يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) 

                     صدق الله العلي العظيم

القبة نيوز- لا يكاد يوم يمر من دون خبر مفجع ينقلنا إلى حالة من الحزن على فراق إنسان أحببناه سويا ولي معه ذكريات وهموم وآمال وتطلعات .

بهذا اليوم لم أدرك أنه، سيحمل لي ولمن يعرفه صدمه قوية نبأ وفاتك أيها الغالي الذي كنت انتظر فرصة مناسبة لزيارتك ، هذا النبأ للان أعاني منه ، حيث أنني لم استطع الاتصال بابنه طلال لتقديم واجب العزاء . 

رحل مسرعا رجل الأمن العصامي المكتوب على جبينه (الشهامة والاستقامة والمحبة وكرم الضيافة ) . 

رحل سريعا كعادة رجال الأمن العام الذين يمضون يومهم في الميدان من اجل خدمة الوطن والمواطنين . ويسهرون على حماية الوطن والمواطنين .

الأخ العميد المتقاعد المغفور له بإذن الله 

( عبد الرحمن الدلاهمه ) أبو طلال  

أسرع بالرحيل من دون يودعنا وجها لوجه سوى بعض الكلمات وكانت آخرها صباح الورد آخي أبو أسامة  في 29 تشرين الثاني في الساعة 8:34 دقيقة .  

واذكر كذلك ما قلته عني (( أخي أبو أسامه اشكر كلماتك الرائعة والنابهة من نفس نقيه طاهرة تنظر للجميع بمحبه واحترام لم تلوثها المصالح والغايات ...

افتخر بامتداد صداقتنا لأنها بنيت على الثقة والمحبة.. واعدك بأنها ستبقى مادام في العمر بقيه....أشكرك رجعتني على الفيس...الله يسامحك )).

ومما قلته في مصابنا الجلل .

(( رجل امن عام ، شخصية عسكرية أمنية اجتماعية بامتياز. خدم في جهاز الأمن العام بكل جدارة وإتقان وإخلاص ووفاء . عرفته عندما كان مديرا للشرطة السياحية حيث أجريت معه تحقيقا صحافيا لصالح جريدة ( العرب اليوم ) . لم يرغب أن اجري معه الحوار إلا بعد أن يرسلني إلى المرافق التي تتواجد فيها الشرطة السياحية ومن بعد ذلك نبدأ السير في وضع النقاط على الحروف في كل ما يتعلق في مهام وواجبات الشرطة السياحية ، وما يتطلع له السائح والمستثمر بتلك المرافق السياحية . 

كلف يومها النقيب محمد العمري من العلاقات العامة في الشرطة السياحية . وكانت أولى المحطات التي زرتها (البتراء ) . وهناك التقيت بمعالي الأخ شحاده أبو هديب . كان يومها مدير لإقليم البتراء .

وفي اليوم الثاني توجهنا إلى جرش . وفي اليوم الثالث إلى المغطس والبحر الميت . بمعنى استعمل معي الأسلوب الشرطي وهي تعريف الموقوفين والمساجين بأماكن الإصلاحيات . ولكنه عرفني على الأماكن السياحية في الأردن . 

الباش عبدا لرحمن الدلاهمة من يومها استمرت علاقتنا المبنية على الاحترام المتبادل لم نتعامل هو ضابط كبير وأنا صحفي مشاكس . وإنما كانت علاقتنا ، هي علاقة رجال أوفياء ليست مبنية على مصالح تنتهي بانتهاء المصلحة . 

أخشى ( صفنته ) وهو ينظر لي وهو أسلوب بوليسي . وأحب فيه صوته الجهوري وضحكته المجلجلة . لا تمل الجلوس معه ، شخص مثقف ولدية رؤيا خاصة به . اعتمد على نفسه بعد تقاعده من جهاز الأمن العام . 

مكتبة ملتقى لكل الخيرين من أبناء الأردن والعرب . وعلى تواصل مع زملائه المتقاعدين والعاملين في جهاز الأمن العام .

أتمنى لأخي العميد المتقاعد عبد الرحمن الدلاهمة أبو طلال دوما الإطلالة المشرقة الوضاءة وموفور الصحة والعافية والسعادة مع أسرة الكريمة والغوالي علية .

عزائي للحبيب طلال وإخوانه وأعمامه وأسرهم ولكافه عشيرة الدلاهمه الاكارم 

عظم الله أجركم ، واللهم اغفـر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيـرا من أهله وقه فتنة القبر وعذاب النار.

                إنا لله وإنا إليه راجعون.