القبة نيوز - الفنانة السعودية التي أبهرت العالم سوسن البهيتي لـ"العربية.نت": السعوديون مقبلون على الأوبرا، ونقوم بتدريب الكثير من الفنانين الناشئين للغناء بصوت أوبرالي

تفرّدت فنانة بصوتها الممتد وإحساسها المرهف وصوتها الذي تجاوز حدود المكان والزمان، وانطلق ليصدح في أكثر من أمسية غنائية في السعودية، لتحقق جماهيرية عالية وتدخل إلى القلوب بحنجرتها الذهبية، مستفيدة من التراث السعودي ومن الغناء شرقي الملامح، الذي يخالف في طبيعته وطرق أدائه الغناء الأوبرالي.

وكان للتنشئة الموسيقية للفنانة السعودية "سوسن البهيتي" التي تعلمت العزف على الغيتار، وأغرمت في مرحلة من حياتها بموسيقى الروك والبوب، وكان التحول في طريقة استخدام الصوت في الغناء الأوبرالي التي أتاحت لها فرصة إطلاق قوة تعبيرية كبيرة ومتقنة تعبر عنها من خلال الغناء.

وفي حديثها لـ"العربية.نت" سردت البهيتي محطات حافلة في تجربتها الفنية قائلة: كان لي مؤخراً أحد أهم المشاركات الفنية وهي مشاركتي في حفل فنان الأوبرا العالمي المايسترو أندريا بوتشيلي الذي أقيم في مسرح المرايا العلا، حيث قمت بأداء أغاني أوبرا وكذلك أغاني عربية أديتها بأسلوب الأوبرا مثل "أعطني الناي وغني" و"لما بدا يتثنى"، أما مشاركتي مع الفنان الكبير كانت في أغنية الأوبرا الشهيرة "Time to Say Goodbye"وقمت أيضاً بالمشاركة في حفل مع أوبرا باريس الوطنية والذي أقيم في مسرح المرايا العلا كذلك مقدم من فيلا الحجر. حيث قدمنا، أنا و4 مغنين أوبراليين من أوبرا باريس، أداء غنائيا تمثيليا لبعض مشاهد الأوبرا الشهيرة.

عشق الأوبرا

وقالت البهيتي: في الحقيقة الأوبرا هي التي اختارتني للدخول إلى عالمها، حيث قام قائد الكورال الأميركي في الجامعة الأميركية بالشارقة باكتشاف قدرات صوتي الأوبرالية وشجعني للبدء بالتدريب، فوجدت في عالم الأوبرا فنا عريقا يتسم بشغف كبير في أسلوب الأداء، وقدرة على التعبير قوية، جذبتني وشعرت بأنها تمثلني كشخص وكفنانة.

مشوار فني

وأضافت: دخلت عالم الأوبرا في عام 2008، وبذلت جهداً كبيراً للحفاظ على موهبتي خلال العشر السنوات الأولى، ومن بعدها كثفت التدريب مع فنانين ومدربين عالميين، حتى أصبحت اليوم مبتعثة في إيطاليا من ضمن برنامج متخصص بتدريب الأوبرا من هيئة الموسيقى في وزارة الثقافة.

ومن أهم المقطوعات التي قدمتها بالطبع أغنية "هابانيرا" من الأوبرا الشهيرة "كارمن"، وبالتأكيد أغنية Time to Say Goodbye مع الفنان أندريا بوتشيلي.

وتابعت حديثها: وزارة الثقافة وهيئاتها الثقافية من أكثر الداعمين لي، وأنا ممتنة جداً لهم، وكذلك الهيئة الملكية لمحافظة العلا التي كانت وراء تحقيق مشاركتي الأخيرة مع أندريا بوتشيلي.

أعمال وطنية أوبرالية

واستطردت البهيتي القول: في الأساس كانت انطلاقتي الفنية من خلال غنائي للنشيد الوطني السعودي بأسلوب الأوبرا، والذي أفتخر جداً به، حيث كنت أول امرأة سعودية تغني النشيد الوطني السعودي للجماهير، وحمداً لله لاقى إعجابا وأصداء رائعة، وأعمل الآن على عمل موسيقي أوبرالي وطني جديد.

وقالت: تمكنت من تدريب فنانين سعوديين ناشئين ومحترفين على الغناء وزيادة الوعي بأهمية تدريب الصوت للمغنين، وكذلك تمكنت من مساعدة بعض الأشخاص من الناحية النفسية وتطوير الذات، حيث للغناء وتدريب الصوت تأثير مهم في الثقة الشخصية.

الدور الموسيقي

وسردت البهيتي تجربتها كرئيس في الفرق الموسيقية السعودية في هيئة الموسيقى، تقول: كنت مديرة مشروع تأسيس الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، وكان لوزارة الثقافة وهيئة الموسيقى الفضل في دعم هذا المشروع وتحقيقه، حيث كان لي الدور في وضع خطة التأسيس والإشراف على تنفيذها في كل المراحل من اختيار العازفين والمغنين، وضع برنامج التدريب الخاص بهم، اختيار كادر التعليم المتمكن، وبالطبع إدارة سير المشروع وتحقيقه.

وأبانت: ‎شاركت حفل يوم الأوبرا العالمية برلين في 2020، وكذلك حفل موسيقي في متحف تاريخ الطبيعة Natural History Museum 2023 بلندن، و‎كانت نقطة تميز في تاريخي الفني

إقبال السعوديين على الأوبرا

وكشف في حديثها: يتزايد إقبال الجمهور السعودي على الأوبرا بشكل ملحوظ حيث نشهد تزايد الحضور في مختلف حفلات الأوبرا التي تقام في المملكة من مهرجان الأوبرا الدولي بالرياض الذي أقيم للمرة الثانية العام الماضي، وحفلات فنانين الأوبرا في العلا وغيرها. وهذا المتوقع في رأيي كون الأوبرا فنا راقيا وجميلا جداً، وطالما كان الجمهور السعودي متذوقا للفنون بأنواعها والذي شجعني في بداية الأمر على تقديم الأوبرا في المملكة.

وفي الختام قالت: أعمل حالياً على تحضيرات مشاركتي في أول إنتاج لأوبرا سعودية "زرقاء اليمامة" والتي ستقام في الرياض في شهر أبريل من هذا العام بمشيئة الله. وأعمل أيضاً على ألبومي الأول والذي سيضم نخبة من الفنانين من العالم العربي في التأليف والكتابة والإنتاج.