facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

كتاب ونقاد يستعيدون تجربة الأديب الراحل إلياس فركوح

كتاب ونقاد يستعيدون تجربة الأديب الراحل إلياس فركوح
القبة نيوز - استعاد كتاب ونقاد في ندوة استذكارية، مساء أمس الاثنين، في منتدى شومان الثقافي بعمان، عقدها مختبر السرديات الأردني بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان، تجربة الروائي الأردني الراحل إلياس فركوح، وهي تجربة سردية ثرية وفريدة وذات خصوصية في الشكل والمضمون.
وأشار رئيس مختبر السرديات الأردني الكاتب مفلح العدوان، الذي أدار الندوة، إلى أن هنالك جيلًا من الكتاب في الأردن احتضنهم إلياس ودار أزمنة، وكان بوابة دخولهم إلى عالم الأدب والنشر، منوها بأن إلياس فركوح ترك إنتاجا إبداعيا غزيرا لافتا، ولكن ليس على حساب النوع، فهو مجدد، مغامر في التجريب، يشق درب كتابته بحرص على الاختلاف والتنوع، شكلا ومضمونا، يحتفي بأناقة الشكل، ويحرص على جماليات الأدب، ويعتني باللغة وينحت فيها، ليقدم المغاير اللافت، وهو نشط في الصحافة الثقافية، يمتلك رؤية فكرية وسياسية خصبة.
وقال الدكتور الناقد الدكتور محمد عبيدالله، في ورقة قدمها بعنوان إلياس فركوح: الإقامة في أرض اليمبوس- صور من تقاطعات السرد والسيرة والهوية، "إن كتابة الأديب الراحل (فركوح) تقيّم في منطقة بينية وسطى، يمكن أن نصطلح على تسميتها بــ(أرض اليمبوس) أي بالتسمية التي اختارها فركوح عنوانا لروايته الثالثة، وهي تسمية مستوحاة من الثقافة المسيحية، بما يقرب من منطقة (الأعراف) وفق التصور الإسلامي"، مشيرا إلى أن كتابة فركوح تنطلق من ذلك الأصل وتتوسع به إلى حدود بعيدة، أي إنه امتد بهذه المنطقة ذات الأصل الاعتقادي البيني، وتعامل معها بوصفها استعارة وجودية تشمل حياته وتفكيره وأدبه، وتصلح أن تكون أوسع مدخل أو مفتاح يمكن أن يعيننا على قراءة مدوّنته الأدبية والثقافية الواسعة، بما فيها من ثراء رؤيوي وتنوع أسلوبي.
بدوره، قالت الباحثة الدكتورة هيفاء أبو النادي، إن إلياس فركوح عندما كان يكتب المقالة الفنية أو السياسية، فإنه يكتبها بلغة سردية أدبية نقدية، تتصف بالعمق والتركيز والتوثيق والموضوعية، فتصير في الوقت نفسه نصًّا أدبيًّا بامتياز، مبينة أنه يعرض فيها موضوعًا أو فكرة، أو يقدّم كتابًا أدبيًّا جديدًا كان قد قرأه، فيعرض موضوعه، ويُعرّف به وبصاحبه ويناقشه وينقده، آتيًا على ذكر ما فيه من حسنات وسيئات بطريقة نقدية بنَّاءة.
أما الناقد فخري صالح، فقال في ورقة بعنوان "لعبة تحليل المشاعر وتعدد الخيارات الأسلوبية عن إلياس فركوح وعالمه القصصي"، قرأها عنه العدوان، "يمثل إلياس فركوح (1948-2020) واحدًا من مجددي دم القصة والرواية العربيتين في العقود الأربعة الماضية، إذ استطاع أن يمنح الكتابة السردية تلك القدرة على وصف الأعماق، وتأمل الصراع الداخلي للشخصيات، بالانتقال من الوصف الخارجي للعالم إلى الغور عميقا فيما يعتمل داخل شخصياته.
بدوره، لفت الشاعر والمترجم وليد السويركي إلى أنه خلال 40 عاماً من الحضور الثقافي اللامع والمؤثر كانت الترجمة في صلب تجربة الراحل إلياس فركوح، مبينًا أن نشاط فركوح في الترجمة توزع على 3 محاور أساسية، الصحافة الثقافية، والترجمة (ترجمة الكتب) والنشر في تجربتي منارات وأزمنة.
ونوه إلى إسهامات الراحل في الصحافة المحلية والعربية على مدى عقود، كاتبا ومترجماً ومحررا (الأخبار، عمّان، أوراق، تايكي).
وتخلل الندوة كلمات مؤثرة من أهل وأصدقاء وزملاء الراحل إلياس فركوح، استذكروا فيها مواقفه الإنسانية وإسهاماته الأدبية على الساحة المحلية والعربية.
ورحل إلياس فركوح عن عالمنا في تموز عام 2020، على إثر نوبة قلبية حادة، تاركا إرثا إبداعيا كبيرا، أنجزه على مدى نصف قرن من العمل، تنوع بين الإبداع الأدبي السردي؛ قصة ورواية، والترجمة، والمقالة.
وفركوح حاصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت العربية، وقد عمل في الصحافة الثقافية قبل أن يؤسّس دار أزمنة للنشر، وخلال رحلته الإبداعية حصل على العديد من الجوائز، كجائزة أفضل مجموعة قصصية من رابطة الكتاب الأردنيين العام 1982 عن مجموعته "إحدى وعشرون طلقة للنبي"، وجائزة الدولة التشجيعية العام 1990 عن روايته "قامات الزبد"، وجائزة الدولة التقديرية العام 1997 في فرع الآداب، كما حاز على "جائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصّة القصيرة".
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )