facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

باستخدام "تقنية الضوء" و"أوراق الذهب"... تجربة سعودية مبتكرة في الحفر على الزجاج

باستخدام تقنية الضوء وأوراق الذهب... تجربة سعودية مبتكرة في الحفر على الزجاج

القبة نيوز- تمسك بجهاز "الدريل" اليدوي وتدقق نظرها فوق سطح لوح الزجاج لتخطط ملامح الصورة التي ستخرج بعد فترة قليلة، عبارة عن لوحة فنية منقوشة على الزجاج، فيما يشاركها زوجها العمل بخطوات مماثلة.

أكثر من ثلاث ساعات تستغرق في عمليةالحفر على الزجاجيستخدم فيها الزوجان فهد اليحيى ولولو اليحيى تقنيات الضوء بدلا من الظل، تحتاج العملية إلى براعة ودقة، حيث تحمل بعض اللوحات أكثر من مليون نقطة، وهي أشبه بعملية فيزيائية معقدة تسهم في النهاية في الحصول على صورة مبهرة من حيث الدقة والتقنية.

عملية الحفر أو "النقش" على الزجاج واحدة من أهم الفنون التي قل من يتمكن فيها، خاصة في ظل ما تتيحه من إظهار للإبداع والموهبة باستخدام الألوان والأدوات الحديثة، وما تتطلبه من قوة تركيز ودقة وبراعة في الابتكار.

لولو اليحيى

فنانان تشكيليان من السعودية، هما لولو اليحيى وفهد اليحيى، قدما تجربة فنية فريدة، بصورة مغايرة عن فن الحفر على الزجاج عبراستخدام تقنية خاصةبهما.

تقول لولو اليحيى وهي خريجة جامعة الملك سعود تخصص تربية فنية، إنها تعلمت فن "الحفر على الزجاج على دكتورة جامعية مصرية الجنسية، ولم تكن المادة أساسية في ذلك الوقت.

توضح في حديثها لـ"سبوتنيك"، أنها تمكنت هي وزوجها فهد اليحيى من ابتكار أسلوب جديد في فن النحت على الزجاج.

أسلوب جديد

الأسلوب الجديد الذي طبقه الزوجان يتمثل في تطبيق أبعاد الظل والنور والتباين على ألواح الزجاج المعتمة والشفافة عن طريق "الدريل اليدوي"، بأسلوب وتكنيك الحفر بالتنقيط.

معظم اللوحات المنتجة يغلب عليها أسلوب التنقيط، أكبرها لوحة يبلغ طولها 100 سم في 100سم، وتحمل أكثر من مليون إلى مليوني نقطة. وتحمل اللوحات العديد من الأشكال المختلفة ما بين الحيوانات والمباني و"البورتريه" والعديد منأنواع الطيورأبرزها الصقر.

توضح اليحيى أنهما يعملان على الضوء في النحت على عكس استخدام الظل في البورتريه الذي يرسم بالفحم.

لولو اليحيى

أضافت اليحيى الطابع السعودي للوحات التي تعمل عليها، ليحمل خصوصية ترتبط بالمملكة، وذلك من خلال إضافة "الفريم" وهو حجر من أحجار جبال السعودية وتزيينه بورق الذهب.

مبادرات تمكين "ذوي الهمم"

تتابع اليحيى أنها منذ تعلمها فن النحت على الزجاج في العام 2007، أسست شركة مع زوجها فهد اليحيى المتخصص في فن "البورتريه"، وتمكنا من تعليم 13 طفلا الحفر على الزجاج.

المبادرة الثانية تمثلت في تدريب 45 من "ذوي الهمم" على الفن وتمكنوا من إنتاج لوحة أهدت إلى الجمعية الخاصة بهم. ومبادرة ثالثة كانت عبارة عن دورة يوظف الأفضل فيها بالشركة، وكانت الأولويةلذوي القدرات الخاصةأو أصحاب الظروف الخاصة، حيث ضمت الشركة بين صفوفها نحو 60 بالمئة من "ذوي الهمم".

استفادة متبادلة توضحها اليحيى، حيث ساهم "الدريل" في تطوير حركة ذوي الهمم وتقوية عضلاتهم، وساهم بقدر كبير تحسن حالتهم الصحية والنفسية.

مراحل الحفر

تستخدم ألواح الزجاج من اللون الأسود والبني وكذلك الشفاف، ويعد العمل في الزجاج الشفاف أكثر صعوبة من الزجاج المعتم، حيث يحتاج الأول إلى قاعدة إضاءة لإظهار الحفر، على عكس المعتمة التي لا تحتاج إلى القاعدة، إلا أنها تحتاج إلى بناء كامل.

لولو اليحيى

يتم تخطيط مناطق الضوء في المرحلة الأولى، ومن ثم العمل على البورتريه من خلال التدقيق الكبير في أدق تفاصيل الشخصية، وتستخدم فيها أدوات مختلفة السمك. والتنقيط بالدريل أو الريشة والقلم من العمليات التي تحتاج على تركيز مضاعف، خاصة أن عمليات الحفر لا يمكن تعديلها مرة أخرى.

في الفترة الأخيرة فرضتجائحة كوروناالكثير من المتغيرات التي دفعت إلى إغلاق الشركة، إلا أن المشروع مستمر حتى الآن.

تستغرق اللوحة نحو 3 ساعات أو أكثر، ويستخدم فيها أكثر من رأس دقيقة تركب على جهاز الحفر، والتي تغير أكثر من مرة حسب الزوايا والتفاصيل الدقيقة للشخصية.

فن قابل للتعلم

تشير اليحيى إلى أن فن النحت على الزجاج لا يقتصر على الموهبة فقط، حيث تمكنت بالفعل من تعليم العديد من أصحاب الهمم وتمكنوا بالفعل من النحت على الزجاج من خلال "التعلم"، ولم تكن لديهم الموهبة قبل التحاقهم بالدورة التدريبية.

صناعة الزجاج والنقش عليه ليست من المهن الحديثة بل يعود تاريخها إلى آلاف السنين ما قبل الميلاد، إلا أن عمليات النقش مرت بمراحل عدة في العصر الحديث.

لولو اليحيى
في مصر القديمةعثر على بعض الأواني الزجاجية متعددة الأشكال في العديد من المناطق الأثرية، حيث عثر المنقبون على أوان للعطور ومكاحل من الزجاج في حفريات تل العمارنة بمصر العليا.

كما يشير المؤرخ بلينيوس الأكبر إلى أن التجار الفينيقيين كان لهم دورهم الكبير أيضا في اكتشاف تقنيات صنع الزجاج عند نهر بيلوس.

ومن مصر القديمة وبلاد الرافدين بالعراق القديمة، انتقل فن صناعة الزجاج إلى جزر بحر إيجه وبلاد اليونان وذلك في القرن السابع قبل الميلاد.

انتقلت الصناعة إلى العديد من الدول فيما بعد إلى وصولا إلى عمليات النقش على الزجاج، والتي تطورت بشكل كبير في القرن الحالي، فيما سمحت التقنيات الحديثة باستخدام أساليب جديدة في فن النحت على الزجاج.

  • لولو اليحيى
  • لولو اليحيى
  • لولو اليحيى
  • لولو اليحيى
  • لولو اليحيى
  • لولو اليحيى
  • لولو اليحيى
سبوتنيك
 
 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير