ورأت بكري نفسها بأنها تنتمي إلى تلك الفئة من المجتمع التي "تشعر بشكل أكبر” حيث من الممكن أن تطير فرحا إذا شاهدت "قوس قزح”، ومن الممكن أن تشعر بثقل العالم بأكمله إذا ما شعرت بالقلق، وتحزن بشدة لموت شخصيتها المفضلة، مضيفة "نحن طبيعيون لكن في نطاق أوسع كأي شخص آخر، نحن فقط نعيش”. واختتمت بكري منشورها مؤكدة أن المرض الذي تعاني منه لم ولن يكون أبدا بالنسبة إليها وصمة عار سواء أرادت الاعتراف بذلك أو لا.

وانهالت التعليقات من قبل أصدقاء البكري على فيسبوك، متمنين لها السلامة الدائمة وأن تبقى بخير ويشفيها الله، فيما تركزت تعليقات الآخرين على تشجيعهم لقوتها وصراحتها واعترافها بمرضها وعدم اعتباره "وصمة عار”؛ فمواجهة المرض برأيهم بطولة، فيما استفسر آخرون عن طبيعة المرض بشكل أدق، فردت بكري على أحد التعليقات بأنها تعاني من اضطراب المزاج أكثر من كونه اضطراب ثنائي القطب؛ لأن الثاني أصعب بكثير. ويُعدّ اضطراب ثنائي القطب (الاكتئاب الهوسي) من الأمراض النفسية المعقدة والحادة؛ إذ يصعب معالجته، وهو عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة منها الانفعالات العاطفية الشديدة، و تتضمن الارتفاعات(الهوس) والانخفاضات (الاكتئاب)، ومن الممكن أن تؤثر تلك التقلبات المزاجية على النوم والطاقة والنشاط والقدرة على اتخاذ القرارات والسلوك والقدرة على التفكير بوضوح، وتشمل التقلبات المزاجية الحادة التي يسببها الانفعالات العاطفية الشديدة.

من جانب آخر، وعلى الصعيد الفني شاركت الفنانة السورية تولين بكري في مسلسل "مقابلة مع السيد آدم” من تأليف وإخراج فادي سليم الذي عُرض في رمضان 2020 على الشاشات التلفزيونية وحققت نجاحا من خلال شخصية "الدكتورة ريتا” المرأة الحكيمة والحساسة المتعمقة بعلم النفس التي تُدرس في إحدى الجامعات بمدينة دمشق. وتألقت بكري إلى جانب الفنان السوري القدير غسان مسعود؛ إذ أوضحت في إطلالة إذاعية لها مُسبقا أنها في بداية قراءتها للنص وجدت الشخصية عادية جدا، ولكن عندما تعمقت في القراءة أصبحت عاشقة لشخصية "ريتا”، لافتة إلى أنها عملت على تجسيد الشخصية بشكل حقيقي لذلك ذهبت إلى ثلاثة أطباء نفسيين وقرأت عدة كتب متخصصة في علم النفس لتبحث عن مفاتيح هذه الشخصية الواقعية الموجودة بكثرة في المجتمعات ولتظهرها بحرفية عالية ونحت دقيق سواء في الشكل الخارجي أو الداخلي على حسب قولها.