الأمير الحسن يدعو لنشر ثقافة الحوار الديمقراطي بمرحلة مبكرة من عمر النشء
أكد سمو الأمير الحسن بن طلال "أهمية التعليم في تنشئة الجيل الجديد، وتنمية الموارد البشرية، وتنظيم سوق العمل، مع توفير فرص تمكين الشباب من الرؤية المستقبلية، وفتح آفاق المشاركة المجتمعية أمامهم".
وقال سموه، في ختام أعمال المؤتمر الشبابي السابع أمس الأربعاء الذي ينظمه منتدى الفكر العربي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت، إن "تراجع التعليم وتدني مستوياته يعود، بالإضافة لأسباب أخرى، إلى ضعف الاهتمام بالآداب والإنسانيات، ووضعهما في موقع ثانوي".
ودعا إلى "نشر ثقافة الحوار الديمقراطي في مرحلة مبكرة لدى النشء، لخلق قيم الإبداع والابتكار والريادة بين صفوفهم"، مع "رفع مستوى أطراف العملية التعليمية".
وأوضح أن "الهندسة المعمارية الجديدة للمشرق العربي، بوصفها جزءاً من تصور الإقليم، تبدأ بمداميك واضحة وفق مشتركات خلاقة، إزاء سمة التداخل والتكامل بين مختلف الموضوعات، مثل علاقة المياه بالغذاء والطاقة والزراعة واستخدام الأرض".
واعتبر سموه أن "هذه الكتلة المتكاملة تشكل جزءاً من مخرجات التعليم لأجل تعزيز المشتركات في إطار المشروع العربي الجامع، بعيداً عن هوية الانتماء الضيقة".
وقال سموه إن "التعدد ليس على حساب الوحدة"، لافتاً إلى أهمية "ايجاد فهرس تعليمي محلل لهوية ومفردات وقيم الآخر، باعتباره مدخلاً وازناً عند الحديث عن المشتركات"، قائلا إن "التربية والتعليم تبرز في التحديات المتمثلة في كيفية تحديث التعليم والثقافة والسلوكيات"، لافتاً إلى ضرورة أن "تكون الثقافة، كما، المواطنة، للجميع، لاسيما عند الحديث عن المشتركات الخلاقة، وليس الثقافة كبرج عاجي".
وأوضح سموه أن "الحديث عن البعد الأخلاقي للثقافة يؤشر للحديث عن النظام الإنساني الإقليمي العالمي الجديد، من حيث إعلاء قيم الاحترام المتبادل بدون سفك الدماء"، مؤكدا
"تجاوز الاهتمام بالتكايا والزوايا صوب تحويل مشروع الأوقاف إلى فهم سليم لإدراك الفضاء الديني الإنساني في مختلف الدول الإسلامية"، مركزاً على "الدعوة لمفهوم الزكاة العالمي الإسلامي".
واعتبر سمو الأمير الحسن أنه "آن الأوان لتحويل ما نستطيع من فعل عربي بالتغيير، سلمياً واقتصادياً واجتماعياً ونهضوياً ومجتمعياً، لوضع الإنسان العربي وما يعانيه من تحديات"، مضيفاً "ونحن نستذكر اليوم وعد بلفور واتفاقية سايكس- بيكو، لنتساءل عما إذا كان عام 2018 سيأتي ونحن على هذه الحال".
وقال سموه، إن "المقاومة السلمية لظروف الاحتلال والمستعمرات، تعد الباب الوحيد عملياً للمقاومة السياسية، في ظل رفض الشعب للاحتلال، بحيث يكون الحديث عن احترام القانون والنظام في إطار التعبير السلمي عن أن هناك شعباً حياً".
وكانت التوصيات التي تليت في الجلسة الختامية للمؤتمر، التي قدم لها الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، محمد أبو حمور، دعت إلى؛ إيلاء التعليم الاهتمام اللازم، الذي يمُكن أطراف معادلته من تحقيق الكفايات والمهارات والتوازن المطلوب".
ولفتت إلى "احترام القانون والنظام، وتعزيز ثقافة الحوار والتنوع الثقافي، لدورها في العملية التنموية والقدرة على مواجهة الحركات المتطرفة"، مع "الاستفادة من التجارب الناجحة لدعم الشباب وبناء القدرات والحد من البطالة وتأهيل البيئة الحاضنة".
وأكدت أهمية "بناء قاعدة معلوماتية خاصة بالشباب، وعناصر الحوكمة الرشيدة وتعزيز الريادية، وإنشاء صندوق وطني عربي، بالتنسيق مع الأطراف المعنية، لدعم العاطلين عن العمل، وإشراك الشباب في صنع القرار"، مركزة على "ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة لمعالجة مشكلة البطالة، والعمل بروح الفريق الواحد ضمن بيئة من الأنشطة غير المنهجية والقدرة على تجاوز العوائق".
من جانبه، تحدث وزير الثقافة السابق، صلاح جرار، عن "ضرورة ايجاد ميثاق ثقافي عربي، في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها الأمة العربية من مثالب التشظي والتناحر والشقاق، ما أوقف عجلة تقدمها وتطورها، وعرض أراضيها للاحتلال والغزو، وتراثها للتخريب وصورتها للتشويه".
ولفت إلى أن "انتشار التطرف، ومصادرة الحريات الفكرية، وانتهاك كرامة الانسان، ودفع العقول العربية للهجرة، تشكل أبرز نتائج الحروب".
وقال، إن "الميثاق، في حال إقراره، يستند إلى أهمية الثقافة في تحقيق تماسك الأمة، والعمل على تحصين الثقافة العربية وتحقيق أمنها وأداء دورها، واستئناف رسالتها ونهوضها الحضاري، وتعزيز مكانة اللغة العربية بوصفها مشتركاً جامعاً لأبناء الأمة".
وأوضح أن الميثاق "يشمل التزام التنوع الثقافي، والحوار بين العرب، وعدم المساس بالإرث التاريخي والثقافي والحضاري، واحترام الرموز الدينية، والمحافظة على قيم الأمة، والقيم الإنسانية المعاصرة، ورعاية الإبداع والمبدعين ودعم المؤسسات الثقافية، والانفتاح على الثقافات وتحريم إراقة الدم العربي".
من جانبه، أكد الوزير السابق، عضو مجلس الأعيان، منذر حدادين، "الحاجة إلى مشروع نهضوي عربي يركز على وحدة الأمة العربية؛ بأراضيها وثرواتها ومواردها الطبيعية، وتاريخها المشترك"، لافتا إلى أن ميثاق النهضة الفكرية العربية يقوم على "العروبة ودولة المواطنة، والفصل بين الدين والسياسة، والاهتمام بمفاهيم التربية والقيم، والتركيز على الجوامع بين مكونات الأمة العربية".