facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

مختصون يؤكدون أهمية تأهيل الشباب نحو قيادة المئوية الثانية

مختصون يؤكدون أهمية تأهيل الشباب نحو قيادة المئوية الثانية

القبة نيوز- شكل الشباب منذ بداية تأسيس الدولة الأردنية ركناً مهماً من الأركان الرئيسية التي قامت عليها الدولة حين كانوا الجنود الاقوياء الذين ساهموا في تأسيسها وحماية فكرتها وحمل رسالتها.

جهود الشباب اثمرت على مدار مئة عام خلت عن تشكيل حالة منفردة على مستوى المنطقة وتقديم نفسها كمنتجة ومصدرة للخبرات في مجالات عديدة الى جانب الوعي والانفتاح على دول العالم .


هذا المنجز الذي حققه الأردن على مدى قرن من الزمن يتطلب الحفاظ عليه المزيد من التأهيل للقيادات الشبابية وتمكينها وفقا للمتطلبات المرحلة المقبلة وحاجات الدولة ومؤسساتها حسب ما يؤكده خبراء وباحثون في المجال الشبابي.


الدكتور محمد جريبيع مدير مركز الثريا للدراسات، قال ان البحوث التي تناولت بدايات تأسيس الدولة وحتى وقتنا الحاضر تشير الى ان عنصر الشباب كان حاضراً في كل محطة من المحطات، حيث ساهموا في الرفعة والنهوض منذ اللحظة الأولى، وقد تجسد ذلك من خلال الثورة العربية الكبرى، حيث كان الشباب مدافعاً عن فكرة التحرر والبناء بعد أن اشتركوا مع قادتها وحاربوا لأجل تأسيس الدولة الأردنية وكانوا حاضرين ايضا إلى جانب القيادة الهاشمية في مرحلة البناء التي رافقها تأسيس المؤسسات الشبابية والبدء في إيجاد حركة شبابية كان لها الشأن الكبير في التطوير لتنتشر بعد ذلك الأندية الرياضية والتجمعات والمخيمات والمراكز الشبابية في كافة مدن وقرى المملكة.


وأضاف، ان وعي القيادة الهاشمية بأهمية الشباب ورعايته كان له الدور الأبرز في نمو الحركة الشبابية التي كانت دوماً متواجدة في أجندة الدولة السياسية وأولوياتها خاصة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث شهدت السنوات العشرين الأخيرة اهتماماً بارزاً بالشباب الذين أصبحوا يشكلون القضية الأكثر اهتماماً للقيادة السياسية وبدأت المبادرات والمشاريع الوطنية تبحث عن الشباب وتقدم لهم الدعم والمساعدة واصبح الشباب حاضرا في كل لقاء وتجمع وصارت خطوط الاتصال والحوار ما بين الشباب والقيادة قوية ومتينة.


واكد جريبيع، ان البناء على ما تحقق في المئوية الأولى يتطلب حتما الاستثمار في الشباب وتأهليهم وبناء افكارهم وفقا للمتطلبات والمعطيات وما تخطط له الدولة استراتيجيا لانهم وبحكم التعاقب سيتولون المراكز القيادية ويصنعون القرار في المستقبل لذلك يجب على كافة المؤسسات المعنية رسم البرامج المناسبة لهم واشراكهم وتدريبهم على إدارة الازمات والتخطيط للمشاريع الاقتصادية وكيفية إيجاد حلول لمشاكل الفقر والبطالة وغيرها من المشاكل الرئيسية التي تعتبر من ابرز المعيقات التي تواجه مجتمعاتهم . 

الباحث في الشأن الشبابي الدكتور محمود السرحان، بين ان هناك جملة من التحديات الحقيقية التي تواجه الشباب في حياته الحاضرة والمستقبلية ابرزها التحدي السياسي وضعف مشاركتهم في الحياة السياسية التي لا تشكل سوى جزئية بسيطة مقارنة بحجهم الكبير على صعيد التعداد السكاني في المملكة، مؤكدا ان الدراسات التي أجريت مؤخرا تبين ان الرضى متدن لدى الشباب في العديد من القضايا واهمها الاستبعاد والاستهانة بقدراتهم ومكاناتهم في احداث التغيير المنشود نحو التطور والنماء.


وقال السرحان، ان هناك تحديات اجتماعية تتمثل بضعف الاتصال سواء بين الشباب انفسهم أو بينهم والمسؤولين مما يؤدي الى حدوث فجوات وعدم ملاءمة القرارات التي تتخذ وطموحات الشباب لانهم ببساطة هم الاقدر على تحديد اولوياتهم ومستقبلهم، مشيرا الى ان هنالك ضعفا في التعليم التشاركي والتفاعلي الموجه للشباب والذي يركز على التعليم من اجل الابداع والابتكار وكيفية توظيف مهارات الحياة الأساسية وانماط الحياة الصحية وبناء القادة الشباب وغيرها من البرامج الهادفة. واكد ان أخطر الحالات التي من الممكن ان يصل اليها الشباب هي الشعور بالدونية والاقصاء والاغتراب عن الذات والانبهار بالآخر المختلف فكرا وثقافة وسلوكا، حينها يفقد الشباب حماسه واندفاعه وطاقته الهائلة التي نعول عليها في صنع المستقبل الأفضل للدولة.

 وأوضح السرحان انه لا يوجد حلول فورية للحد من مشاكل الشباب وقضاياهم ولكن هنالك طرق علمية تبدأ من الاعتراف بوجود المشاكل ومن ثم العمل على حلها واجراء مراجعة شاملة لجميع التحديات والاستعداد العلمي والعملي لمجابهتها، مؤكدا ان الدولة احوج ما تكون للمجهود الشبابي سواء في الحاضر او المستقبل وان المئوية الثانية ستكون شاهدة على ما سيقدمه الشباب الأردني من اجل رفعة وعزة وطنهم. 

مديرة جائزة الحسن للشباب سمر كلداني، قالت انه الحديث الدولة ونشأتها وتطورها مرتبط كليا بالدور الفاعل للشباب ولا سيما وان اغلب القيادات التي بنت ودافعت عن هذا الوطن كانت بعمر الشباب وأثبتوا أنهم على قدر التحدي بكل المجالات حين ساهموا في تأسيس حياة سياسية حزبية واقتصادية واجتماعية وثقافية بالرغم من كل الظروف التي مروا بها.


وأضافت، ان الدولة الأردنية تدخل مئويتها الثانية وهي تحتضن الشباب وتؤمن بقدرتهم وتعتبرهم فرسان التغيير وصانعي حاضرها ومستقبلها لذلك يجب الاستثمار في هذه الطاقات الشابة وتوجيهها نحو الأفضل المنشود وان تتكاثف جميع المؤسسات العاملة مع الشباب لتوحيد أهدافها ورؤيتها حول صناعة شخصية الشاب الأردني التي تطمح لها الدولة للتناسب خططها نحو المستقبل الأفضل.
--(بترا)

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير