facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

جبل أحد .. عامل جذب لاستحضار التاريخ الإسلامي

جبل أحد .. عامل جذب لاستحضار التاريخ الإسلامي

القبة نيوز- يعد جبل أحد من المعالم التاريخية الإسلامية في المدينة المنورة، الذي تعد ساحاته الجنوبية ثبات وبطولة وتضحيات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، كما شهدت أرضه المباركة ما أصابهم من القرح وذلك في إحدى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد.


يقع جبل أحد شمال المدينة المنورة على بعد حوالي 4 كم من الحرم النبوي الشريف؛ ويبلغ أقصى ارتفاع لجبل أحد عن سطح البحر حوالي 1077 متراً؛ ويعدّ من أشهر وأبرز الجبال في الجزيرة العربية، وأحد المعالم الجغرافية والتاريخية بالمدينة، وعامل جذب لاستحضار التاريخ والبطولات الإسلامية؛ لزوار مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.

ويُعد أحد من الجبال المحبب زيارتها لأهالي المدينة المنورة وزائريها، وروى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحد جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه) .

ويتميز جبل أحد بصخوره النارية البركانية وآثاره التاريخية كالأودية والشعاب والقلاع والنحوت الصخرية، والعديد من الآثار التاريخية والتي تعود إلى قرون طويلة لتصبح عامل جذب لزوار طيبة الطيبة.

وأكد الباحث في معالم وتاريخ المدينة المنورة تنيضب الفايدي، على أهمية الجبل التاريخية من خلال تكرار اسمه في عدة أحاديث نبوية فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أثبتْ أحد فإنـما عليك نبي وصديق وشهيدان).

جبل يتوحد عن غيره

وأضاف أن سبب تسميته جبل أحد بهذا الاسم يعود لتوحده عن الجبال وانقطاعه عنها، وشهدت ساحاته الجنوبية ثبات وبطولة وتضحيات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما شهدت أرضه المباركة ما أصابهم من القرح وذلك في إحدى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد.

وبيّن الفايدي أن قمة جبل أحد يوجد بها بعض المباني القديمة، فعندما تكون على إحدى القمم ترى المدينة المنورة أكثر وضوحاً من جميع جهاتـها.

وقيل في تسميته أحد نسبة إلى رجل من العمالقة كان يسمى أحد أقام بجواره فسمي الجبل باسمه، وتشير كتب التاريخ الإسلامي إلى أن العمالقة هم أقدم الأمم التي سكنت المدينة (يثرب آنذاك) ومنطقة العيون الخصبة بمياهه بالتحديد فهم أول من زرع وحفر وبنى الآطام في المدينة المنورة، وهم من نسل بني عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام.

قبور 70 صحابيًا

وتوجد في الجبل قبور 70 صحابيًا استشهدوا في معركة أحد، وفي مقدمتهم حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وعبدالله بن جحش، وحنظلة بن أبي عامر (حنظلة الغسيل)، وعبد الله بن جبير، وعمرو بن الجموح، وعبد الله بن حرام - رضي الله عنهم-، وكان استشهادهم في شوال سنة ثلاث من الهجرة.

ويضم جبل أحد غارًا يسمي غار أحد ويقع في فم الشُعب وهو فتحة بين طرفي جبل في هذه المنطقة يتكون من التفاف الجبل، ويصبح شبه حوض يضيق فيه السهل جدا، شمال المسجد الذي استراح مكانه الرسول (بعد انتهاء معركة أحد والذي قيل إنه صلى فيه الظهر والعصر، وأقيم الآن مكانه مسجد يصلي فيه الزائرون، ويبعد الغار عن المسجد المذكور (100م) وعن جبل الرماة شمالاً (1000م).

كما يضم جبل الرماة، وهو عبارة عن كومة صخرية كبيرة اعتلاها الرماة في غزوة أحد بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، (ليحموا ظهير الجيش ويمنعوا تسلل المشركين من خلفه، في حين يقف زوار سيد الشهداء خلال هذه الأيام من شهر رمضان المبارك على قمة هذا الجبل، ليشاهدوا ساحة معركة أحد، ويستشعروا خطى ومواقع درجت فيها أقدام أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

لوز النبي

ويحتوي الجبل على تجويفات طبيعية تسمى (المهاريس)، وتحتفظ هذه المهاريس بمياه الأمطار أغلب السنة، فيما تنتشر على هضبة الجبل ومن حوله أشجار ونباتات كثيرة مثل (لوز النبي) وهي نبتة صغيرة ذات أوراق عريضة ويسميها العرب (مصفوفة الأوراق)، وفيه أيضا نبات الحميض الذي يتميز بمذاقه اللاذع وبخاصة أوراقه ذات اللون الزهري، ومن نباتاته أيضا العوسج والسمر والسلم والسدر بالإضافة إلى الحنظل وشوكة الإبل.

وقال مدير إدارة المسح الجيولوجي بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية وديع قشقري إن الصخور المكونة لجبل أحد تتبع زمن ما قبل الكامبري (800-690 مليون سنة مضت) وهي من نوع الصخور النارية البركانية الحامضية إلى المتوسطة ذات النسيج دقيق التبلور مع مصاحبات من صخور بركانية فتاتية متنوعة.

وأشار قشقري إلى أن هذا النوع من الصخور يمتاز بقلة تشوهه وصلابته العالية، كما أن الجزء الأكبر من جيولوجية جبل أحد تتكوّن من صخور الريولايت ذات اللون الأحمر الوردي، والداسيت ذات اللون الرمادي الفاتح، إلى جانب صخور المقذوفات البركانية المتصلدة من البريشيا والرماد البركاني المتصلد.

واس

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير