القبة نيوز- يعد نظام الانتخاب في الولايات المتحدة الأمريكية نظاماً فريداً من نوعه، بخلاف ما يعتقده كثيرون بأن الناخبين الأميركيين يقومون بانتخاب رئيسهم مباشرة، فإن كلمة الحسم ترجع للمجمع الانتخابي الذي يتكون من 538 مندوباً. ومع الاستمرار في فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الامريكية 2020، سنحاول الإجابة على بعض التساؤلات المحيطة بماهية المجمع الانتخابي.

لمن يصوت الأميركيون؟
عندما يذهب الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، فإنهم في الواقع يصوتون لمجموعة من الممثلين أو المندوبين عن ولايتهم في المجمع الانتخابي.
تشير كلمة "مجمع" هنا ببساطة إلى مجموعة من الأشخاص لديهم مهمة مشتركة. هؤلاء الناس هم ناخبون ومهمتهم هي اختيار الرئيس ونائب الرئيس.
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي (كبار الناخبين) كل أربع سنوات، بعد أسابيع قليلة من يوم الانتخابات، لاختيار الرئيس ونائب الرئيس.
المرشحون لكبار الناخبين يتم تعيينهم من طرف الأحزاب السياسية في الولايات المختلفة في الأشهر التي تسبق يوم الانتخاب، ويسمح الدستور الأمريكي لكل ولاية باختيار نظامها الخاص بالانتخاب.
كيف يعمل المجمع الانتخابي؟
يتناسب عدد أعضاء المجمع الانتخابي مع عدد سكان كل ولاية ويبلغ العدد الإجمالي للأعضاء 538 عضوا.
تمتلك ولاية كاليفورنيا أكبر عدد من أعضاء المجمع الانتخابي وعددهم 55 عضوا وهو ما يعني أن الفوز بها يمكن أن يحسم المنافسة على منصب الرئيس، لأن من يحصل على أكثر من 50% من أصواتها يضمن 55 صوتا في المجمع الانتخابي.
المرشح الذي يحصل على 270 صوتا في المجمع الانتخابي يصبح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حتى إذا كان عدد أصوات الناخبين العاديين التي حصل عليها أقل من عدد الأصوات التي حصل عليها منافسه.
يتم احتساب كل أصوات ممثلي الولاية في المجمع الانتخابي لمن يحصل على أكثر من 50% من أصوات الناخبين العاديين.
ومن ثم، إذ فاز مرشح ديمقراطي بأكثر من 50% من الأصوات في ولاية تكسكاس، فإنه يحصل على جميع أصوات المجمع الانتخابي في تلك الولاية وعددهم 38 صوتا.
لذلك من الممكن أن يصبح المرشح رئيسًا حتى إذا كان عدد أصوات الناخبين العاديين التي حصل عليها أقل من عدد الأصوات التي حصل عليها منافسه.
في ولايتي (مين ونبراسكا) فقط يتم تقسيم أصوات المجمع الانتخابي بحسب نسبة الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح.
لهذا السبب يركز المرشحون الرئاسيون على الولايات المتأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين، لأن الفوز في أي منها يمثل خطوة كبرى تقربه إلى البيت الأبيض.
لا يجتمع ناخبو المجمع الانتخابي أبدا في جلسة موحدة، يجتمع كبار الناخبين في عواصم ولاياتهم التي انتُخِبوا فيها. والناخب الخائن، هو الذي ينتخب مرشحا آخر غير الذي انتخب له.
لماذا تم اختيار النظام؟
عندما تم وضع دستور الولايات المتحدة عام 1787، كان التصويت الشعبي لانتخاب رئيس أمرًا مستحيلًا عمليًا. كان هذا بسبب حجم البلد وصعوبة التواصل.
لذلك، أنشأ واضعو الدستور المجمع الانتخابي.
فضلت الولايات الأصغر النظام لأنه أعطاها صوتًا أكبر من صوتها في الانتخابات الشعبية على الصعيد الوطني لتحديد الرئيس.
كما تم تفضيل المجمع الانتخابي من قبل الولايات الجنوبية، حيث كان العبيد يشكلون نسبة كبيرة من السكان. على الرغم من أن العبيد لم يصوتوا، إلا أنهم كانوا يحسبون في تعداد الولايات المتحدة (ثلاثة أخماس الفرد).
نظرًا لأن عدد الأصوات الانتخابية تم تحديده من خلال حجم سكان الولاية، فإن الولايات الجنوبية كان لها تأثير في انتخاب رئيس أكبر من تأثير التصويت العام المباشر عليها.
ماذا يحدث إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية؟
في هذه الأثناء يصوت مجلس النواب لانتخاب الرئيس.
وقد حدث ذلك مرة واحدة فقط، عندما قام أربعة مرشحين في عام 1824 بتقسيم التصويت الانتخابي، وحرمان أي منهم من الأغلبية.

عن فوربس.
عمر عبادي
Forbes Middle East Staff