إنفست: توقعات الطلب تواصل تعزيزها لسوق النفط
القبة نيوز- استمرت أسعار النفط بالارتفاع تدريجيا باتجاه مستوى 67 دولارا أمريكيا للبرميل بعد أن لامست أعلى مستوياتها المسجلة في 9 أسابيع على خلفية توقعات ارتفاع الطلب على المدى القريب بفضل التعافي الاقتصادي من تداعيات الجائحة وتوسع طرح برامج اللقاحات.
وبحسب تقرير كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية في نيسان 2021، فقد ساهمت عوامل أخرى في دعم الأسعار من ضمنها نقص البنزين في الولايات المتحدة، وانخفاض صادرات الخام الأمريكي، وصدور بيانات واعدة من الصين فيما يتعلق بالطلب على النفط، والارتفاع العام الذي تشهده أسعار السلع الأساسية يضاف الى ذلك خفض الانتاج الطوعي لمنتجي أوبك وحلفائها.
واشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة شهدت ارتفاعاً في الطلب المحلي على النفط الخام، ما أدى إلى انخفاض الصادرات إلى حوالي 1.8 مليون برميل يومياً، والذي يعد أدنى المستويات المسجلة منذ تشرين اول 2018، وفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كما ان المعنويات ما زالت متفائلة في الصين فيما يتعلق بآفاق النمو الاقتصادي، إذ ارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 9.8 بالمئة على أساس سنوي في نيسان 2021، وكشفت البيانات الشهرية زيادة الطلب على النفط بنسبة 9.7 بالمئة على أساس سنوي إلى 12.96 مليون برميل يومياً في نيسان 2021، بينما ارتفع الطلب منذ بداية العام 2021 حتى الآن بنسبة 16.26 بالمئة، وفقاً لوكالة بلومبرج.
وأظهرت تقديرات الطلب على النفط الصادرة اخيرا من الأوبك ووكالة الطاقة الدولية، اتجاهاً واعداً بنهاية العام الحالي، إلا ان وكالة الطاقة الدولية خفضت توقعات الطلب للعام 2021 بمقدار 0.27 مليون برميل يومياً إلى 5.4 مليون برميل يومياً. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز الطلب الإمدادات خلال الفترة المتبقية من العام حتى بعد الاخذ في الاعتبار عودة الانتاج الإيراني بمستويات أكثر ارتفاعاً، وأن يتراجع المخزون التجاري في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 1.7 مليون برميل يومياً عن متوسط الخمس سنوات.
ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، من المتوقع أن يصل متوسط إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى 11.02 مليون برميل يومياً في العام 2021 مقابل 11.04 مليون برميل يومياً وفقاً للتوقعات السابقة.
وترى أوبك أن تقليص النفقات الرأسمالية سيكون السبب الرئيسي لتراجع الإنتاج، في حين أن التحوط بأسعار منخفضة لا يوفر حافزاً كافياً للمنتجين لزيادة الإنتاج، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
وتابع التقرير: ظلت اتجاهات أسعار النفط متباينة وان اتسمت بالإيجابية بصفة عامة بعد موجة من الأخبار المواتية، خاصة على صعيد الطلب.
ووصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج خام برنت إلى مستوى الذروة مخترقة حاجز الـ 69 دولارا أمريكيا للبرميل، بعد تسارع وتيرة برامج اللقاحات على مستوى العالم إلى جانب توقعات الطلب الإيجابية والسيطرة على مستويات العرض.
وفي الوقت الذي ابقت فيه وكالة معلومات الطاقة الأمريكية على توقعاتها لأسعار النفط لعامي 2021 و2022، قامت بخفض توقعات إمدادات النفط الأمريكي.
من جهة أخرى، أدى تعرض أكبر شبكة خطوط أنابيب وقود أمريكية لهجوم إلكتروني إلى نقص البنزين في محطات الوقود على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وكانت شبكة خطوط أنابيب كولونيال، التي تحمل 2.5 مليون برميل يومياً من الغاز ووقود الطائرات والديزل، قد تعرضت لهجوم إلكتروني تعطلت على إثره إمدادات الشركة على مدى ستة أيام.
وأدى هذا الهجوم الإلكتروني إلى زيادة المنتجات المكررة المتوافرة لدى المصافي والتي تم تخزينها في ناقلات النفط.
كما انخفض إجمالي المخزون بمقدار 17.1 مليون برميل منذ بداية نيسان 2021.
وظلت تقديرات الطلب العالمي على النفط للعام 2020 دون تغيير، اي بتراجع قدره 9.5 مليون برميل يومياً وصولا إلى 90.5 مليون برميل يومياً في المتوسط.
وظلت توقعات العام 2021 دون تغيير، إذ من المتوقع أن يزيد الطلب بمقدار 6.0 مليون برميل يومياً في المتوسط ليصل إلى 96.5 مليون برميل يومياً.
ومن المتوقع أن يتأثر اتجاه الطلب خلال الربع الثاني من العام 2021 بعودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في الهند والبرازيل، مما قد يؤثر على توقعات الطلب في النصف الأول من العام 2021.
ومن المتوقع أن يقابل تلك الانخفاضات انتعاش الطلب بمستويات أقوى مما كان متوقعاً خلال النصف الثاني من العام 2021.
ووفقاً لتقرير منظمة الأوبك الشهري، من المتوقع أن يرتفع الطلب خلال النصف الثاني من العام 2021 نتيجة لزيادة متطلبات وقود النقل في الولايات المتحدة إلى جانب تسارع وتيرة طرح برامج اللقاحات في مناطق متعددة، مما قد يؤدي إلى زيادة متطلبات النفط. ومن المتوقع أن تنعكس العودة إلى الأوضاع الاعتيادية بصفة خاصة على بيانات الطلب على النفط لمنطقة الشرق الأوسط ومناطق آسيا الأخرى خلال النصف الثاني من العام 2021.
وشهد إنتاج العالم من السوائل النفطية انخفاضاً شهرياً بمستوى هامشي بلغ 0.15 مليون برميل يومياً في نيسان 2021 ليصل في المتوسط إلى 93.06 مليون برميل يومياً.
وعكس هذا الانخفاض تراجع إنتاج المنتجين من خارج الأوبك والذي قابله جزئياً ارتفاع إنتاج الأوبك، وقام المنتجون من غير الأعضاء بمنظمة الأوبك بتقليص إنتاجهم بمقدار 0.18 مليون برميل يومياً وبلغ متوسط معدل انتاجهم 67.97 مليون برميل يومياً.
من جهة أخرى، زاد منتجو الأوبك إنتاجهم هامشياً بمقدار 26 ألف برميل يومياً إلى 25.08 مليون برميل يومياً، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية.
وتعزى تلك الزيادة بصفة رئيسية إلى ارتفاع إنتاج نيجيريا وإيران والسعودية، والذي قابله جزئياً انخفاض إنتاج فنزويلا وليبيا وأنجولا. كما أدت الزيادة الهامشية في إنتاج الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك إلى ارتفاع حصة الأوبك السوقية بنسبة 0.1 بالمئة في نيسان لتصل إلى 27.0 بالمئة.
وبالنسبة للعام 2021، تم تعديل توقعات الإمدادات من خارج الأوبك وخفضها بواقع 0.23 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع أن ينمو العرض بمقدار 0.7 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 63.6 مليون برميل يومياً.
واستقر إنتاج الأوبك من النفط الخام في نيسان 2021 بعد أن شهد نموا خلال الشهر السابق، وبلغ متوسط الإنتاج الشهري 25.27 مليون برميل يومياً، أي بتراجع شهري قدره 50 ألف برميل يومياً وفقاً لبيانات وكالة بلومبرج.
وكشفت مصادر الأوبك الثانوية عن زيادة هامشية في الإنتاج بمقدار 26 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 25.08 مليون برميل يومياً.
وخلال شهر نيسان، قامت إيران بزيادة إنتاجها إلى أعلى المستويات المسجلة في عامين وصولاً إلى 2.4 مليون برميل يومياً، بينما رفعت نيجيريا إنتاجها إلى نحو 1.6 مليون برميل يومياً، وقابل ذلك تراجع إنتاج ليبيا وفنزويلا (وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية).
وأنتجت السعودية، أكبر منتج على مستوى المجموعة 8.1 مليون برميل يومياً خلال شهر نيسان، بفارق هامشي مقارنة بمستويات انتاج الشهر السابق.
--(بترا)