الطراونة: جهات حرضت الشارع.. وغياب الثارات حصن البلد
القبة نيوز: قال رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة ان الشارع الأردني اشتعل في فترة من الفترات بتحريض من جهات لم يسمها٬ بيد أنه من عام 2013 وبسبب عدم وحود أي ثاراتُحصن هذا البلد.
وقال الطراونة في تصريحات لبرنامج "ستون دقيقة" عبر التلفزيون الأردني ان جلالة الملك عمل على مأسسة الحرب على الارهاب والتنوير بالاعتدال الاسلامي٬ وما ساعد الأردن هو صلابة القوات المسلحة الأردنية وحماية الثغور في المناطق الملتهبة التي تزيد على 550 كيلو متر. الطراونة وفي الفقرة التي شارك بها بالبرنامج الذي قدمه الزميل عماد النشاش وحملت عنوان: "النظرة الشمولية في الحرب على الارهاب في فكر جلالة الملك"٬ لفت إلى جهود الأجهزة الأمنية التي منعت اختراق الصفوف الاردنية والتوعية وحفظ والنسيج الاحتماعي القوي الذي خلق الهدوء٬ علاوة على ولاء الشعب وانتمائه ٬ ومعرفته أن قيادتنا تعرف ما هو المطلوب للأردن. وذكر الطراونة ان قدوم رؤساء العالم إلى الاردن وذهاب جلالة الملك إليهم في هذا الوقت الصعب٬ يأتي من أجل تحصين الأردن من كل التسويات التي قد تكون على حسابه في ظل هذه الحرب الباردة على الإرهاب.
وبيت أن الملك هو أول من بين ان ما يجري هو تقسيم للنفوذ في العالم٬ لكنه يجب أن يكون عند الاتفاق على قواعد مشتركة٬ ولذلك أعطى للأردن هوية الاعتدال السياسي٬ وأصبح الأردن يمثله٬ وسط بروز الفكر التكفيري٬ وكان للأردن البداية في فكرة الحرب الشمولية ضد الارهاب٬ والحديث عن الحرب الأهلية داخل الاسلام. وبين الطراونة حرص الملك للتوجه نحو الحياد الدفاعي لعدم التورط في الحروب الاقليمية٬ فوثق علاقاته مع روسيا٬ وعلاقاته موثقة بالأساس مع أميركا وأوروبا٬ ووثق علاقاته مع الصين واليابان٬ ولم يتورط في أي حرب٬ وسعى لحماية حدود الأردن٬ بواسطة القوات المسلحة بقبضة حديدية٬ مع مراعاة الدور الانساني٬ وحماية الصف الأردني من الفكر التكفيري٬ بالتالي محاربة الارهاب ليست في الرقة والموصل فقط٬ لأنهم حتى لو انتهوا هناك٬ فإنهم باقون.
وعلل الطراونة بقاءهم بحسب ما رصد "عمون" بأن بوكو حراك أعلنت ولاءها لداعش٬ فالفكر الفكر قائما٬ والحرب على الارهاب يجب أن تكون شمولية٬ والقصة الأخرى هو مراقبة كيفية تجنيد الناس في العالم الإسلامي أو خارجه٬ فهؤلاء أخذوا الإسلام للتطرف٬ وقاموا بأسلمة المتطرفين٬ فتجد شيوعي ينتمي لداعش خلال أسبوعين٬ فكان لا بد من النظر للأمن الفضائي لإيقاف التجنيد الذي يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى جهود جلالته لتقريب وجهات النظر بين الناتو ودول شرق إفريقيا٬ وتنبيهه لأوروبا حيال دول البلقان التي تعاني من وضع إقتصادي سيء٬ ما يسهل تجدنيدها٬ وهي في قلب أوروبا٬ كما ان دول أوروبا التي أتى إليهمت مليون شخص دربكوهم٬ فما بالك لو تطرف أهل البلقان أنفسهم٬ هذا كله عمل كبير جدا٬ وإدراك للموضوع٬ وحركة دائمة من الملك.
وتحدث الطراونة بأن الملك عمل على تدويل الحرب الأهلية داخل الاسلام لحرب عالمية ثالثة٬ "ففي سوريا ممثل دولي٬ وفي ليبيا ممثل دولي٬ وفي اليمن ممثل دولي٬ وفي جهود للحل٬ لكن لا المبعوث قادر أن يطبق التشريع الدولي٬ والحروب قائمة والاختراقات والمجازر شغالة في سوريا كل هذا يعطي فكرة أن الأمر مدول٬ هي حرب عالمية ثالثة٬ الخطورة فيها هي انها ليست ضد حلفين٬ لكنك أحيانا تحارب جهات لا تعرف من هي". وتكلم الطراونة: "ثبت بالوجه الشرعي بأن التجنيد وإقناع الناس بالتجنيد وتحت وعود بالجنة وهدم البيوت ودور العبادة٬ وتقتل الأطفال٬ تم كله عبر مواقع التواصل الاجتماعي٬ فبعضهم قتلوا وبعضهم عادوا لبيوتهم"٬ وهنا تساءل: "كم أنفق على السلاح في الـ6 سنوات الأخيرة؟ انفاق مخيف على السلاح٬ لكن كم دفع لمحاربة ومراقبة وسائل التجنيد٬ والاقناع بالفكر التكفيري؟". وصرح الطراونة: "بعد 6 سنوات من الربيع العربي والاقتتال٬ بدأ العالم حديثا يتحدث عن تجفيف مصادر تمويل المنظمات٬ وضرورة مراقبة الفضاء الالكتروني وان مراقبته ليس من باب حرية التعبير٬ لكنه يدخل في باب الأمن الدولي".
لا يترك لحظة في أي لقاء حتى لو كان في شيء لا علاقة له بفلسطين يزجها في الوسط٬ والملك دائما يتحدث عن فلسطين٬ وان هذه القضية هي أساس كل المشاكل في المنطقة٬ لكنها أصبحت على سلم الأولويات في ادتى مواقعها٬ وهو الوحيد الذي يتكلم عنها. وزاد الطراونة ان الارهاب موجود مع الإنسان منذ دهور كثيرة واجيال طويلة٬ ونقطة الفصل في هذا الموضوع هو 11 سبتمبر٬ يوم كان الملك في اتجاهه إلى أميركا٬ وكنا فوق كندا وعادت الطائرة أدراجها إلى همان٬ وعندما ثبت أن بن لادن هو وراء ذلك أدرك الملك أن القصة ستلصق بالإسلام٬ فعندها وبحكم خصوصية الملك حفيد النبي ٬ أعلن أن الأردن سيشترك مع العالم في الحرب على الإرهاب٬ لكن هذه الحرب عودة للاحتلالات العسكرية في أفغانستان والعراق٬ ثم الفوضى٬ وكان الملك يعرف ان هذه الجماعات ستعتاش على الفوضى وتتمدد٬ وخاصة بعد القصف العنيف على تورابورا انتشرت القاعدة في اليمن والجزيرة العربية والعراق وشمال افريقيا٬ بالتالي هذا الانتشار هو تعويم للقاعدة٬ وبدت كل الحركات المتطرفة٬ وخلقت هذه القصة. وأردف: "الغيرة التي تولدت عند جلالة الملك على الوجه الإسلامي٬ والعالم ينظر للإسلام على أنه راعي للارهاب٬ دعاه لتسميتهم خوارج العصر٬ فالملك أخذ على عاتقه أن ننهح بالمنهج الاسلامي الصحيح وهو الوسطية والاعتدال والاسلام٬ فأصدر رسالة عمان من شتى علماء المسلمين٬ وترجمت إلى عدد كبير من اللغات ثم كلمة سواء٬ وسلسلة من المؤتمرات٬ لتوضيح تفسير آيات قرأنية كريمة تستخدمها القاعدة والدولة الاسلامية أيام أبو مصعب الزرقاوي٬ ونجح الأمر في الغرب٬ لكن عزوف المجتمع الغربي عن مكافحة الارهاب سبب المشكلة٬ وكان هذا سيطيح بالدين الإسلامي الحنيف. وعن تأثير الربيع العربي على زيادة التطرف٬ أجاب الطراونة: "تختلف الروايات على طريقة ظهور الربيع٬ لكن الدول التي عانت من ما يسمى بالربيع العربي هي الدول التي كانت بها أنظمة شمولية دكتاتورية٬ وسمي بالربيع العربي لأنه سيجلب الحرية والديموقراطية٬ لكن المنظمات التي تحمل الفكر التكفيري التي تهاجم كل من لا يحمل فكرها ركبت الموجة٬ ومع دخول الثورة الإيرانية دخلت قصة السنة والشيعة٬ التي هي الشيعة العرب منها براء٬ بدأت المنظمات تخرج وتدعي الدولة والخلافة٬ فدخل جلالة الملك٬ بمفهوم الاعتدال الإسلامي". وصرح: "علينا إنقاذ الدين من هذه العبثية٬ لكن العالم الاسلامي مقسم ولا يزال٬ علينا نحن المسلمون أن نقود بدلا من جعل أوروبا وأميركا تقود الحرب على الإرهاب٬ هذه النظرة والحديث عنها جعل من الأهمية وضع الناس عند مسؤوليتهم٬ وتعريف من هو الارهابي ومن هو غير الارهابي".
وتكلم بأنه من بداية المشكلة السورية روسيا وقفت مع النظام في دمشق وأميركا كانت تريد مكافحة الارهاب داخل سوريا٬ بالتالي قصتين متناقضتين٬ ولا يوجد تصور مشترك لمستقبل سوريا٬ وكما نذكر كان هناك سلسلة من الفيتو منع قرارات دولية كان مصدرها روسيا والصين٬ لكن تبين لاحقا أن الأمر أبعد من سوريا٬ كانت روسيا تنظر بحالة من الاهانة والتهميش بعد سقوط الاتحاد السوفياتي٬ وكان لدى بوتين نية إعادة أمجاد روسيا٬ وكانت بداية حديث إيران عن الاتفاق النووي٬ وهذا من أهم التحركات كان الموقف الروسي مساند لاميركا٬ والدول دائمة العضوية٬ التي كانت مهتمة بهذا الملف٬ قبل أن تأتي قصة أوكرانيا "جزيرة القرم" وكان هناك تشدد أوروبي بها٬ لكن بعد توقيع الاتفاقية مع إيران جاء التدخل الروسي ليس من أجل دعم سوريا بالسلام٬ لكن كان تدخلا مباشرا٬ وأتى حلف روسيا ايران العراق وسوريا وميليشيات منها حزب الله٬ وأتى حلف آخر بقيادة أميركا٬ لكن كان لكل منهما رؤيته.