هل يصبح جورج سيميون اليميني المتطرف ميلوني أوروبا الجديدة؟
القبة نيوز-مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في رومانيا، يبرز جورج سيميون، زعيم حزب تحالف اتحاد الرومانيين (AUR) اليميني المتطرف، كواحد من أبرز المرشحين. سيميون لا يخفي طموحه لتشكيل موجة سياسية جديدة في أوروبا، مستلهمًا من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في محاولته لترك بصمة مماثلة على الساحة الأوروبية.
سيميون (38 عامًا)، الذي وصف حزبه بأنه "حزب ترامبي"، يعبر عن إعجابه بميلوني قائلًا: "ما حققته ميلوني أعاد الأمل للإيطاليين في المشروع الأوروبي. ما نشهده الآن هو ميلونيزم أوروبا، وصدقوني، سيكون هناك سيميونيزم قريبًا."
مثل ميلوني، يروج سيميون لأجندة محافظة تستهدف الإصلاح من الداخل بدلًا من المواجهة الصريحة مع الاتحاد الأوروبي. لكنه يختلف عنها في تعهده بالعمل ضد قوانين الاتحاد الأوروبي إذا رآها ضارة برومانيا، مما يجعله أكثر قربًا من النهج الذي يتبعه قادة مثل فيكتور أوربان في المجر وروبرت فيكو في سلوفاكيا.
وتأتي الانتخابات الرئاسية، التي تنطلق يوم الأحد وتضم 13 مرشحًا، في وقت حساس لرومانيا. البلاد تواجه تحديات اقتصادية كبيرة بسبب عجز مالي متزايد، إلى جانب تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي تضيف مزيدًا من الضغط على الجبهة الأمنية للبلاد.
فيما رومانيا، التي طالما اعتُبرت شريكًا موثوقًا للناتو وركيزة للاتحاد الأوروبي في المنطقة، قد تشهد تحولًا جذريًا في موقفها الأوروبي إذا فاز سيميون بالرئاسة. هذا التحول قد يدفع الكتلة الأوروبية بشكل أكبر نحو اليمين.
ويثير حزب "AUR"، الذي صعد شعبيته خلال جائحة كورونا بمواقفه المناهضة للقاحات، جدلًا واسعًا في الساحة السياسية. في عام 2022، أثار الحزب انتقادات حادة عندما وصف التعليم الإلزامي للهولوكوست في المدارس الرومانية بأنه "موضوع ثانوي". وعلى الرغم من ذلك، يستفيد الحزب من الموجة العالمية المتجهة نحو اليمين، ما يضعه في موقع قوي في الانتخابات القادمة.
ويضع سيميون على رأس أولوياته السياسية انضمام رومانيا الكامل إلى منطقة شنغن وتعزيز الإنتاج الصناعي داخل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الدفع نحو انتخاب تنفيذي أوروبي بشكل مباشر. لكنه يختلف عن قادة يمينيين آخرين، مثل ميلوني، في تصريحاته التي توحي بنهج أكثر تصادمًا مع بروكسل. فهو يصرح علنًا بأنه لن يلتزم بالقوانين الأوروبية إذا رآها ضارة بمصالح رومانيا. هذه التصريحات تجعل نهجه أقرب إلى قادة مثل فيكتور أوربان في المجر وروبرت فيكو في سلوفاكيا.
وعلى الصعيد الدولي، يتبنى سيميون موقفًا حذرًا تجاه الحرب في أوكرانيا. فقد وعد بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، داعيًا إلى هدنة سريعة، حتى لو تطلب الأمر تقديم تنازلات إقليمية لكييف. ورغم وصفه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب"، فإنه يواجه اتهامات بعقد اجتماعات مع جواسيس روس، وهي مزاعم نفاها بشكل قاطع. من جهة أخرى، تحظر الحكومة الأوكرانية دخوله البلاد بسبب دعمه للأيديولوجية الوحدوية التي تشمل مولدوفا وأجزاء من أوكرانيا.
ماذا يعني فوز سيميون لرومانيا وأوروبا؟
إذا نجح سيميون في الانتخابات، فقد تشهد رومانيا تحولًا كبيرًا في سياساتها الأوروبية والدولية. فوز سيميون سيعزز صعود اليمين المتطرف في أوروبا، ما قد يعيد تشكيل الاتحاد الأوروبي ليصبح أكثر تحفظًا وأقل انفتاحًا على التكامل السياسي والاقتصادي.
لكن نهجه التصادمي قد يضع رومانيا في مواجهة مع بروكسل، وهو ما قد يؤثر على استقرارها الداخلي ومكانتها داخل الاتحاد الأوروبي. ومع استمرار الجدل حول قضايا الهجرة، الأمن، والعلاقات مع روسيا، يبدو أن الانتخابات القادمة ليست مجرد استحقاق داخلي، بل اختبار جديد لاتجاه الديمقراطيات الأوروبية في مواجهة التحديات العالمية، بحسب موقع بولتيكيو.