facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

ندوة حول الأزمة السودانية في ظل استمرار الحرب وانعدام الحلول

ندوة حول الأزمة السودانية في ظل استمرار الحرب وانعدام الحلول
القبة نيوز - ناقش عدد من الخبراء والباحثين والمختصين في الشأن السوداني، الأزمة السودانية، وحجم المعاناة الإنسانية وسبل معالجتها، ودور الجهات الدولية والإقليمية في حل الأزمة السودانية، وما هو المطلوب من الأطراف المحلية السياسية والعسكرية والمدنية في السودان، جاء ذلك خلال ندوة بحثية عقدها منتدى الفكر العربي ومركز الجزيرة للدراسات في العاصمة القطرية الدوحة، تحت عنوان "الأزمة السودانية في ظل استمرار الحرب وانعدام الحلول"، شارك فيها اللواء الركن المتقاعد أسامة محمد أحمد عبد السلام، الخبير الأمني والعسكري، والدكتور حسن حاج علي، الباحث الأول في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بقطر، والدكتور صلاح الدين الزين، المدير السابق لمركز الجزيرة للدراسات وعضو منتدى الفكر العربي، والدكتور محمد السيد، الناشط الحقوقي، وأدارها المذيع بقناة الجزيرة مباشر الأستاذ مصطفى عاشور.

تحدث أسامة محمد أحمد عبد السلام حول المشهد العسكري في السودان، مؤكدًا أهمية أن ينظر إلى الوضع الراهن بالسودان من منظور وزاوية أوسع، وذلك بوضع الحرب الحالية ضمن سياق سلسلة من الأزمات والصراعات والحروب، التي شهدها السودان منذ استقلاله في العام 1956، وأضاف أن المشهد في السودان معقد ومتداخل، وخصوصًا فيما يتعلق منه بالعلاقة بين السياسيين والعسكريين، وتشكيل حكومة عسكرية.

وأضاف عبد السلام أن التراجع الشديد والتدهور في الأوضاع الإنسانية في السودان، سببها بالدرجة الأولى قوات الدعم السريع، إذ بعد فشلها في السيطرة على الدولة بالقوة، أصبحت تنتشر بصورة واسعة النطاق، وتنتهك المدنيين بهدف سلب أموالهم وممتلكاتهم وترويعهم، وأشار عبد السلام إلى أن اتفاقية جدة تناولت الأوضاع الإنسانية، وعالجت معظمها، وضمنت التزام الطرفين فيها، إلا أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بما صدر عن الاتفاقية.

وأشار حسن حاج علي إلى الأوضاع العسكرية في ظل الحرب في السودان، مبينًا أن نمط الحرب الحالية قد تغير عما كان سابقًا، إذ أصبح السكان والمواطنين هم الهدف الأساسي لهذه الحروب، وأن العنف الذي يمارس ضدهم وسيلة أساسية من وسائل الحرب المستخدمة وليس نتيجة للحرب، وبَيّنّ خلال حديثه دور الجهات الإقليمية والدولية في حل الأزمة السودانية.

وأضاف حاج علي أن هناك حوالي 11 مليون نازح من عدت مناطق في السودان، وأنه بالرغم من المعاناة والتحديات الأمنية والغذائية، إلا أن الحديث عن مجاعة كبرى ستعصف بحوالي 20 مليون سوداني خلال المدة القادمة، أمرُ مبالغ فيه، ويستخدم كخطاب سياسي، ولغايات تبرير تدخل الجهات الخارجية، مشيرًا إلى أنه تم خلال الأسابيع الماضية زراعة عدد من المناطق في شرق السودان.

وقال صلاح الدين الزين: إن النظر إلى الأزمة السودانية وكأنها بدأت في 15 أبريل/نيسان، هو أمر يختزل الديناميات المعقدة والمسار الطويل من سوء الفهم للمشهد السوداني خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن الانتهاكات الجسيمة التي تحدث في السودان هي مشاهد متكررة لما حدث بعد أزمة دارفور، وأن أحد أسباب الأزمة اليوم، هو أن جزء ممن ارتكبوا المجازر السابقة لم يحاسبوا، والحضور القوي للقوى الإقليمية والدولية بغرض تحقيق أجندة خاصة في السودان.

وأكد الزين ضرورة أن يكون للنخب الفكرية والسياسية المستنيرة في السودان، دورًا واضحًا فيما يحدث من خلال تصحيح المفاهيم والتصورات وبيان حقيقة ما يحدث، والبحث عن توافقات مشتركة لكيفية إنهاء الحرب، ومناقشة أجندة ما بعد الحرب، وطرح الانقسامات داخل النخب السياسية جانبًا.

وبدوره أوضح محمد الشريف أن الحرب وصلت في السودان لمستوى عالٍ من التعقيد، وعدم الثقة بين طرفيها، الأمر الذي يؤكد أن الجهد الوطني المنفرد لن يتمكن من وقفها، فضلًا عن التحديات التي تواجه أي تحرك إقليمي أو دولي لاحتواء الأزمة، مبينًا أن النزاع بطبيعته يتمركز في إقليم دارفور، وأنه أخذ منحى مغاير لما كان عليه فقد بدء بحرب بين طرفين ليأخذ اليوم الطابع القبلي.

وأشار الشريف إلى أن هناك العديد من التحديات والصعوبات التي تواجه إيصال المساعدات إلى مستحقيها منها ما هو سياسي داخلي، ومنها ما يرتبط بسياسات المؤسسات الإنسانية، مؤكدًا بأن هناك بعض الدول المعنية بإيجاد أزمات غذائية لتشكل ضغط على الحكومة في السودان للمشاركة في المفاوضات.

هذا، ويذكر أنه جرى نقاش موسع بين المتحدثين والحضور حول القضايا التي طُرحت.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير