facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أمسية حداثية لشاعرين يقيمها بيت شعر المفرق في عمان

أمسية حداثية لشاعرين يقيمها بيت شعر المفرق في عمان

القبة نيوز - ضمن استراتيجية بيت الشعر في المفرق بتقوية وتمتين الروابط الثقافية بينه وبين مختلف الهيئات والجهات الثقافية على امتداد الوطن الحبيب ، أقام البيت أمسية شعرية في مقر منتدى البيت العربي الثقافي في العاصمة عمان ، أشعل شموعها الشاعر محمد المعايطة والشاعر مروان البطوش فيما أدارت الأمسية الإعلامية المذيعة التلفزيونية سمر الغرايبة التي أشادت بمبادرة بيوت الشعر التي أطلقها سمو حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي أعاد الألق للقصيدة العربية رعاية وعناية واهتماما .

وكانت أولى القراءات للشاعر محمد المعايطة الذي يعتبر من جيل الشباب ومن مدرسة الحداثة في بناء القصيدة العربية الشابة الوثابة التي تضج بالحركة والانفعالات والصورة والدهشة ، ومما قرأه شاعرنا المعايطة :

هي مهنتي الدهشة..

هي مهنتي الدهشة..
فكل قصيدة كُتِبت تضيء
كأي حزن ذاب
أو مثل الفراشة حمّلت ما فاض مني
فوق جنحيها
وأطلقت العبارة حين صِحتُ:
"تدثري باللون
أو فلتشربي طرف النعاس
قصيدة سمراء
ثوري كأي...".

فقاطعتني

"مثل أي فراشة ذُبحت..
لشاعرها تعض الوقت
تقضم بين ثانيتين أغلال المسافة..".
*
هي مهنتي الدهشة..
فكل قصاصة خبأتها جاءت مع الريح المقدس غابة
علكت خطاها
مسّها قلق انتظاري.

- من أنت.. ساقتك القصائد للمقاصل..؟

- إنه العدم..

- من أنت ينبذك التراب..؟

- وإنه البرد..

- من أنت يعبدك الطريق وليس يعرفك الوصول..؟

- وليس ليلاً أو نبياً.. إنه التعب

- من أنت تُدهشك التفاصيل التي عبرتك ثم تُضيء فيك..؟

- وإنه القلق..

*
هي مهنتي الدهشة..
فكل حبيبة سُرقت
تلم الروح في بُقج وترحل
مثل خيط الشمس أو رقص الدخان
تحيك في صدري الصراخ
وتشتهيني كالقصيدة..
راودّت نفسي
وقُدّت جبهتي قُبُلاً
وكان القلب مكشوفاً كوقع الله في الصوفي..
زاد ترنحي
وتَرَنَّخت كفاي قد مُلئت بصوتي راجفاً:

"ها قد بلغت الآن حتفي
دهشتي لغتي
وصلبي صورة شعرية
ولقد عُتقت من المجاز...".

وقفت مدهوشاً
فلون فراشة صوتي
ولكن الرؤيا تُكذَّب إن دنوت
مسافة ما بين وجهي والوضوح
تخلخل المعنى..
وتبدأ وصلتي في العشق
صوفياً ترنح كي يرى لون الفراشة واضحاً
أو أن يجوس بسكرة الرؤيا..

"ترنح
ترنح
ترنح
ترى النحر في الملكوت يحيا
وكن في طريق المريد احتراقاً ونور
لتشعل شمساً بخيط دمائي
وعشقاً توحد في كل معنى
فصار التوحد بعضي وكلي
وصار..".

وسكتُّ
قد كسّرت وزن قصيدتي
وخرجت في الإيقاع عن سطري وغبت
وعندما عدت التحمت..
"تفاعلن متفاعلن متفا..".
سكبت قصيدتي نوراً
أضاءت للغريب طريقه
ووقفت أرقب غربتي فيه
ومثل سحابة عبرت على وجهي
اختنقت..
********
ومن السيرة الذاتية للشاعر محمد المعايطة
شاعر وكاتب أردني.
في رصيده مجموعتين شعريتين:
"نبي الرماد" – عام 2009 عن دار فضاءات للنشر والتوزيع.
"لم أفقد دهشتي بعد"- عام 2014 عن دار "كــاف".
ومخطوط مجموعة ثالثة تحت الطباعة "القلب جندي يا أبي".
عمل صحفياً بعدد من الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية المحلية والعربية. من بينها جريدة العرب اليوم الأردنية، جريدة الرأي الأردنية، مجلة سيدتي السعودية، منصة الإستقلال الفلسطينية.
يعمل حالياً كاتباً للسيناريو ومعالجاً درامياً في المركز العربي للإنتاج الإعلامي – طلال عواملة.
الشاعر مروان البطوش الذي يبعث الروعة من خلال نصوصه التي تملأها العاطفة والتساؤل والبحث عن البعيد البعيد .. هذا الشاعر الذي يأخذك لعالمه بأسلوب هادئ وإلقاء ينسكب من روح القصيدة ... قدم مجموعة من من نصوصه الشعرية فائقة الجمال ، ومنها :
دثّــــريـــنـــــي
وجهُ المدينةِ شاحبٌ
والموتُ يقرأُ في كتابٍ و اسْمُهُ " فنّ الحياة "
علاقةٌ ندّيةٌ ودّيةٌ بين البعيد
وظلّهِ،
لا الضّعفُ يُضعفهُ الضّعيف
ولا الخفيفُ، يخيفُ خفّتهُ المخيفةَ
لا الهَباءُ يقولُ : شكراً .. للهراء
ولا الهراءُ يقولُ : عفواً .. للهباء
علاقةٌ ودّيةٌ ندّيةٌ بين السراب
وشكلهِ،
ساءلتُ سائلتي الغريبةَ عنْ مدينتا، خلالَ سؤالها عن شارعٍ أنساه :
عفواً : هل ينامُ الحبُّ ليلاً؟
أم ينامُ الليلُ حبّاً؟
أم أنا والليل حبٌّ لاينام؟َ!
فلمْ أجدْ
حوليْ أحَدْ ..!
وجهُ المدينةِ شاحبٌ
والموتُ يبحث عن كتابٍ واسْمهُ " حبُّ الحياة "
علاقةٌ ندّيةٌ ودّيةٌ بين الممات
وموتهِ،
أخبرتُ أمّيْ مرّةً أنّي كَبُرت،
فعانَقتني، ثمّ قالتْ لي :
نَعَمْ... وأنا كذلكَ يا صغيري !
لمْ أكُنْ لبقاً لأبكي،
واكتفيتُ بكفّها وبدمعتيها
كي أعودَ إلى سريري،
" أمّي ستبكي لوكبُرت / هَمَسْتُ مرتعشاً
وقالتْ: إنّها أيضاً كذلكَ سوفَ تكبرُ لو كبرت
لــذا،
سأبقى هكذا
لتظلّ أمــيْ هــكذا،
فبقيتُ طفلاً للأبــــدْ " .. !
وجهُ المدينةِ شاحبٌ
والموتُ يُصلحُ بعضَ أخطاء المؤلّفِ في كتابٍ واسْمهُ " حقّ الحياة "
علاقةٌ ودّيةٌ ندّيةٌ بينَ الدّواء
ودائهِ،
لا الذُّل يمدحُهُ الذليل،
ولا الأصيل بلا البديل هو الأصيل،
قَصيدةٌ قد تستطيعُ بأنْ تُقلّبَ قلْبَ طاغيةٍ على طُغيانهِ
لكنّها،
لا تستطيعُ وحيدةً أنْ تبعثَ الإنسانَ كالعنقاء
من بين الرماد على ثرى أوطانِهِ
عادتْ لتسألني الغريبةُ عن مدينتنا، وقالتْ:
هل ينامُ الحبُّ ليلاً؟
أم ينامُ الليلُ حبّاً؟
أم أنا والليل حبٌّ لاينام؟َ!
فلمْ أجِدْني قُربها ..!
وجهُ المدينةِ شاحبٌ
والموتُ في يدهِ وريقاتٌ يخربشُ فوقها شيئاً.. ويمحو
كِـدْتُ أسألُهُ ولكنّي فقدتُ النُّطق،
بينَ النّدّ والنّدّ الودودِ علاقةٌ أزليةٌ أبديّةٌ
واللهُ والشيطان
لا يتفرّقان
الباب والجدران
لا يتفرّقان
العدلُ والطّغيان
لا يتفرّقان
الشّعبُ والسُّلْطان
لا..
يتفرّقان!
.. سَلَلْتُ نفسيْ واندَفعتُ إلى الطّريق
طَرَقتُ باباً عابراً، وركضت
ظلّي صارَ أسودَ، صارَ أحمرَ، صارَ أبيضَ، صارَ أخضرَ، صارَ، صارَ
وقفت،
كنتُ بكاملِ الألوان، لا أَحَدٌ سوايَ سوى الرّماديّ الكتومِ وحُزْنهِ !
وجهُ المدينةِ شاحبٌ
والموتُ منهمكٌ ويبحثُ عن وريقاتٍ بأدراجِ " السّلام "
أظُنُّهُ ينوي كتابةَ رأيِهِ الشخصيّ في.. " عِلْمِ الحياة "
فَكِدْتُ أمسكُ كفّهُ الحَمْراء
لكنّي استَعَدتُ النُّطْق.. فارتبكتْ يداي !
وقفتُ منهزماً،
دَسَسْتُ يديَّ في صوتي، وقلت:
علاقةٌ ندّيةٌ ودّيةٌ بين الخِطاب
وخَطْبِهِ،
أَوْحَتْ يدايَ بوَحْيِها :
( لا النّهرُ يُجريهِ الخرير،
ولا الطّيور.. لأنّها تشدو.. تطير،
أَيستعيرُ النّورُ صوتاً
كي يُنير؟
أيستعير)؟!!
فقُلتُ – في خوفٍ – لسائلتي الغريبةَ عنْ
مدينتها الجديدةِ :
دثّريني، دثّريني
دثّريـــنــــــي!...
***********
ومن مختصر السيرة الذاتية للشاعر مروان البطوش
مكان وتاريخ الولادة: الأردن، الكرك 28/2/1989
مكان الإقامة: الأردن، عمّان
الإصدارات:
مجموعة شعرية "لم أكلم قبلَ عينيكِ المطر" 2011 / عن وزارة الثقافة الأردنية
مجموعة شعرية "وُلِدتُ قليلاً" تحت الطباعة
العضويات:
عضو رابطة الكتاب الأردنيين
عضو مؤسس في منتدى الإبداع الشبابي / الكرك
الجوائز:
المركز الأول في مسابقة الإبداع الشبابي / وزارة الثقافة الأردنية لعام 2013 (حقل الشعر)
المشاركات:
له عدة مشاركات في أمسيات أدبية داخل الأردن وخارجه
*********
وفي ختام الأمسية شكر مدير بيت الشعر الاستاذ فيصل السرحان إدارة منتدى البيت العربي ممثلة برئيس المنتدى المهندس صالح الجعافرة ومديرة البرامج ميرنا حتقوة لتعاونهم الدائم مع بيت الشعر ، متطلعا لمزيد من المشاريع والتعاون في خدمة القطاع الثقافي الذي يستحق الكثير الكثير من الرعاية الدعم .
كذلك وجه الأستاذ فيصل السرحان بطاقة شكر وتقدير للإعلامية الأردنية لينا العساف التي تتابع أنشطة بيت الشعر وتقوم بالتغطية الإعلامية بشكل مستمر
هذا وقد قام فريق فضائية الشارقة بالتغطية الإعلامية المتلفزة لهذه الأمسية بأبهى صورة .
ومما هو جدير بالذكر أن بيت الشعر في المفرق مستمر بإقامة أمسياته وندواته في مختلف مدن المملكة الاردنية الهاشمية ضمن استراتيجيته بالوصول لكافة شعراء الوطن العزيز .


 


 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير