facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

النزوح شرقا.. آلاف السودانيين يواجهون المجهول

النزوح شرقا.. آلاف السودانيين يواجهون المجهول

القبة نيوز - بعد توتر الأوضاع في مدينة الحصاحيصا الواقعة بين ود مدني عاصمة ولاية الجزيرةوالعاصمة السودانية الخرطوم صباح الأربعاء، خرجت أسرة أحمد شريف من المدينة معالمئات من الأسر الأخرى لكن دون وجهة محددة، حيث يفتقد الفارون من القتال لبوصلة تحددوجهتهم في ظل انحسار خارطة المناطق الآمنة بسبب اتساع رقعة الحرب بشكل سريع فيمعظم أقاليم البلاد خصوصا المناطق الوسطى الشاسعة المساحة.


ويقول محمود، الابن الأكبر لأسرة شريف، لموقع سكاي نيوز عربية "قررنا استخدام مركب خشبي صغير لعبور نهر النيل الأزرق ومحاولةالاتجاه شرقا بحثا عن منطقة آمنة نحط فيها الرحال ولو بشكل مؤقت.. بعد معاناة شديدة ويومين من السفر استخدمنا خلالهما الدواب تارة،والشاحنات القديمة تارة أخرى، تمكنا من الوصول إلى تخوم مدينة القضارف، التي تبعد نحو 240 كيلومترا من ود مدني، لكن بمجردوصولنا تفاجأنا بسابقينا وهم يعدون العدة للذهاب إلى مكان آخر وسط شائعات عن قرب اندلاع معارك في المدينة التي ظلت حتى دخولالشهر التاسع بعيدة عن مناطق القتال".


ويضيف "يبدو أننا سنكون في حالة فرار دائم، لأن رقعة التوتر تتسع يوما بعد يوم، وبشكل سريع جدا".

ويعيش الملايين من السودانيين العالقين وسط كماشة القتال المستمر منذ منتصف أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع حالة من "التوهانفي ظل تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والصحية.

ووفقا لنازك ابنعوف، رئيسة منظمة أطباء السودان لحقوق الإنسان (مكتب الخرطوم فإن الخطر الحقيقي يكمن في أن معظم النازحينيعانون من مشاكل صحية، وبعضهم انقطعت عنه خدمات طبية منقذة للحياة مثل غسيل الكلى والعناية المكثفة لمرضى القلب، بعد خروج كاملمستشفيات المناطق الوسطى الرئيسية مثل ود مدني والحصاحيصا عن الخدمة تماما بسبب الأوضاع الأمنية السائدة حاليا.

 وتوضح ابنعوف لموقع سكاي نيوز عربية "يموت يوميا العشرات من المرضى بسبب فقدان الرعاية الصحية والمأوى الآمن".


وتشير المسؤولة الطبية إلى نفاد المخزون الدوائي في العديد من المناطق، مع انعدام الأمل في ظل سحب وكالات الأمم المتحدة لفرقهاوأنشطتها بسبب اتساع رقعة الحرب في ولاية الجزيرة التي كانت تشكل مركزا لوجستيا مهما للخدمات الإنسانية والصحية بعد إغلاقها فيالخرطوم منذ أكثر من 8 أشهر، وخروج نحو 95 في المئة من المستشفيات هناك عن الخدمة.

وتظهر صور، نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تكدسا كبيرا للفارين الجدد من وسط البلاد في العديد من مدن شرقالسودان مثل القضارف وكسلا التي تبعد نحو 500 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم.

وأدى اتساع القتال إلى تحول أكثر من 60 في المئة من مدن وولايات السودان إلى مناطق حرب، مما فاقم من الأوضاع الإنسانية بشكلكببر، وسط تقارير تشير إلى حاجة أكثر من 25 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة لمساعدات غذائية عاجلة.

ويعتبر الأطفال أكثر الفئات تضررا من القتال الحالي، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فقد أجبر تصاعد القتال في ولايةالجزيرة أكثر من 150 ألف طفل على ترك منازلهم خلال أسبوع واحد فقط.

ويعيش ما يقدر بنحو 5.9 مليون شخص في الولاية نصفهم تقريبا من الأطفال.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )