غوغل كروم.. من الهيمنة إلى احتمال الانفصال عن ألفابت
القبة نيوز- غوغل كروم هو أحد أبرز المتصفحات في العالم، حيث أطلقته شركة غوغل لأول مرة في 2 سبتمبر/أيلول 2008 كنسخة تجريبية على نظام التشغيل ويندوز.
وبعد ثلاثة أشهر، تم إصدار النسخة العامة المستقرة في 11 ديسمبر/كانون الأول 2008.
كان اسم "كروم" في البداية رمزًا داخليًا خلال مرحلة التطوير، مستوحى من الطلاء المعدني اللامع المستخدم في السيارات، ما يعكس السرعة والبساطة التي أرادت غوغل أن يتميز بها المتصفح.
واختار الفريق هذا الاسم لأنه أصبح مفضلًا لديهم أثناء تطوير المتصفح، ما ساهم في اتخاذ قرار استخدامه في الإصدار النهائي.
ميزات كروم ومكانته منذ إطلاقه، استطاع غوغل كروم أن يصبح الخيار الأول للمستخدمين على مستوى العالم، حيث يستحوذ على حوالي 70% من سوق المتصفحات، متفوقًا على منافسيه مثل مايكروسوفت إيدج، موزيلا فايرفوكس، وسفاري.
ويتميز المتصفح بعدة خصائص تقنية، منها: السرعة والكفاءة، حيث يعتمد كروم على محرك معالجة جافا سكريبت V8، ما يتيح تحميل الصفحات بسرعة فائقة، ويتميز بتصميمه المبسط الذي يساعد المستخدمين على التركيز على المحتوى بدلاً من الأدوات المعقدة.
ويدعم المزامنة مع حساب غوغل، ما يسمح بالوصول إلى الإشارات المرجعية وكلمات المرور وسجل التصفح عبر جميع الأجهزة، ويوفر مكتبة واسعة من الإضافات التي تعزز وظائف المتصفح، ويحتوي على حماية مدمجة ضد المواقع الضارة ويُجري تحديثات تلقائية لتعزيز الأمان.
نموذج الأعمال رغم أن غوغل كروم مجاني بالكامل، إلا أنه يساهم بشكل كبير في إيرادات غوغل من خلال استراتيجيات مبتكرة، من بينها الإعلانات الموجهة، ويوفر بيانات الاستخدام التي تُستخدم لتحسين استهداف الإعلانات.
ويروج المتصفح لخدمات غوغل، مثل محرك البحث، يوتيوب، وجيميل، مما يزيد من تفاعل المستخدمين مع نظام غوغل البيئي، كما يوفر متجر الإضافات بعض الأدوات المدفوعة، ما يشكل مصدرًا إضافيًا للدخل.
في السنوات الأخيرة، تعرضت شركة غوغل لضغوط تنظيمية مكثفة من الجهات الرقابية في الولايات المتحدة وأوروبا بسبب مخاوف تتعلق بالاحتكار وسوء استغلال البيانات الشخصية.
أدت هذه الضغوط إلى دعوات لفصل المتصفح عن الشركة الأم ألفابت، بهدف تقليل هيمنة غوغل على السوق الرقمي وتعزيز المنافسة.
ويدعو المنظمون إلى تفكيك الشركات العملاقة مثل غوغل لتشجيع الابتكار وخلق بيئة تنافسية، كما يتعرض لانتقادات تتعلق بجمع بيانات المستخدمين ما دفع نحو مزيد من المطالبات بالشفافية، ويرى البعض أن فصل كروم سيحد من قدرة غوغل على السيطرة على سوق الإعلانات الرقمية.
إذا تم فصل غوغل كروم عن ألفابت، سيواجه المتصفح عدة تحديات، حيث سيتعين عليه إيجاد طرق بديلة لتحقيق إيرادات مستقلة، وبدون دعم ألفابت، قد يتأثر مستوى الابتكار والتطوير في المتصفح، وقد يمنح فصل كروم منافسين مثل فايرفوكس ومايكروسوفت إيدج فرصة للتوسع.
ورغم هذه التحديات، يواصل غوغل كروم ريادته للسوق بفضل التحديثات المستمرة التي تركز على تحسين الأداء وتوفير تجربة استخدام مميزة، ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يقدم المتصفح ميزات جديدة تعزز مكانته، مثل أدوات بحث أكثر ذكاءً وخيارات أمان متقدمة.