في مثل هذه الليلة رحل حابس
بقلم: لورنس المجالي
١٦ عاما على رحيل كبير العسكر وايقونة العسكريه وصاحب مقولة المنيه ولا الدنيه المشير حابس المجالي
الذي تمكن من أسر شارون في معارك اللطرون عام ١٩٤٨
يصادف يوم غد السبت الذكرى السادسة عشرة لرحيل المشير الركن حابس رفيفان المجالي أحد رجالات الأردن الكبار الذي كان رمزا وطنيا ومناضلا كبيرا يشار اليه بالبنان، رمز الرجولة والنخوة والفداء وصاحب الكوفية الحمراء الذي أعطى للجندية مذاقا وطعما خاصا برائحة أشجار الشيح والزعتر.
والفقيد احد رجالات الرعيل الأول الذين تبوأوا مسؤوليات كبيرة وكرس حياته جنديا مخلصا شجاعا مدافعا عن ثرى الأردن.
التحق الراحل المجالي الذي ولد في سجن معان عام 1910 على أثر ثورة الكرك بالخدمة العسكرية عام 1932 وتدرج فيها الى ان اصبح قائدا عاما للجيش عام 1958 ووزيرا للدفاع عام 1969 وحاكما عسكريا عاما وقائدا عاما للجيش عام 1970.
وكان قد عين كبيرا لأمناء الراحل الملك الحسين ووزيرا للبلاط وعضوا في مجلس الاعيان، ومنح العديد من الأوسمة والشارات من أبرزها: النهضة المرصع، والنهضة من الدرجة الاولى، والخدمة العامة بفلسطين، والكوكب من الدرجة الاولى، كما منح العديد من الأوسمة والشارات من عدة دول شقيقة وصديقة.
نشأ الباشا في كنف أسرة أردنية عشقت ثرى الوطن وكان سبيلها وطريقها للوحدة وحب الجهاد والكرم والجود، فنشأ فارسا اردنيا عربيا يرى الجهاد سبيلا للخلاص من اعداء الامة، وتلقى دراسته الابتدائية في مدينة الكرك واكمل دراسته الثانوية في مدرسة السلط الثانوية.
وكان الفقيد موضع الاحترام والتقدير في كل المواقع التي حل بها وخدم فيها في مختلف بقاع الوطن، وكان اول عربي اردني يشكل كتيبة أردنية ويقودها في حرب 1948 وتقدم طلائع القوات العربية ليكون رأس الحربة التي كسرت شوكة المعتدين في باب الواد والقدس الشريف التي احبها وعشقها حتى مماته.
وخاض الفقيد في جبهة باب الواد عدة معارك، واستمرت المعارك في باب الواد بكل شجاعة واقتدار حتى كان توقيع الهدنة الأولى في الحادي عشر من حزيران 1948.
وفي ذلك اليوم زار الملك المؤسس الراحل عبد الله الاول بن الحسين الكتيبة الرابعة والتقى قائدها
وأثنى على جهوده وجهود ضباط وأفراد الكتيبة حيث قال جلالته للقائد حابس ' انك تقاتل فوق الأرض التي سار عليها عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وصلاح الدين وانك اليوم تجدد أمجادهم'.
واستمر رحمه الله في خدمة الأردن بكل إخلاص وتفان ووفاء وكان الأردن في قلبه ووجدانه يرى من خلاله ان الوطنية الصادقة هي الانتماء الصادق لكل حبة تراب من ثرى الأردن.
وكان الملك الحسين كلف المشير المجالي ليقود الجيش العربي في عدة فترات عصيبة كانت فيها الديار الأردنية تتعرض لتحديات مختلفة.
واذ يغيب المشير المجالي فلن تغيب عن الاردنيين سيرة حفلت بالبطولة والتضحية والفداء والرجولة والايثار، وستبقى مناقب الفقيد وسيرته الحافلة بالبذل والتضحية والعطاء على المدى علامة بارزة في تاريخ الاردن والامة.