facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

التجميل يدخل عالم «الميتافيرس»

التجميل يدخل عالم «الميتافيرس»

القبة نيوز- كرّست العلامات التجارية للتجميل، مؤخراً، جهودها للتكيف مع العالم الرقمي المعروف باسم «ميتافيرس»، وذلك عن طريق التجارب الافتراضية وشراء المنتجات بالعملات المشفرة وإنشاء الصور الرمزية (الأفاتار). وبالرغم من أن تلك الصناعة متجذرة على حد كبير في التجارب الحسية والعلاج الجسدي، يعتقد الخبراء أن ما تفتقره تلك المساحة على صعيد الحواس يمكن التعويض عنه بالإبداع وحرية التعبير.


وقد يبدو من الجنون محاولة تحويل صناعة تعتمد أساساً على اللمسة الشخصية وعلاجات الجسم لتناسب عالماً افتراضياً يفتقر إلى الاحساس والشم واللمس حرفياً، إلا أن هذا تحديداً ما كان يحدث بالفعل مع عدد من العلامات التجارية التي كانت تتعلم كيفية تأسيس نفسها في المجال الرقمي.

وأفاد تقرير لمجلة «هاربرز بازار» الأمريكية، أن كلاً من شركات «شارلوت تلبوري»، «لوتي لندن»، «واي إس إل»، «استي لودر» و«غوتشي» و«نارس» قد انخرطت بالكامل في هذا العالم الجديد، وأن شركة «لوريال» قدمت 17 طلباً لعلامات تجارية تتعلق بميتافيرس في فبراير من هذا العام، ترتبط برموز غير قابلة للاستبدال وعطور افتراضية ومستحضرات تجميل وتصميم لآفاتارات. كذلك، تقدمت المغنية ريانا أيضاً بطلب الحصول على علامة تجارية «فنتي» لعلامتها التجارية «سافاج إكس فنتي» ومستحضرات تجميل «فنتي».

وبناء على ذلك، يرى التقرير أن تلك العلامات ذات النطاقات الشاملة ستضع تحدياً أمام علامات تجارية شاملة أخرى للانضمام إليها في العالم الافتراضي، وأن ما يفتقره هذا العالم على صعيد اللمس، يمكن أن يجري التعويض عنه بالإبداع وحرية التعبير.

يقول دون رومان، نائب الرئيس الأول للتسويق الاستهلاكي العالمي وعبر الانترنت لمجلة «هاربرز بازار»: «عالم الميتافيرس لا حدود له أساساً، في الطريقة التي يعبر بها المرء عن نفسه، عبر أشياء مثل الصور الرمزية الخاصة به (الأفاتار)، وهذا سيفتح المزيد من إطلالات الجمال السريالية ومجالات جديدة تشمل الجميع والتعبير الذاتي المجرد».

إنه مكان يمكن أن تكون فيه أي شيء تريده، وأن تظهر بالإطلالة التي تريدها من دون تردد أو قيود يمكن أن تواجهها في الحياة الفعلية.

ويوافقه الرأي، فنان المكياج ومصمم الهوية، أليكس بوكس، الذي يقول: «بني الجمال على التسليع، فيما يدور اليوم حول التجارب الغامرة بدرجة أكبر والتعلم، عن طريق الإضافة إلى عنصر اللمس بدلاً من استبداله»، مشيراً الى أن التجربة ستصبح أكثر تعقيداً مع تطور التكنولوجيا والرؤى».

وحالياً، تمثل لاعبات الفيديو الإناث جمهوراً أكبر مما يعتقد. فقد أفاد تقرير صادر عن «وي أر سوشال» أن 80% من مستخدمي الانترنت الإناث اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 و44 عاماً يلعبن ألعاب الفيديو بينما اكتشف استطلاع آخر من «غلوبال وورلد اندكس» أنه في العام الماضي قام 53% من المعجبين بالتجميل بتحميل لعبة مجانية للعب.

لهذا لا يستغرب التقرير أن تتخذ العلامة التجارية «شارلوت تيلبوري» قراراً برعاية مهرجان «غيرل غيمر». وفي أبريل، أطلقت أول متجر افتراضي لها حيث يجري الترحيب بالضيوف من قبل صورة رمزية ثلاثية الأبعاد لشارلوت (بشكل أفاتار) ما ينشر الوعي بالعلامة بين اللاعبات. ووفقاً للتقرير، من أجل الدخول إلى عالم شارلوت لا يحتاج المرء إلى تسجيل للدخول لميتافيرس محدد، ويمكنه الوصول إلى بوابتها السحرية عبر متصفح الويب أو الهاتف المحمول. وما عليه سوى مسح رمز الاستجابة السريعة ضوئيا حتى تظهر أمامه بطريقة سحرية مع منتجات ثلاثية الأبعاد تطفو وتدور، وأبواب تفتح أمام دروس مع فنانين محترفين عالميين، وفرص «للتسوق مع الأصدقاء».

كذلك، كانت «غوتشي بيوتي» أول علامة تجارية تطلق نموذج تجميل تتيح للمستخدمين تجربة 29 من منتجات التجميل الافتراضية الخاصة بها، عبر تطبيق الأزياء الرقمي «درست»، وبعد فترة وجيزة، كشفت «نارس أند درست» النقاب عن حملة تجميل لمدة تسعة أيام حيث يمكن تخصيص الإطلالات على نماذج الأفاتار باستخدام 30 من منتجاتها، مع الإتاحة للمستهلكين حفظ المظهر والمنتجات على لوحات مخصصة.

وفيما يتعلق بميتافيرس محددة، يشير التقرير إلى وجود أكثر من ملعب رقمي واحد للاختيار بينها، على الرغم من أنه بالنسبة للتجميل، تبقى منصة «ديكنترالاند» المكان المفضل لتركيزه على الحرية والتعبير. وهو أيضاً المكان الذي يمكن للمستهلكين الحصول على رموز غير قابلة للاستبدال، وجمع شارات دليل على بروتوكول الحضور «بي أو ايه بي» يمكن ارتداؤها. وتستخدم الرموز في الأصل لعالم الفن وهي عبارة عن مقتنيات رقمية مستندة الى بلوك تشين (نظام لتسجيل المعلومات لا يمكن تغييره أو اختراقه)، وعبر تشكيلها قطعة فنية أصلية تدوم إلى الأبد ولا يمكن تكرارها، في حين أن شارات «بي أو ايه بي» تشبه تذكرة أو برنامجاً او قميصاً، تؤكد الحضور في حدث ما.

تفيد مديرة التسوق العالمي في «لوتي لندن»، نورا زوكوسكايت لـ«هاربرز بازار»: «أطلقنا أول رموز غير قابلة للاستبدال مع «سياتي لندن» وكانت الاستجابة ساحقة حيث بيعت في غضون 24 ساعة». وقد استضافت العلامة حدثاً في منطقة مدينة فيغاس في «ديكانترالاند» مع فنان الأظافر الشهير في لوس انجليس، تشون ليجند، حيث بدا المكان المثالي لمعاينة مجموعة «لوتي لندن» الجديدة والإعلان عن إعادة إدخال فئة الأظافر لأول مرة منذ ست سنوات، وفقاً للشركة.

وتوضح نورا: «في الحياة الواقعية نكون محدودين في موقع واحد ومنطقة زمنية واحدة ونبقى راكدين في موقعنا، ولكن هنا يمكننا عرض علامتنا التجارية ومنتجاتنا بطريقة جديدة وعلى جمهور كبير»، مضيفة: «لقد فتح ذلك أمامنا إمكانات هائلة، ونحن على وشك استضافة أول حفلة موسيقية على الإطلاق على ديكانترالاند، حيث سيكون مكان حصري مع ألف من شارات «بي او إيه بي» الفريدة من نوعها وتحسينات المكياج المتوهجة الأكثر مبيعاً من لوتي لندن».

كذلك، يشير التقرير إلى دخول شركة «استي لودر» ديكانترالاند مؤخراً، وكانت العلامة التجارية الحصرية التي تدخل في شراكة مع «ميتافيرس فاشون ويك» في مارس، حيث دعت المستخدمين للدخول إلى «ادفانسد نايت ريبير» أو«الزجاجة البنية الصغيرة»، وعند القيام بذلك كشفت عن شارات «بي أو إيه بي» ورمز غير قابل للاستبدال قابل للارتداء حصرياً ما أعطى الافاتار هالة مشعة ومتوهجة تدوم طالما يرغب المستخدم، وهو ما أتاح لها الاستفادة من جمهور جديد لا يعرف العلامة.

ويوضح رومان: «ليست خاصة بالعمر، بل تتعلق بالتفاعل مع مجتمعات المستهلكين الجدد والذين هم بالفعل منغمسون في ميتافيرس والمهتمون بالتواصل مع العلامات التجارية افتراضياً». وفي حين أن التركيبة السكانية الرئيسية في ميتافيرس هي من الجيل «زد» وجيل الألفية حالياً، يمكن لأي شخص بإمكانية الوصول إلى الانترنت المشاركة.

ينقل التقرير عن شركة التنبؤ باتجاهات السوق «دبيلو جي إس إن» توقعاتها أنه بحلول 2024 سيكون هناك شخصية تجميل جديدة للعلامات التجارية لاستهدافها باسم «بيوتي فيرسالز»، وأن الجمهور الذي يضع المنتجات الرقمية على قدم المساواة مع المادية سيفضل أيضاً التفاعل مع السفراء الافتراضيين أكثر من خبراء الحياة الواقعية.

وكانت شركة «ديرمالوجيكا» تختبر ذلك حيث قامت بإنشاء أول سفير رقمي لديها، ناتاليا، والذي يقوم بتدريب المعالجين على العلاجات والمنتجات والبروتوكولات الجديدة. وعبر فتح بعد جديد كلياً، يمكن أن يظهر الافاتار لديها شيخوخة الجلد.

تقول المديرة العالمية في «ويندمان ثومبسون انتليجنس» ايما تشيو، لـ«هاربر بازار»: «نقاط الاتصال الرقمية ليست بأي حال من الأحوال بديلاً للأنشطة الشخصية، لكن ميتافيرس يقدم تجربة أخرى أكثر تعقيداً. وهناك أوقات يكون فيها من المنطقي الانغماس في «ميتافيرس» وأوقات للتحول إلى أنشطة العالم الحقيقي. أما الواقع كما نعرفه فسيتغير، وفيما سيكون عبارة عن تكيف للأجيال الأكبر سناً، بالنسبة إلى أولئك الذين ولدوا اليوم، فان المستقبل مستقبلهم».

ومع منح العلامات التجارية فرصة لإضافة طبقة من الـ«الخدمة العميقة» إلى عروضها والمستهلكين وطريقة جديدة للتجربة والاستمتاع واللعب بمنتجات التجميل، يتوقع التقرير أن تبدأ المزيد من العلامات التجارية في فتح أبوابها أمام المتاجر الافتراضية والدفع لاستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال من الآن فصاعداً.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير