facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

ندوة توصي بضرورة تحقيق التراث ونشره وفقا للأسس العلمية

ندوة توصي بضرورة تحقيق التراث ونشره وفقا للأسس العلمية

القبة نيوز - أوصى المشاركون في ندوة الموسم الثقافي الثاني والأربعين لمجمع اللغة العربية الأردني وعنوانها "تحقيق التراث"، بتحقيق ما يضيف جديدا ومهما الى العلم والمعرفة.

كما قدموا في الجلسة الختامية للندوة التي عقدها المجمع اليوم الأربعاء، في قاعة الدكتور عبد الكريم خليفة بمقره بعمان، عددا من الملحوظات والتوصيات ومنها ضرورة الاعتناء بتحقيق التراث ونشره وفقا للأسس العلمية للتحقيق وبذل وسع الطاقة في خدمة النص بدءا من محاولة استقصاء المخطوطات في مظانها المختلفة إلى تقديم النص وإخراجه على احسن وجه ممكن.

ودعوا في البيان الختامي الذي ألقاه عضو المجمع الدكتور إبراهيم السعافين، إلى عدم اللجوء لتحقيق المحقق إلا إذا كان ثمة مسوغ علمي ومعرفي جدي وحقيقي، وضرورة إعادة القراءة النقدية لجهود الرواد الأوائل من المحققين لاستلهام القيم العلمية والأخلاقية لعلم التحقيق، وإنشاء مركز متقدم لعلم التحقيق يقدم دورات نظرية وتطبيقية لإعداد أجيال متمرسة بفن التحقيق.

وكان رئيس المجمع الدكتور محمد عدنان البخيت قال في افتتاح جلستي الندوة إن تحقيق المخطوطات موضوع قديم متجدد، مشيرا إلى تأسيس معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية عام 1946 بهدف جمع وفهرسة المخطوطات العربية؛ وتأسيس مركز الوثائق والمخطوطات بالجامعة الأردنية عام 1972.

وتطرق إلى نوع من المخطوطات العربية يطلق عليها " الكناشات" وهي كما ذكرها مرتضى الزبيدي في تاج العروس، مفردها الكُناشة: الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط، ومصطلح يستعمله المغاربة الدشت: وهو من الورق والدست من الثياب.

وتناول البخيت دور مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن حينما باشرت عام 2003 بتشكيل فريقين لفحص محتويات الكناشات في دار الكتب المصرية والمكتبة السليمانية في اسطنبول، ثم بدأ العمل يتوسع ليشمل مقتنيات بقية المكتبات الرئيسة في العالم.

ودعا الباحثين والمحققين المتخصصين إلى ضرورة الاطلاع على المادة المتوافرة في الموسوعة الإسلامية باللغتين الإنجليزية والفرنسية، والمادة الواسعة التي وفرتها كل من الموسوعتين التركية والإيرانية.

وشارك في الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور فتحي ملكاوي؛ عضو المجمع الدكتور يوسف بكار بورقة حملت عنوان "رحلتي في تحقيق التراث ونقده" وعضو المجمع الدكتور سمير الدروبي بورقته "تجربتي مع تحقيق كتاب الفلاحة الاندلسية لابن العوام".

وقال الدكتور بكار إن إحياء التراث او الموروث تحقيقا وجمعا ودراسة واجب علمي وقومي وإنساني على كل أمة تقدر ما هو حقيق منه بالتقدير والنفع وتحاول أن تفيد منه حاضرا ومستقبلا.

وتناول رحلته في التراث والمخطوطات والتي بدأها عام 1963، مستعرضا تلك البدايات والأعمال التي اشتغل بحثا ودراسة.

كما استعرض أبرز ما نشر له من تحقيق مخطوطات واعمال، في عقدي السبعينيات والثمانينيات.

بدوره، قال الدكتور الدروبي إنه لم يدر في خلده يوما أن يحقق كتابا في علم الفلاحة او النبات او غيرها من كتب العلوم الطبيعية عند العرب، مشيرا إلى أنه قام بتحقيق كتاب الفلاحة الاندلسية لابن العوام بعد اقتراح قدمه له رئيس المجمع الأسبق الراحل الدكتور عبدالكريم خليفة مطلع عام 2007.

واستعرض تجربته في عمله على تحقيق هذا الكتاب الذي احتوى 35 بابا يشكل كل منها كتابا مستقلا بذاته.

وتحدث عن آلية العمل التي شرع بها بدءا من البحث في المؤلف نفسه.

وشارك في الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور محمد حور، الدكتور عمر القيام من جامعة الزرقاء في ورقته المعنونة "فقه التحقيق بين عبدالسلام هارون وإحسان عباس، والدكتور المهدي عيد الرواضية من الجامعة الأردنية في ورقته المعنونة "العلاقة المتبادلة بين كتب التراجم وكتب الجغرافيا والرحلات في التعريف بالاعلام البشرية والمكانية".

ولفت الدكتور القيام إلى أن ورقته تتوقف عند اثنين من اعلام التحقيق في العصر الحديث هما المحقق عبد السلام هارون والدكتور إحسان عباس حيث كان لهما إسهام غزير ومتنوع في تحقيق التراث، مبينا أنه إختار منطقة مشتركة تجمع بينهما هي شروح الشعر الجاهلي.

وتناولت ورقته تفحّص القيم المنهجية والمرجعيات العلمية والمعطيات الأخلاقية لشخصية المحقق، من خلال شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات بشرح ابن الانباري وتحقيق عبد السلام هارون، وشرح ديوان لبيد بن ربيعة لأبي الحسن الطوسي بتحقيق احسان عباس، وكلا الشارحين ينتمي إلى المدرسة الكوفية، بحيث يكون البحث محصورا في هذه المساحة.

ولفت إلى الفروق المنهجية الدقيقة بين المحققين والناشئة أصالة عن اختلاف الرؤية المنهجية لكل واحد منهما، مبينا أنه ظهر بقوة طغيان نزعة الشرح والتفسير والتأثر بمناهج المحدّثين في عمل عبد السلام هارون، في حين بدا واضحا النزوع إلى الاقتصاد في الشرح لدى الدكتور احسان عباس تأثرا بالمنهجية الاستشراقية التي كانت تُعنى بإخراج النص التراثي المخطوط صحيحا في المقام الأول.

وفي ورقته تناول الدكتور الرواضية تصنيفات العرب والمسلمين في الكثير من العلوم وحقول المعرقة، مشيرا إلى أنه منذ وقت مبكر ظهرت مؤلفات مخصوصة للتعريف بالبلدان والأماكن.

وقال إنه من أقدم ما وصل منها كتاب بلاد العرب للحسن بن عبد الله الأصفهانيّ، المعروف بـ "لغدة"، وكتاب صورة الأرض من المدن والجبال والبحار والجزائر والأنهار لمُحمّد بن موسى الخوارزميّ الذي أقامه استناداً لجغرافية بطلميوس، وكتاب البلدان لعمرو بن بحر الجاحظ لافتا إلى ما شهدته تلك المرحلة من تطور بوضع معاجم بلدانية مرتبة على حروف المعجم أو على الأقاليم، كما ظهر التأليف في أدب الرحلات.

وتطرق إلى كتب الرجال والتراجم والطبقات، التي تطورت بموازاة ما سبق.

وبين في ورقته البحثية أهمية كتب التراجم في تقديم معلومات جغرافية عن المدن والبلدان والتعريف ببعض المواضع والأماكن، وأهمية كتب الجغرافية والرحلات في الترجمة للأعلام، وبيان العلاقة المتبادلة بينهما، وتقديم نماذج دالة على خدمة كل نوع للآخر.

وجرى خلال الجلستين الاولى والثانية حوارات ونقاشات شارك فيها عدد من العلماء الباحثين من اكاديميين ومتخصصين.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير