احياء أحد بيوت اللويبدة وتحويله لكوكب من الفنون
القبة نيوز- جبل اللويبدة أحد أوائل المناطق الحاضنة لذاكرة عمان العمرانية والتاريخية والسياسية
والثقافية.
حيث تمتاز بيوته بالبناء الحجري الفخم متناغما مع جبال عمان وتأسرنا حدائقه
المنزلية بأشجار الحمضيات والياسمين وبسبب هذا الجمال وتلك الروحانية عشقه العديد من
اهل عمان وأصبح جبل اللويبدة مركزا للثقافة والفن وأطلقت أسماء الادباء الأردنيين والعرب
على شوارعه واتخذ الفنانين والادباء والرسامين بيوته مسكنا لهم وأماكن ينشرون الفن من
خلالها.
مرح المومني وفارس المساعيد كغيرهم من الفنانين الاردنيين العمانيين اولعوا بهذا الجمال
وتلك الرومانسية والهدوء في هذه المنطقة وارتأوا ان هذا المكان هو الأنسب لمشروعهما الذي
سينطلقان به وسط ذاكرة الياسمين في جبل اللويبدة بأحياء أحد البيوت القديمة فيه وتحويله
لمكانا مميزا لأعمالهم الفنية والابداعية حيث مرح الرسامة الموهوبة هي المهندسة المعمارية
العاشقة للمباني التراثية وبيوت عمان وفارس ذلك المصور المحترف المبدع بأفكاره وجنونه
وهوسه بإخراج كل ما هو جميل بطريقة معاصرة وغير ما لوفه .
وبعد الدراسة والبحث في المنطقة وقع الاختيار على بيت السعودي في شارع كلية الشريعة
ورغم تجاوزه الستين عاما من التشييد الا انه بحالة جيدة ويمتاز بجماله الداخلي واتساع
مساحته وجمال بلاطه القديم واباجوراته الحديدية وابوابه المنزلقة الواسعة وبلكوناته المطلة
والجميلة.
وبدأ الفنانان العمل بكل شغف وفن لمدة أربعين يوما مواصلين الليل بالنهار وبدعم من
اصدقائهم ومعارفهم الشباب الى ان رأى المشروع النور ب 20/5/2022 وسط ضجة إعلامية
من الشياب والصبايا المهتمين بهذه الاعمال.
وهكذا تحول البيت القديم الواسع البارد الى تحفة فنية رائعة جمعت بداخله فترات زمنية وفنية
مختلفة بين الاصالة والحداثة. والزائر للمكان والذي أطلق عليه اسم الكوكب
Studios Planet The ينبهر من جمال المكان ودفئه وحميميته والاحساس بذاكرة المكان
والحنين لبيوت الأجداد ففي البلكونة المزججة الممتلئة بالنباتات والفرش الخشبي
المصنوع يدويا ومزينا بقطع النحاس والأنتيكات يمكن للزائر الجلوس والقراءة وشرب
الشاي والقهوة التي يحضرها بنفسه مما يعطيه الإحساس بانه ببيت الجدود في اللويبدة.
وإذا انتقل الزائر للصالة ينبهر بجمال الألوان ولوحات مرح المعروضة للبيع وفي حين
قرر مواصلة اكتشاف كوكب الفن من خلال الأبواب الخشبية الواسعة ينتقل الى استديو
التصوير الحديث وصالة الرسم والتي رسم على سقفها لوحة بغاية الجمال تعيدنا الى
الفن الكلاسيكي ويتابع الزائر رحلته بممرات وصالات تزينها ابداعات فارس
الفتوغرافية واكتشاف المزيد والمزيد من أماكن الفنون والاشغال اليدوية وكل زاوية
هناك تروي حكايتها وتنفرد بشخصيتها وزمنها وطريقة إخراجها.
مثل هذه الاعمال الفنية الضخمة وحجم المواهب والمجهود الذي وضعت فيه. نتمنى
من الدولة الأردنية ووزارة الثقافة والشباب ووزارة السياحة رعايته وتسويقه داخليا
وخارجيا في زمن يوصف بتجاهله للثقافة والفنون في خضم الانشغال بالحروب
والأزمات الاقتصادية.
مشروع مرح وفارس يجب ابراز دوره الثقافي والفني ومساعدتهما لإكمال أهدافهم
بدعم اصدقائهم من الفنانين الشباب بعرض وبيع أعمالهم الفنية والتسويق لها وتعليم
المبتدئين منهم الرسم والتصوير والفنون الإبداعية.