كاتب مصري يتغزل بشوارع عمان ونظافتها وينتقد أسعارها "الجنونية"
القبة نيوز- كتب رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية، وعضو مجلس الشيوخ المصري، الكاتب المعروف عماد الدين حسين، مقالاً في وصف عمّان.
وأثنى الكاتب، الذي زار الأردن لمدة ثلاثة أيام مشاركا في مؤتمر "إعلاميون ضد الكراهية"، على جماليات النمط العمراني والنظافة والتنظيم الحضري في العاصمة عمان.
وأعرب عن تقديره، في المقال الذي حمل عنوان "جولة في شوارع عمان" للأردن والأردنيين الذين وصفهم "بأهلها الطيبون المحبون لمصر والمصريين بصورة واضحة".
وتالياً نص المقال:
جولة فى شوارع عَمَّان
سليمان جودة (الشروق)
قضيت فى العاصمة الأردنية عَمَّان أقل من ٧٢ ساعة، من مساء الأحد إلى عصر الأربعاء الماضى، لحضور مؤتمر «إعلاميون ضد الكراهية»، الذى نظمه مجلس علماء المسلمين.
ورغم قصر المدة، فقد أتيح لى أن أتجول فى بعض شوارع العاصمة.
الإجراءات فى مطار الملكة علياء الدولي، كانت سهلة جدا، وخرجنا بعد أقل من ربع ساعة من الوصول.
في المسافة من المطار للفندق، كان المرور نموذجيا والزحام لم يكن كبيرا، رغم أن الوقت كان فى حدود الساعة الخامسة مساء.
وعقب نهاية جلسات المؤتمر، تجولت في بعض الشوارع، في المسافة الواقعة بين الدوار الخامس والدوار السابع، في منطقة زهران بحي أم أذينة الشرقي، خصوصا شارع الملك فيصل بن عبدالعزيز والشوارع المتفرعة منه.
الملاحظة الأولية أن غالبية المباني مطلية باللون الأبيض الجيرى أو البيج الأقرب إلى الرخام. العاصمة عمان تقع على تلال مختلفة، ولذلك تجد البيوت متدرجة، وحينما تسقط الأمطار، فهى لا تتسبب في غرق الشوارع، لوجود شبكة تصريف جيدة.
السيارات تلتزم بالسير فى الحارات المخصصة لها، وكذلك بالسرعة المقررة في هذا الشارع الرئيسي، وهي ١٠٠ كيلومتر للسيارات الملاكي و٩٠ كيلو لغيرها.
لم أرَ فى الشارع سيارات نقل ضخمة، والغريب أنني لم ألحظ أي ميكروباصات لمدة ساعة هي المسافة التى سرتها، وبالطبع كنت أسأل نفسي طوال الجولة: يا ترى هل سأرى تكاتك؟ والحمد لله لم أجدها!!!
الرصيف معقول ويسمح بسير المشاة حتى في الشوارع الجانبية، وهناك أشجار كثيرة في الشوارع، رغم أن معظم أراضي الأردن رملية صحراوية.
والملفت للنظر أيضا أن المحلات التجارية وغيرها لا تعتدي على حرم الرصيف، ولا تتجاوزه، أو تعرض بضاعتها على الرصيف أو تتعامل معه، وكأنه جزء ملحق بالمحل، أو «تبلطه» على مزاجها.
ونفس الأمر فيما يتعلق بالأكشاك، حيث تلتزم بالقانون، لا تجد كشكا يعتدي على الشارع، بل هو ملتزم بالقانون الذي يجعله في نفس المساحة المخصصة للمحلات.
يشهد الله أننى طوال الجولة لم أجد أي قمامة في الشوارع. هي شديدة النظافة وصناديق القمامة موجودة، ولا يمكن أن تجدها ممتلئة وتفيض، ومن الواضح أنه يتم التخلص منها أولا بأول نهاية الليل.
السيارات تركن في الأماكن المخصصة لها وليس كما يعن لها. وقالت لي سيدة مصرية إنها فشلت في إيقاف تاكسي، لأكثر من نصف ساعة، ولم تكن تدرك أن سائقي التاكسي ممنوع عليهم الوقوف إلا في الأماكن المخصصة لهم، وليس في أي مكان سواء في وسط الشارع أو مطلع الكوبري أو حتى عكس الاتجاه!!
شاهدت أكثر من قطعة أرض فضاء في الشارع، وجميعها مسورة بسلك شائك سميك، حتى لا تتحول إلى مقلب للقمامة، أو ساحة لانتظار السيارات. على كل قطعة هناك لافتة ضخمة تكشف عن بياناتها الرئيسية، وتقول إحداها مثلا: «قطعة أرض تراخيص بناء أبراج مساحتها ٣ دونم، مدفوعة العوائد، لبناء ١٦ ألف متر بارتفاع ٢٨ طابقا». وهذه الطريقة تقطع الطريق إلى حد كبير على المحتالين والنصابين.
حينما كنت أسير فى الشارع، سمعت أذان المغرب، فدخلت أحد المساجد في شارع جانبي. الوضوء مسموح به ومكانه في الدور الأسفل، ونظيف جدا.
والالتزام بقواعد التباعد بين المصلين مطبق بقوة، لكن نصف عدد المصلين فقط كان يرتدى الكمامة، ومعظمهم معه سجادة صلاة خاصة به، رغم أن سجاد المسجد فاخر وشديد النظافة.
في اليوم التالي زرت معرض عمان الدولي للكتاب. الدخول غير مسموح به إلا لمن يحمل شهادة تثبت تلقيه تطعيم كورونا أو PCR حديث، يقول إنه ليس مصابا بكورونا، وداخل المعرض كان النظام واضحا، والإقبال متوسطا.
الملاحظة السلبية الأساسية هي ارتفاع الأسعار بصورة واضحة، مقارنة طبعا بالأسعار الموجودة في مصر.
وجبة الطعام التي قد تكلفك في أحد المطاعم المصرية مائة جنيه، يمكن أن تصل إلى ٥٠٠ جنيه في الأردن، أما علبة الحلويات المتوسطة فإن سعرها يصل إلى ٦٠٠ جنيه مقارنة بـ٢٠٠ جنيها في مصر مثلا، كما أن أسعار الملابس مرتفعة بشكل جنوني، وأحد الأصدقاء فكر في شراء حقيبة سفر متوسطة، وفوجئ بأن سعرها ٩٥٠ دولارا، في حين أن سعر حقيبة الظهر بـ٤٥٠ دولارا.
انتهت جولتي، ووقعت في غرام شوارع عَمَّان ونظافتها وهدوئها، والأهم أهلها الطيبون المحبون لمصر والمصريين بصورة واضحة.
وأثنى الكاتب، الذي زار الأردن لمدة ثلاثة أيام مشاركا في مؤتمر "إعلاميون ضد الكراهية"، على جماليات النمط العمراني والنظافة والتنظيم الحضري في العاصمة عمان.
وأعرب عن تقديره، في المقال الذي حمل عنوان "جولة في شوارع عمان" للأردن والأردنيين الذين وصفهم "بأهلها الطيبون المحبون لمصر والمصريين بصورة واضحة".
وتالياً نص المقال:
جولة فى شوارع عَمَّان
سليمان جودة (الشروق)
قضيت فى العاصمة الأردنية عَمَّان أقل من ٧٢ ساعة، من مساء الأحد إلى عصر الأربعاء الماضى، لحضور مؤتمر «إعلاميون ضد الكراهية»، الذى نظمه مجلس علماء المسلمين.
ورغم قصر المدة، فقد أتيح لى أن أتجول فى بعض شوارع العاصمة.
الإجراءات فى مطار الملكة علياء الدولي، كانت سهلة جدا، وخرجنا بعد أقل من ربع ساعة من الوصول.
في المسافة من المطار للفندق، كان المرور نموذجيا والزحام لم يكن كبيرا، رغم أن الوقت كان فى حدود الساعة الخامسة مساء.
وعقب نهاية جلسات المؤتمر، تجولت في بعض الشوارع، في المسافة الواقعة بين الدوار الخامس والدوار السابع، في منطقة زهران بحي أم أذينة الشرقي، خصوصا شارع الملك فيصل بن عبدالعزيز والشوارع المتفرعة منه.
الملاحظة الأولية أن غالبية المباني مطلية باللون الأبيض الجيرى أو البيج الأقرب إلى الرخام. العاصمة عمان تقع على تلال مختلفة، ولذلك تجد البيوت متدرجة، وحينما تسقط الأمطار، فهى لا تتسبب في غرق الشوارع، لوجود شبكة تصريف جيدة.
السيارات تلتزم بالسير فى الحارات المخصصة لها، وكذلك بالسرعة المقررة في هذا الشارع الرئيسي، وهي ١٠٠ كيلومتر للسيارات الملاكي و٩٠ كيلو لغيرها.
لم أرَ فى الشارع سيارات نقل ضخمة، والغريب أنني لم ألحظ أي ميكروباصات لمدة ساعة هي المسافة التى سرتها، وبالطبع كنت أسأل نفسي طوال الجولة: يا ترى هل سأرى تكاتك؟ والحمد لله لم أجدها!!!
الرصيف معقول ويسمح بسير المشاة حتى في الشوارع الجانبية، وهناك أشجار كثيرة في الشوارع، رغم أن معظم أراضي الأردن رملية صحراوية.
والملفت للنظر أيضا أن المحلات التجارية وغيرها لا تعتدي على حرم الرصيف، ولا تتجاوزه، أو تعرض بضاعتها على الرصيف أو تتعامل معه، وكأنه جزء ملحق بالمحل، أو «تبلطه» على مزاجها.
ونفس الأمر فيما يتعلق بالأكشاك، حيث تلتزم بالقانون، لا تجد كشكا يعتدي على الشارع، بل هو ملتزم بالقانون الذي يجعله في نفس المساحة المخصصة للمحلات.
يشهد الله أننى طوال الجولة لم أجد أي قمامة في الشوارع. هي شديدة النظافة وصناديق القمامة موجودة، ولا يمكن أن تجدها ممتلئة وتفيض، ومن الواضح أنه يتم التخلص منها أولا بأول نهاية الليل.
السيارات تركن في الأماكن المخصصة لها وليس كما يعن لها. وقالت لي سيدة مصرية إنها فشلت في إيقاف تاكسي، لأكثر من نصف ساعة، ولم تكن تدرك أن سائقي التاكسي ممنوع عليهم الوقوف إلا في الأماكن المخصصة لهم، وليس في أي مكان سواء في وسط الشارع أو مطلع الكوبري أو حتى عكس الاتجاه!!
شاهدت أكثر من قطعة أرض فضاء في الشارع، وجميعها مسورة بسلك شائك سميك، حتى لا تتحول إلى مقلب للقمامة، أو ساحة لانتظار السيارات. على كل قطعة هناك لافتة ضخمة تكشف عن بياناتها الرئيسية، وتقول إحداها مثلا: «قطعة أرض تراخيص بناء أبراج مساحتها ٣ دونم، مدفوعة العوائد، لبناء ١٦ ألف متر بارتفاع ٢٨ طابقا». وهذه الطريقة تقطع الطريق إلى حد كبير على المحتالين والنصابين.
حينما كنت أسير فى الشارع، سمعت أذان المغرب، فدخلت أحد المساجد في شارع جانبي. الوضوء مسموح به ومكانه في الدور الأسفل، ونظيف جدا.
والالتزام بقواعد التباعد بين المصلين مطبق بقوة، لكن نصف عدد المصلين فقط كان يرتدى الكمامة، ومعظمهم معه سجادة صلاة خاصة به، رغم أن سجاد المسجد فاخر وشديد النظافة.
في اليوم التالي زرت معرض عمان الدولي للكتاب. الدخول غير مسموح به إلا لمن يحمل شهادة تثبت تلقيه تطعيم كورونا أو PCR حديث، يقول إنه ليس مصابا بكورونا، وداخل المعرض كان النظام واضحا، والإقبال متوسطا.
الملاحظة السلبية الأساسية هي ارتفاع الأسعار بصورة واضحة، مقارنة طبعا بالأسعار الموجودة في مصر.
وجبة الطعام التي قد تكلفك في أحد المطاعم المصرية مائة جنيه، يمكن أن تصل إلى ٥٠٠ جنيه في الأردن، أما علبة الحلويات المتوسطة فإن سعرها يصل إلى ٦٠٠ جنيه مقارنة بـ٢٠٠ جنيها في مصر مثلا، كما أن أسعار الملابس مرتفعة بشكل جنوني، وأحد الأصدقاء فكر في شراء حقيبة سفر متوسطة، وفوجئ بأن سعرها ٩٥٠ دولارا، في حين أن سعر حقيبة الظهر بـ٤٥٠ دولارا.
انتهت جولتي، ووقعت في غرام شوارع عَمَّان ونظافتها وهدوئها، والأهم أهلها الطيبون المحبون لمصر والمصريين بصورة واضحة.