القبة نيوز- نظم منتدى وزارة الأوقاف للحوار الفكري امس الأربعاء، حوارية بعنوان هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام والابعاد الاستراتيجية لها في مواجهة التحديات والتخطيط لها.

وجاءت الحوارية التي ادارها، مدير الدراسات والبحوث والتوثيق في الوزارة محمد العايدي، ضمن سلسلة ندوات تعكف الوزارة على إعدادها لتعالج عددا من القضايا الدينية والمجتمعية والفكرية المعاصرة، بهدف نشر المعرفة، والانفتاح على قضايا الفكر المعاصر.
وقال المفتي محمد امين غالية، إن الهجرة النبوية المشرفة لم تكن حدثا عاديا لأنها غيرت مجرى التاريخ فكانت أهم نقطة تحول في تاريخ الإسلام نحو بناء الدولة، فما إن حل النبي بالمدينة المنورة المشرفة حتى بدأ بتأسيس الدولة وإقامة أركانها، بدءًا بالمسجد الذي كان بمثابة منارة جامعة للعبادة والعلم والتربية معًا، مرورا بإنشاء سوق بالمدينة، في إشارة بارزة إلى أهمية الاقتصاد في بناء الدول.
واضاف، ان الهجرة النبوية الشريفة حدث مهم؛ تاريخيا واستراتيجيا في بناء الدولة الاسلامية لتكون دولة لأمة قدوة لكل البشرية، فالمسلمون التقوا من شتى الامم والاعراق، مع المسيحي واليهودي على دستور واحد في دولة المدينة، وتعاهد الجميع على صيانته وحمايته، حيث أكدت نصوص هذا الدستور ان العلاقة بين المواطنين قائمة على الحقوق والواجبات يحتكمون فيها الى دولة القانون والمؤسسات وان افرادها بمجموعهم مهما اختلفت دياناتهم وأعراقهم وألوانهم امة واحدة.
وقال، إن وثيقة المدينة جمعت على أمن واستقرار الأمة، وبناء حضارة الأمة الاسلامية، ويجب علينا اليوم أن نغتنم تلك الأسس لبناء الحضارة ونعود لهجرة جديدة تقوم على الطاعة والالتفاف حول قيادتنا الهاشمية وتأليف القلوب وتعزيز المحبة بين أبناء المجتمع، وتفعيل دور المسجد في حياتنا وهذا ما تعمل عليه وزارة الأوقاف من خلال الفكر الذي يبني الأمة لا يهدمها.
من جهته قال الشيخ نور الدين الدرادكة، ان ذكرى الهجرة النبوية الشريفة تعتبر محطة فارقة في تاريخ الأمة وصناعة هويتها وبناء حضارتها، مشيرا إلى أن الأمة الاسلامية وجدت لإخراج الناس من الظلمات إلى النور بقيادة الرسول عليه الصلاة و السلام حيث وحدت الدولة الاسلامية العرب تحت لواء الاسلام و لم شمل الناس وتوحيد كلمتهم بعد ان كانوا قبائل ومجموعات ممزقة تقوم على القتل، موضحا أن أول ما قام به عليه السلام بعد الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة المؤاخاة بين المهاجرين والانصار.
وأضاف، ان ما حدث في المدينة المنورة هو دمج جميع المسلمين مع بعضهم ونشر الامن الذي يدمج جميع اطياف المجتمع بكل اطيافه والعيش بشكل آمن مهما كانت ديانة الناس في المدينة وهي اهم اسس بناء الدولة التي استقرت وانتشرت بعد ذلك.
--(بترا)