facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

دنيس روس: هل هناك حدود للنفوذ الأميركي على إسرائيل؟

دنيس روس: هل هناك حدود للنفوذ الأميركي على إسرائيل؟

القبة نيوز- لا شك إن شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن لدى الجمهور الإسرائيلي تمنحه نفوذاً، غير أنهمن المرجح أن يؤدي وضع شروط على المساعدات الأميركية لإسرائيل إلى نتائج عكسية، هذاما أشار إليه الدبلوماسي الأميركي السابق وزميل ويليام ديفيدسون المتميز في معهدواشنطن لسياسة الشرق الأدنى في مقاله المنشور في صحيفة وول ستريت جورنال.


في الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، أثار الارتفاع الكبير في عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين دعوات متكررة لوضع شروطعلى المساعدات الأميركية لإسرائيل، ومن هنا جاء تصريح السيناتور بيرني ساندرز، في أواخر نوفمبر، الذي قال فيه "على مدى سنواتعديدة، قدمت الولايات المتحدة الكثير من الأموال لإسرائيل دون أي قيود تقريبًا".

وأردف ساندرز قائلا: "يجب أن ينتهي نهج الشيكات على بياض هذا".


غير أن روس يقول في هذا الإطار الحقيقة هي أن المساعدات الأميركية لإسرائيل لم تكن قط شيكات على بياضوأن الأميركيين استخدموافي كثير من الأحيان كوسيلة لتحقيق أهداف سياستها الخاصة "لتشجيع إسرائيل على المخاطرة من أجل السلام أو للمساعدة في ردعأعداء أميركا في الشرق الأوسط، لكن هذه الجهود لم تنجح دائمًا كما هو مخطط لها".

وفي هذا المقال، ينظر روس إلى إسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية، وأن الرأي العام هو ما يشكل خياراتها السياسية، وبالتالي فإن كانتمطالب واشنطن من تل أبيب "غير معقولة"، فإن إسرائيل "سوف ترفضها، بصرف النظر عن التكاليف".

ويقول إنه على الرغم من أن "الرؤساء الأميركيين، الذين يظهرون فهمهم للمأزق الذي تعيشه إسرائيل والتهديدات التي تواجهها، قادرون علىكسب تأييد الإسرائيليين، الأمر الذي يجعل رفض المطالب الأميركية مكلفاً على المستوى السياسي بالنسبة لرئيس وزراء إسرائيلي"، فإنالعكس صحيح أيضاً، "إذ يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يحقق مكاسب سياسية من خلال الوقوف في وجه رئيس أميركي يُنظر إليهعلى أنه لا يفهم المنطقة، والذي يبدو على استعداد للضغط على إسرائيل لحملها على تقديم تضحيات محفوفة بالمخاطر".


وبحسب روس، فإن الولايات المتحدة لم تبدأ في تقديم المساعدة السنوية المضمونة لإسرائيل حتى عام 1979، عندما استخدم جيمي كارترالوعد بالمساعدة لتشجيع مصر وإسرائيل على التوقيع على معاهدة سلاموتم تحديد المبلغ بمبلغ 3 مليارات دولار سنويًا كمساعداتاقتصادية وعسكرية لإسرائيل.

وأشار الدبلوماسي الأميركي السابق إلى أن كل رئيس أميركي، من رونالد ريغان إلى جو بايدن، سعى إلى التعاون الاستراتيجي معإسرائيل، منوها إلى أنه رغم أن التعاطف السياسي والتاريخي لعب دورًا رئيسيًا في الدعم الأميركي لإسرائيل، فإن العلاقة ليست مجردخدمة لتل أبيب فحسب، بل إنها تخدم المصالح الجيوسياسية الأميركية.

ورسم روس مقاربة بين باراك أوباما وبايدن، مشيرا إلى إدارة أوباما، في عام 2016، تفاوضت على اتفاقية مساعدات جديدة مع إسرائيلبقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات.

وأوضح أن أوباما "تناول باستمرار الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية حتى عندما انتقد علناً السياسات الإسرائيلية بشأن المستوطناتوالفلسطينيين"، ومع ذلك لم يحظ بالقبول لدى الإسرائيليين الذين لم يشعروا أن إسرائيل يمكن أن تعتمد عليه، الأمر الذي استغله رئيسالوزراء بنيامين نتنياهو بظهوره أمام جلسة مشتركة للكونغرس في مارس 2016، قبل أسبوعين من الانتخابات في إسرائيل، لمعارضة نهجأوباما في المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وبحسب دنيس روس، فإنه في ذلك الوقت، كان نتنياهو متأخرا في استطلاعات الرأي، لكن العديد من الإسرائيليين أحبوا رؤيته وهو يقف فيوجه أوباما، وقد فاز بإعادة انتخابه.

ويضيف روس أنه "على النقيض من ذلك، فإن استجابة بايدن القوية لصدمة السابع من أكتوبر منحته قدرًا كبيرًا من الفضل لدى الجمهورالإسرائيلي"، خصوصا وأن بايدن أصبح أول رئيس أميركي يزور إسرائيل في زمن الحرب، ويعلن دعمه لهدف تل أبيب المتمثل في القضاءعلى حركة حماس وأنها لن تكون قادرة على حكم غزة، ورفض بالتالي كل دعوات وقف إطلاق النار في غزة.

وبينما يعتقد الدبلوماسي الأميركي أنه "لا يزال يتعين على إسرائيل أن تفعل المزيد للحد من الخسائر البشرية وتلبية الاحتياجات الإنسانيةلسكان غزة"، فإنه يقول إن "التهديد بحجب المساعدات الأميركية في حال لم تفعل ذلك لن يؤدي إلا إلى جعل الإسرائيليين يواصلون مايفعلونه بمفردهم"، باعتبار أنه ليس لديهم خيار آخر، كما قال له أحد المسؤولين الإسرائيليين.


ويعتقد روس أن "محاولة إرغامهم (الإسرائيليين) على قبول الدولة الفلسطينية من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية"، وأنه بمرور الوقت، "سيكونالجمهور الإسرائيلي أكثر استعداداً للتفكير في الخيارات الحقيقية التي سيواجهها مع الفلسطينيين".

ومع ذلك يعتقد روس أنه "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتسامح ــ ولا ينبغي لها أن تتردد في انتقاد ــ التصرفات الإسرائيلية التي تقوضإمكانية قيام دولة فلسطينية، مثل النشاط الاستيطاني العدواني الجديد في الضفة الغربية أو الهجمات التي يشنها المستوطنون المتطرفونعلى القرى الفلسطينية".

وقال إنه "يجب على إدارة بايدن أن توضح أن الولايات المتحدة ترى أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو مصلحة أساسية، مهما بداهذا الهدف مستحيلاً الآن"، لكنه يصر أيضا على أن الحاجة الماسة "لتحقيق التوازن الصحيح مع حليف لا يزال مهتزًا بشدة بسبب هجوم 7 أكتوبر".

وفي نهاية المطاف، يؤكد روس على إن "جعل المساعدة لإسرائيل مشروطة بسياسات معينة لن يؤدي إلى بناء النفوذ الأميركي أو تعزيزالمصالح الأميركية"، مشيرا إلى أن مكانة جو بايدن لدى الجمهور الإسرائيلي هي أقوى أصول الولايات المتحدة اليوم في تشكيل الأحداثفي غزة، وسوف تجبر أي رئيس وزراء إسرائيلي على دفع ثمن مقاومة أولويات إدارته".

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )