في الذكاء الاصطناعي ومناهج التعليم في جلسات المؤتمر الأردني الثاني للذكاء الاصطناعي الذي نظمه مجمع اللغة العربية الأردني، اليوم الثلاثاء، موضوع "الذكاء الاصطناعي ومناهج التعليم والتعلم".
وأشار رئيس المجمع الدكتور محمد عدنان البخيت، في كلمة ألقاها في جلسة افتتاح المؤتمر الذي حضره رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني
لتطوير المناهج الدكتور محي الدين توق، إلى أن المؤتمر يعد الثاني منذ العام السابقِ لمناقشة موضوع الذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أن الغالبية
العظمى من المختصين باللغة العربية وأصحابِ الدراسات الحاسوبية يتحدثون حول هذا الموضوع في تجلياتِه وتحدياته وخطورتِه.
وقال البخيت إن هذا الموضوع بحاجة ماسة للمتفرغين من العلماء المؤهلين في اللغة والذكاء الاصطناعي للانكباب عليه.
وفي كلمته بين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبد المجيد نصير، أنه في طور الإعداد للمؤتمر تلقت اللجنة 28 ملخصا قبلت اللجنة
منها 6، مما يتوافق ومحاور المؤتمر، مثمنا مشاركة المركز الوطني لتطوير المناهج في جلسات المؤتمر من خلال باحثين متخصصين.
وشارك في الجلسة الأولى التي ترأسها عضو المجمع الدكتور فتحي ملكاوي، رئيس المعهد العالي لحوسبة القرآن والعلوم الإسلامية الدكتور
محمد زكي خضر، ومن شركة الهدهد للمحتوى الابداعي للأطفال المهندس محمد بشتاوي، ومن وزارة التربية والتعليم منتصر الضمور.
واستعرض خضر في ورقته التي حملت عنوان "مستقبل تعليم اللغة العربية في ضوء الذكاء الاصطناعي"؛ أهم الحقول التي يسهم
فيها الذكاء الاصطناعي في خدمة تعليم اللغة العربية ومنها حقل التعليم المناسب لمستوى المتعلم والمعالجة الآلية للغة بالتحاور بلغة طبيعية مفهومة ، والمساعدة اللغوية عند الحاجة لأية معلومة أو قاعدة لغوية أو أمثلة أو توضيح تبرز الحاجة إليه من خلال استعمال قواعد البيانات والمصادر اللغوية، والمساعدة في البحث العلمي وغيرها، والتشويق في التعليم وخاصة للأطفال بتقديم وسائل تعليمية أقرب ما تكون إلى اللعب والإثارة لمحو آثار الملل وإثارة الرغبة في المزيد من التعلم.
بدوره قال بشتاوي في ورقته " الذكاء الاصطناعي وأثره في تطوير مناهج تعليم العربية للناطقين بغيرها" إن العقود الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أتاح إمكانيات جديدة لتحسين وتطوير مختلف المجالات العلمية، وحيث أن المدخل في استخدام الذكاء الاصطناعي هو اللغة فإن مجال تعلم اللغات وتعليمها من أول المستفيدين من ثورة الذكاء الاصطناعي ومن أظهرهم.
وأشار إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قدمت أدوات تحليلية مبتكرة تُمكن الباحثين والعلماء من التعامل مع النصوص اللغوية بعمق أكبر، وبمعيارية أعلى، مستعرضا أبرز التطبيقات للذكاء الاصطناعي التي يمكن الاستفادة منها في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها.
ولفت الضمور في ورقته "تطوير المحتوى التعليمي باستخدام الذكاء الاصطناعي" إلى تأثير الذكاء الاصطناعي في تخصيص التعليم، مبينا أن إحدى أهم مزايا الذكاء الاصطناعي في التعليم هي القدرة على تخصيص المحتوى وفقًا لقدرات واحتياجات كل طالب.
وأوضح أن أنظمة التعلم التكيفي تستخدم خوارزميات ذكية لتحديد مستوى الطالب وفهمه للمواد الدراسية، وأنه يمكن أن تُعدل هذه الأنظمة المحتوى الدراسي، مما يسمح للطلاب بالتقدم وفقًا لقدراتهم الفردية بدلاً من اتباع نهج موحد للجميع.
وتحدث عن دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أدوات التعليم التفاعلي التي تعد إحدى التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي وهي الروبوتات التعليمية، التي تستخدم في بعض الفصول الدراسية لتقديم محتوى تفاعلي.
وفي تعقيبه على أوراق الجلسة الأولى بورقة بحثية حملت عنوان "الذكاء الاصطناعي ومناهج تعليم وتعلم اللغة العربية" تناول المهندس مأمون الخطاب من دار حوسبة النص العربي؛ طبيعة اللغة المجازية وعلاقتها بفهم واقع الذكاء الاصطناعي، مبينا أن الاستعارات اللغوية يمكن أن تكون أدوات مفيدة ولكنها يمكن أن تشكل حاجزا أمام فهم الواقع من خلال التبسيط المفرط والتحيز الثقافي والجمود الفكري والخلط بين الحقيقة والمجاز.
ودعا الى تطوير لغة خاصة بالذكاء الاصطناعي تتجنب الاستعارات البشرية بحيث تصف عمله الفعلي بدقة أكثر وتتجنب الاسقاط البشري وتركز على الجانب التقني وتقلل من سوء الفهم والتوقعات غير الواقعية.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها عضو المجمع الدكتور عبدالمجيد نصير، وجاءت بوصفها ندوة أعدها المركز الوطني لتطوير المناهج بعنوان "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في اعداد مناهج اللغة العربية حاضرا ومستقبلا"، وشارك فيها رئيس فريق تطوير منهاج اللغة العربية المطور في المركز، واستاذ مناهج وأساليب تدريس اللغة العربية في الجامعة الأردنية الدكتور أكرم البشير، ومدير مركز الاستشارات والتدريب في جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا الدكتور المهندس عمار عودة.
وبين الدكتور البشير في ورقته "منهاج اللغة العربية المطور (العربية لغتي) في المركز الوطني لتطوير المناهج"، رؤية جديدة في تعليم مهارات اللغة العربية وتعلمها"، وأن المهنجية الجديدة في تأليف كتابي الطالب والتمارين "العربية لغتي" انطلقت من رؤية واضحة في البناء
والاعداد والتصميم لانتاج منهاج لغة عربية عصري مواكب لأحدث التوجهات العالمية في تعليم اللغات بما تتضمنه من منطلقات ومناح اساسية.
بدوره قال الدكتور عودة في ورقته "خطط المركز الوطني لتطوير المناهج لإدخال الذكاء الاصطناعي في اعداد المناهج حاضرا ومستقبلا"؛ إن المركز في إطار سعيه لتحديث المناهج الدراسية ومواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، قام بإدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن منهاج المهارات الرقمية المطوَّر للصفوف السابع والتاسع والحادي عشر.
وبين أن هذا التحديث يهدف إلى تعزيز القدرات الرقمية للطلبة، وإعداد جيل قادر على التعامل بفعالية مع التكنولوجيا الحديثة، مع التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي وحل المشكلات.